الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

مسعود بارزاني.. العنيد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بزيِّه الكردي التقليدي، يخوض رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، عبر استفتاء، اليوم الأحد، مواجهة جديدة مع بغداد؛ سعيًا لتحقيق حلم إنشاء دولة، بحسب ما يقول مؤيدوه، بينما يرى معارضوه في مشروعه هذا مجرد محاولة للبقاء في السلطة.
ويسعى بارزاني "71 عامًا" المحافظ الذي يرتدي الزي التقليدي دائمًا، إلى أن يكون بطل قضية مجتمعه، ولا يتردد في السير عكس تيار الطبقة السياسية، وعكس إرادة كل من بغداد وواشنطن والدول المجاورة، للدفاع عن مطالبه.
فالرجل السبعيني دومًا كرر أنه "لا خيار آخر" في وجه "دولة دينية وطائفية" إلا الانفصال للحفاظ على حقوق الأكراد الذين تعرضوا للقمع في ظل حكم نظام صدام حسين، والذين بدءوا بتعزيز موقعهم السياسي منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
ويؤكد الرئيس الأول والوحيد حتى الآن لإقليم كردستان العراق، ونجل القائد التاريخي للأكراد مصطفى بارزاني، ورئيس الحزب الديموقراطي الكردي منذ وفاة والده في عام 1979: "كان علينا تنظيم هذا الاستفتاء" لعدم وجود أرضية "شراكة" مع بغداد.
ولد مسعود بارزاني على أراضي جمهورية مهاباد الكردية في كردستان إيران في 18 أغسطس 1946 حيث كان والده قائد قوة جمهورية "مهاباد" الذین دافعوا عنها، حتى قضاء السلطات الإيرانية عليها بعد قطع الدعم السوفيتي للأكراد، وبعد سقوط "مهاباد" غادر مصطفى بارزاني إلى الاتحاد السوفييتي مع أفراد عائلته، حتى عاد مصطفى بارزاني إلى العراق عام 1958.
وفي عام 1961 تخلَّى مسعود بارزاني عن مقاعد الدراسة حیث کان طالبًا في الثانویة وانظم إلى الحرکة التحريرية الكردية ضد الحكومة العراقية. وفي عام 1975 وبعد اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران، وانهيار الحركة الكردية المسلحة اضطر مسعود بارزاني إلى مغادرة العراق مع والده إلى الولايات المتحدة. ثم تولَّى زعامة الحزب الديمقراطي الكردستاني في عام 1979 بعد وفاة والده ولا يزال زعيمًا للحزب.
ومنذ ذلك الحين، ظل بارزاني مسيطرًا على الدفة الكردية في "كردستان"، رغم خلافاته مع منافسه التقليدي رئس العراق السابق جلال طالباني، إذ أنه في عام 2003 ترك مسعود بارزاني وجلال طالباني خلافاتهما كليًّا ليشكلا زعامة مشتركة وشارك الحزبان في جميع التغييرات السياسية التي شهدها العراق، بدءًا من مجلس الحكم في العراق والحكومة العراقية المؤقتة إلى الانتخابات العراقية والحكومة العراقية الانتقالية.
وفى 2005 بعد فوز بارزاني في الانتخابات غير المباشرة لرئاسة الإقليم، أعيد انتخابه مرة أخرى عام 2009 بنحو 70% من الأصوات في أول انتخابات عامة، ليبدأ ولاية جديدة من أربع سنوات. وبعد انقضاء المدة مدَّد البرلمان الكردستاني ولاية بارزاني لعامين. وفي خضم هجوم تنظيم "داعش" الإرهابي في عام 2014، لم يغادر بارزاني منصبه حتى اليوم.
ويري مننقدو بارزاني أن الزعيم الكردي يراهن على البقاء في السلطة، من خلال الاستفتاء، وبالنسبة لجميع الأكراد فإن وجود دولة كردية مستقلة في العراق وإيران وسوريا وتركيا حلم لا يمكن التشكيك فيه. لكن كثيرين يرون أن الموعد المحدد للاستفتاء على الاستقلال ليس مناسبًا بالنظر إلى القتال الجاري في محيط كردستان مع "داعش" والأوضاع الاقتصادية الصعبة في الإقليم بسبب تراجع أسعار النفط.