رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إدوارد سعيد يكشف الوجه الآخر للمستشرقين تجاه الإسلام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"تغطية الإسلام"؛ أحد أهم كتب الدكتور إدوارد سعيد، صدر سنة 1981 عن دار "روتليدج & كيجان بول"، حول نظرة العالم الغربي للإسلام، ضمن مشروعه في إطار "الاستشراق والقضية الفلسطينية"، والذي يحاول من خلاله رصد العلاقة بين العالم الغربي والعالم العربي.
حيث يتعامل الكتاب مع قضايا خلال وبعد أزمة رهائن إيران، وكيف زيفت وسائل الإعلام الأمريكية الحقائق عن الحياة الإسلامية ليناقش، العلاقة بين السلطة والمعرفة ووسائل الإعلام الغربية.
وفيه يقول إدوارد سعيد: "لم أستطع أن أكتشف فترة في التاريخ الأوروبي أو التاريخ الأمريكي منذ العصور الوسطى ناقش أحد فيها الإسلام أو فكر فيه خارج إطارٍ صاغته العاطفة المشبوبة، والتعصب، والمصالح السياسية، وقد لا يبدو ذلك اكتشافًا يدعو إلى الدهشة، ولكنه يضم في ثناياه جميع ألوان المباحث العلمية والأكاديمية التي كانت منذ مطلع القرن الثامن عشر تطلق على نفسها اسمًا كُلّيًا هو مبحث الاستشراق أو كانت تحاول، بانتظام، دراسة الشرق، ولن يختلف أحد مع القول بأن أوائل الذين علّقوا لى الإسلام، مثل بطرس المبجل، وبارتليمي دربيلو، قد اتخذوا موقف المجادلة المسيحية المشبوبة فيما قالوه، ولكنّ أمامنا افتراضًا لم ينظر أحد في صحته يقول إنه حين تقدمت أوروبا والغرب فاتخذت خطواتها في العصر العلمي الحديث، وحررت نفسها من الخرافة والجهل، كانت مسيرتها بالضرورة تتضمن الاستشراق، أليس صحيحًا أن سلفستر دي ساسي، وإدوارد لين، وإرنست رينان، وهاملتون جِبْ، ولويس ماسينيون، كانوا من الباحثين والعلماء الموضوعيين، وأليس صحيحًا أن من آثار التقدم الذي شهده القرن العشرون بشتى ألوانه في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا واللغويات والتاريخ أن أصبح الباحثون الأمريكيون الذين يقومون بتدريس الشرق الأوسط والإسلام في جامعات كبرى مثل برنستون وهارفارد وشيكافو، بالضرورة، غير منحازين ولا يمارسون الدعوة إلى شئ فيما يفعلونه؟ أما الإجابة عندي فهي بالنفي.
وليس ذلك لأن الاستشراق أكثر تحيّزًا من العلوم الاجماعية والإنسانية الأخرى؛ لكنه وحسب، مثل غيره من المباحث المذكورة، له سماته الأيديولوجية ويتأثر مثلها بالعالم من حوله، أما الفارق الأوحد فهو أن باحثي الاستشراق يبادرون باستخدام مواقعهم، باعتبارهم خبراء، في إنكار (وأحيانًا حتى في إخفاء) مشاعرهم العميقة تجاه الإسلام بلغة الثقات التي تهدف إلى الشهادة "بموضوعيتهم" وكذلك "بحيادهم العلمي."