الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

3 تحديات تواجه مستقبل إقليم كردستان العراق حال "الانفصال"

استفتاء كردستان -صورة
استفتاء كردستان -صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم ثراء إقليم كردستان العراق بثرواته لا سيما النفطية، إلا أن نتائج استفتاء اليوم الاثنين، والمرجح لها أن تكون داعمة للانفصال عن العراق، لم تنه مشكلات الإقليم أو تحلها بمجرد ظهور نتائج الاستفتاء، ما يدفع خبراء للتحذير من وضع مجهول للإقليم لا سيما مع اضطراب الأوضاع الاقتصادية واستنزاف الموارد في الحرب المستمرة منذ سنوات لمواجهة "داعش" الإرهابي، وكذلك معارضة دول الجوار وعزمها فرض عقوبات اقتصادية وأمنية وسياسية على الإقليم بعد اليوم، وهو الأمر الذى من شأنه تصعيب مهمة رئيس الإقليم "مسعود بارزاني".
فرغم أن عدد سكان الإقليم الواقع في جبال شمال العراق والغني بالنفط، يبلغ 4.69 مليون نسمة (ما بين 15 إلى 20% من إجمالي سكان العراق)، غالبيتهم العظمى من الأكراد، بالإضافة إلى أقلية من التركمان، وأكثريتهم الساحقة من المسلمين السُّنة، إلا أن الإقليم يواجه أوضاعًا اقتصادية صعبة مردها خصوصا إلى انهيار أسعار الذهب الأسود بالإضافة إلى ازدياد الإنفاق العسكري لتلبية احتياجات الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
حيث تعتبر القوات الكردية "البيشمركة" حليفًا أساسيًّا للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" الإرهابي، وقد تمكنت هذه القوات بدعم من التحالف من دحر الجهاديين من المناطق الحدودية مع إقليم كردستان.
وإلى جانب هذا الإنهاك العسكري والاقتصادي للإقليم في الحرب ضد داعش، يأوي عشرات الآلاف من النازحين ممَن فروا من ديارهم بسبب سيطرة "داعش" الإرهابي" عليها أو بسبب المعارك التي جرت لدحره منها.
وعلى الصعيد الاقتصادي أيضًا، ومع رفض دول الجوار لتحرك الانفصال، يواجه مستقبل الإقليم تحديًّا على صعيد توفير المواد الغذائية، حيث يعتمد بشكل كبير في تأمين الكثير من احتياجاته على الخارج خصوصًا دول الجوار لاسيما تركيا، وفي حال انفصاله سيشكل هذا الاحتياج نقطة ضعف كبيرة قد تستغلها أنقرة للضغط على الإقليم وهذا من شأنه أن يضع مستقبل الإقليم في وضع حرج، بحسب ما ذكرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية الشهيرة.
كما يواجه الإقليم تحديات "جيو سياسية" نظرًا لطبيعة موقعه الجغرافي بين أربع دول هي إيران وتركيا وسوريا والعراق،وأن الانفصال وفق توقعات مراقبين لصحيفة "إندبندنت البريطانية"، يعني خلق الكثير من المشكلات من الناحيتين الجغرافية والسياسية مع هذه الدول التي ترفض جميعها استقلال الإقليم لاعتبارات تتعلق بأمنها واستقرارها من جهة، ولإمكانية خلق توترات عِرقية وإثنية وطائفية بين مكوناتها الاجتماعية والقومية والطائفية من جهة أخرى.
وتأتى قضية المناطق المتنازع عليها مع بغداد وعلى رأسها "كركوك" الغنية بالنفط، لتضفي تحديًّا جديدًا لمستقبل "الإقليم الكردي" ومدى صموده، لما تمثله تلك المناطق من ثقل ديموجرافي للعرب والأكراد.
فخلال الشهور والسنوات الماضية وسّعت كردستان العراق بالفعل أراضيها، وسيطرت قوات البيشمركة على مناطق خارج حدودها بالاستفادة من تراجع الجهاديين في الشمال.
ويتخوف المراقبون من اندلاع نزاعات طويلة الأمد في تلك المناطق، لا سيما مع إصرار كل الأطراف على مواقفها، وفى ظل سيطرة أعداد كبيرة من القوات شبه العسكرية الشيعية والكردية والسُّنية والتركمانية، ما يعني شبح الطائفية والاشتباكات بين الأقليات تبرز من جديد، وتزايد احتمالية تفجر الأوضاع.