يُعد أحد أبرز الوجوه في الأدب الأمريكي والعالمي المعاصر، حيث كتب روايات وقصص تجمع في سردها بين تيار الوعي، والابتكارات اللغوية، والرسم الحي للشخصيات، وتعدد زوايا النظر، والتحولات الزمنية ضمن السرد، هو الروائي والشاعر الأمريكي "وليم فوكنر" الذي وُلد يوم 25 سبتمبر 1897م.
قضى معظم أيام حياته بمدينة أوكسفورد، حيث عُرف بحبه وشغفه بالقراءة والتي إنعكست بدورها على شغفة وحبه الشديد للكتابة وإتخاذه مسار الكتابة وحياة الكُتاب، حيث كان يكتب بيديه كتبا مزينة بالرسوم التوضيحية ثم يوزعها على أصدقائه إلى جانب بعض دواوين الشعر وقليل من الكتابات المسرحية إلى جانب قصص وحكايات الأطفال.
لم تقتصر حياة فوكنر على أعماله في الكتابة فقط، ولكنه تلقى تدريبا في تورنتو كطيار مقاتل في سلاح الجو الملكي الكندي خلال الحرب العالمية الأولى، ولم يكن أول فرد من أفراد عائلته ينشغل في أكثر من شيء معًا، حيث أن أحد أجداده كان يعمل محاميا، وجنديا، ورساما مما يعطي انطباعا أن الانشغال بأكثر من عمل معا يمثل أحد سمات أفراد عائلتهم.
وتُعتبر رواية "الصخب والعنف" أو "الهرج والمرج" في 1929م تقدما مذهلا في أسلوب وطريقة كتابته ومكنته من مادته وقدرته على اتباع مجموعة غنية من الأساليب، إلى جانب التواصل مع التقنيات والأفكار الحداثية التي شاعت منذ ذلك الوقت في الأدب والفن ومنذ ذلك الحين، راح يجرب الأشكال الجديدة في كتابة السرد، إلى جانب كتابته للعديد من الأعمال الروائية الأخرى مثل روايتي "بينما أرقد في حضرة الموت"، والملاذ، بالإضافة إلى أعماله القصصية مثل قصة الدُب، ووردة لإميلي.
وساعدت مجهودات فوكنر في مختلف مجالات الكتابة على حصوله خلال أيام حياته على العديد من الجوائز، حيث تشمل جائزة نوبل للأدب عام 1949م، وجائزة الكتاب الوطنية عام 1951م، وجائزة بولتيزر مرتين في العامين 1959م و1963م، وجائزة پوليتسر في 1955 م عن حكاية خرافية.
وفارق الشاعر والروائي الأمريكي وليم فوكنر الحياة يوم 6 يوليو 1962م في أوكسفورد بجنوب أمريكا وذلك عن عمر يناهز 65 عاما.
