رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إدوارد سعيد.. مناضل للرمق الأخير

إدوارد سعيد
إدوارد سعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لأم بروتستانتية، تنتمي لعائلة ميسورة، ولأب فلسطيني، ولد «إدوارد سعيد»، في الأول من نوفمبر 1935، في مدينة القدس، إلا أن المقام لم يستمر به كثيرًا في القدس، حيث وصل إلى القاهرة مع أسرته، في عام 1947، ثم توجه في سن الـ17 إلى الولايات المتحدة؛ ليتابع تحصيله العلمي، وتخرج في جامعة «برينستون»، ثم حصل على شهادة دكتوراه في الأدب المقارن من جامعة هارفرد، وبعد هزيمة يونيو 1967، توجّه للعمل على شرح قضية شعبه في الولايات المتحدة، وقد خاض مرات عدة مواجهات مع القيادة الفلسطينية، إلا أن أصبح عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني في 1977، وحاول إقناع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، بأهمية الجاليات الفلسطينية المنتشرة في أنحاء العالم إلا أنه لم ينجح في مراده.

كان كتاب «الاستشراق»، أبرز مؤلفات «سعيد»، والذي صدر عام 1978، وترجم إلى 26 لغة، واعتبارًا من 1979 بدأ ينتقد أسلوب منظمة التحرير، والدول العربية، في التعامل مع القضية الفلسطينية، وظهر ذلك جليًا في كتابه «مسألة فلسطين»، وقد صدر له العديد من الكتب التي تناولت النزاع في الشرق الأوسط.

وفي «عام 1991»، استقال من المجلس الوطني الفلسطيني؛ بسبب معارضته الشديدة لياسر عرفات، وانتقاده له بسبب سعيه التقرب من «إسرائيل»، على حد وصفه، إلا أنه واصل النضال، وبدأ يطالب منذ عام 1994، باستقالة «عرفات»، الذي وصفه بـ«بيتان الإسرائيليين»، نسبة إلى «المارشال هنري بيتان» الفرنسي، الذي تعاون مع الألمان، خلال الحرب العالمية الثانية، واعتبر «سعيد» أن «عرفات» وافق، من خلال اتفاقات أوسلو «1993»، على التبرؤ من التاريخ الفلسطيني.

عشق «إدوارد سعيد» الموسيقى أيضًا، لذا أسس مع قائد الأوركسترا «الإسرائيلي - الأرجنتيني»، دانيال بارنبويم، فرقة «ديوان الشرق والغرب»، التي تضم موسيقيين من كل أنحاء الشرق الأوسط.

وكان يناضل من أجل إنشاء دولة فلسطينية، يعيش فيها شعبان متشابكان، وكان يقول إن الفلسطينيين و«الإسرائيليين»، يعيشون في دولة مزدوجة الجنسية، بحكم الأمر الواقع، إلى جانب التمييز العنصري فيها

من والدة بروتستانتية، تنتمي إلى عائلة ميسورة، وتاجر فلسطيني مسيحي ثري؛ حصل على الجنسية الأمريكية

توفي الكاتب الكبير، في مثل غدًا الإثنين، الـ25 من سبتمبر عام 2003، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الدم «لوكيميا»، الذي أصابه من 10 سنوات، وأوهن جسمه، لكنه لم يوهن عقله وإرادته، وظل حتى وفاته، يكتب، ويقاوم، كعادته؛ ليواصل مشوار الكفاح، الذي بدأه منذ صباه.