الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"داعش" يراجع أفكاره للحفاظ على كيانه التنظيمي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدرت ما يطلق عليها اسم "اللجنة المفوضية" التابعة لتنظيم "داعش" مؤخرًا وثيقة يتراجع فيها التنظيم عن فتاواه بتكفير "الجاهلين بالدين" أو تكفير من هم خارج أرضه، أو الاستيلاء على أملاك من يخرج من مناطق سيطرته، أو من اعتقلهم بتهمة أنهم من "الخوارج". 
ونص مضمون القرار الذي صدر عن داعش وحمل رقم 752 والصادر بتاريخ 15 سبتمبر 2017، أنه: "تم إلغاء العمل بمضموم التعميم (أي تعميم الفتوى والمقصود هنا أن ليست كل الفتاوى الصادر عن تنظيم يجوز تطبيقها على جميع الناس)، وبرر التنظيم ذلك لاحتوائها على أخطاء علمية وعبارات موهمة غير منضبطة، تسببت في التنازع والتفرق بين صفوف قيادات وعناصر داعش. 
هذه التراجعات الأخيرة في أفكار "داعش"، تكشف مدى تخبط التنظيم في علاقاته مع المدنيين القاطنين في مناطق سيطرته، وكذلك بين عناصره وقادته، خاصةً بعدما وصل الانقسام داخل تنظيم داعش إلى ذروته في الفترة الأخيرة، حيث انشق التنظيم إلى تيارين أحدهما يسمى "الحازمية"، والآخر "البنعلية"، وكل منهم أصبح يكفر الآخر، ففي مايو الماضي ظهر أبو عبدالرحمن الشامي القيادي بداعش وأحد منظري تيار "الحازمية" برسالة شديد اللهجة يكفر فيها عموم المسلمين ومن لم يتبع نهج "داعش" قال فيها: "كيف تترك هذا المعين الصّافي، ثمّ تذهب لتأخذ دينك عن القاعدين بين أحضان طواغيت جزيرة العرب وغيرها، وما كفّرهم ولا أنكر عليهم، يخالط جنوده ورجال أمنه ومخابراته من غير أن يبيّن لهم ما ارتكبوه من نواقض".
وتابع بأن "الطّاغوت الذي يأوى أمثال هؤلاء المنظِّرين للغلو في التكفير ويسمح برواج بدعتهم هو نفسه الذي يأوى أهل التجهّم والإرجاء ويعينهم على الترويج لبدعتهم، وما ذلك إلا لكون الطرفين والمنهجين يؤدّيان لنتيجة واحدة، وهي الطّعن في أهل الحقّ، وترك الهجرة والجهاد".
رد على هذه الرسالة تركي البنعلي، المفتي العام السابق للتنظيم والمنتمي إلى تيار "البنعلية" ووصفها بالمتشددة، وقال إنها خرجت بسرعة ولم تعرض على طلاب العلم في التنظيم، ولم ينته الصراع ولا التراشق بين التياران عند هذا الحد، بل وصل إلى "تكفير أبو بكر البغدادي" من قبل تيار "الحازمية" في مقال نشر بصحيفة "النبأ" التابعة لتنظيم داعش. 
هذه الأحداث والانشقاقات التي ضربت التنظيم، خاصةً مع التراجع الكبير لتنظيم داعش، وانحسار دولته المزعومة في العراق وسوريا، لجأ مؤخرًا إلى مراجعة بعض أفكاره وتراجع عن بعض فتاواه المتشددة كمحاولة للحفاظ على كيان التنظيم والحد من الانشقاقات التي ضربت التنظيم في مقتل.
ولمنع المزيد من الانشقاقات، حرص "داعش" على بث إصدارًا جديدًا يحمل اسم "صناعة الرجال.. الرعيل الأول"، ردًا على ما يسمى "نقض البيعة للبغدادي" وانشقاق العديد من عناصر التنظيم وهروبهم إلى بلادهم أو انضمامهم لإحدى التنظيمات الأخرى سواء كانت تنظيم أنصار السنة أو جيش المجاهدين أو الجيش الإسلامي أو النقشبندية أو أنصار الإسلام، وقال التنظيم تأكيدًا لنقض البيعة في الصحيفة الرسمية لداعش الصادرة في عددها 197 في مقال بعنوان "نحن لا ندعو هذه البيعة أبدًا"، أكد فيه أن نقض بيعة الخليفة يعتبر من النفاق ويجب قتل مرتكبه. 
واعتبر التنظيم أن من ينقض بيعة "البغدادي" منافق وأشد خطورة علي "الخلافة الإسلامية" من المرتدين العاديين بحسب زعمهم.
دلاله تراجع داعش عن بعض أفكاره
وقال هشام النجار" الباحث الإسلامي: إن تراجع داعش عن بعض أفكاره والتي اعتمدت بشكل كبير علي أفكار ومبادئ تيار "الحازمية"، وهو تيار يكفر عموم المسلمين في مختلف البقاع ودول العالم بشكل عام دون تفريق بينهم، كما أوجب قتالهم وسفك دمائهم، له دلالات مهمة في تحركات التنظيم خلال هذه المرحلة والتي يشعر فيها بالهزيمة والتراجع، أولها: إعلان سيطرة فرقة تيار "البنعلية" على التنظيم بشكل عام، وأحكام قبضتها عليه، بعدما كانت الغلبة لتيار "الحازمية"، ثانيًا من المحتمل أن ينصب من يخلف البغدادي من هذه الفئة خاصةً بعد الشائعات الأخيرة التي تؤكد مقتله في سوريا. 
وأشار "النجار" إلى أن سيطرة تيار البحريني، تركي البنعلي، الذي لم يتجاوز سنه الـ35 عاما، ويملك عدة ألقاب بينها أبو سفيان السلمي، وأبو همام الأثري، وأبو حذيفة البحريني، ويعتبر الخصم الشرس لتيار "الحازمية"، الذين يعتبرونه ومن معه مشركين، يشير إلى سعي التنظيم لظهور بشكل جديد، قد يكون أقل شراسة ودموية من قبل، وخاصةً أن تيار الحازمية الذي كان مسيطرًا على التنظيم، كان لا يجد أي حرجًا من ارتكاب أي عمل ضد من يخالفهم في الرأي أو من لا يتبعهم، فلا حرج عليهم من تفجير المقدسات الإسلامية أو المساجد بمن فيها وقت الصلوات.