الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مخاوف عالمية من اختفاء فعالية المضادات الحيوية.. أطباء: الاستخدام الخاطئ للأدوية والإسراف عنوان الأزمة.. ونصائح باستشارة المختصين

الدكتور علي عبدالله
الدكتور علي عبدالله رئيس المركز المصري للدراسات الدوائية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحذيرات عالمية تنطلق من مراكز الأبحاث الطبية والدوائية العالمية معلنة نفير الخطر جراء ما اطلقوا عليه "النهايات الكارثية لفعالية المضادات الحيوية"، وذلك في الوقت الذي كان ومازال تحظى فيه تلك الأدوية بمكانة كبيرة، إلا أن تقارير طبية عالمية أكدت أن كثرة استخدام المضادات الحيوية يترتب عليه ظهور العديد من المشكلات التي لها علاقة بنقص فعالية تلك المضادات الحيوية، ما يطرح تساؤلات حول خطورة الوضع في ظل اختفاء فعالية المضادات الحيوية وما البدائل المتاحة حال اختفاء فعاليتها؟
قال الدكتور علي عبدالله رئيس المركز المصري للدراسات الدوائية، إن منظمة الصحة العالمية تحذر كل عام من نقص مقاومة المضادات الحيوية وضعف المادة الفعالة بها، فالدواء من المفترض أن يقتل البكتيريا لكن مع سوء الاستخدام تعمل البكتيريا على تحوير نفسها بحيث تقاوم المضادات الحيوية وتكون الاصابة بالمرض أقوى، ومن الصعوبة مقاومة المرض بالأدوية حيث يستغرق الأمر وقتًا والكثير من العلاج حتى يتم العلاج بصورة كلية من المرض إذا ما كان مرضًا يمكن علاجه.
واشار عبدالله إلى أن هناك العديد من الاحصائيات والدراسات العلمية أكدت أنه بحلول عام 2050 من الممكن أن تصل إجمالي حالات الوفيات إلى 10 ملايين حالة بسبب سوء استخدام المضادات الحيوية، مشيرًا إلى أنه لم يتم اكتشاف أي وسيلة فعالة وسهلة الاستخدام حتى وقتنا الحاضر باستثناء المضادات الحيوية للقضاء على الأمراض.
وأوضح أن المضادات الحيوية لا تصبح فعالة وتكون عرضه للنفاذ عندما يتم وصف الدواء بصورة خاطئة، أو يتم وصف جرعة دواء أقل من الجرعة التي يحتاجها المريض ويتوقف بعدها عن تناول الدواء، أو يتم تناول نسبة قليلة من جرعة الدواء، ومن المفترض أن يكون الكورس العلاجي تم وضعه من خلال طبيب مختص ويجب على المريض الامتثال للعلاج، الأمر الذي يترتب عليه تقليل جدوى وفعالية المضادات الحيوية.
وتابع: "تبعات الاستخدام المسرف في استخدام المضادات الحيوية تتمثل في أن الأمر يكلف على المستويين الصحي والاقتصادي، بحيث يزيد عدد الأيام التي يقضيها المرضى بالمستشفيات فمن الممكن أن يستمر لمدة اسبوع كامل كما أن اختراع أدوية جديدة سيكون مكلف أيضًا وكل ذلك يحتاج إلى وقت ومبالغ مادية كبيرة تصل إلى مليارات الدولارات.
ولفت الدكتور سمير عنتر، نائب رئيس مستشفى حميات امبابة إلى أن المضادات الحيوية تتكون من مادة فعالة من المفترض أنها تساهم في القضاء على المرض، لكن هذا لا يمنع من أن الاستخدام الخاطئ لتلك المضادات الحيوية يساهم في زيادة قدرة البكتيريا على تطوير مناعة ضد تلك المضادات الحيوية، ما يؤدي إلى تدني فعالية المادة الفعالية، مشيرًا إلى أن النتائج المترتبة على الإسراف في استخدام المضادات الحيوية يتمثل في عدم فعاليتها.
وأوضح عنتر أنه خلال الفترة الحالية ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي زادت نسبة استخدام المضادات الحيوية بصورة كبيرة لكن ساهم ذلك في تقليل فعالية المضادات الحيوية وعدم جدواها في محاربة المرض، محذرًا من اتباع تعليمات أي شخص غير مختص يشخص الحالة لمجرد عرضها عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة أن كل حالة تختلف عن غيرها.