منذ 1962 وفى ندوة برابطة الأدب الحديث، توطدت صداقة حميمة بين الشاعرين سيد حجاب ومحمد إبراهيم أبوسنة، وكم كان "أبوسنة" يحب أن يقرأ أشعاره التي كتبها بلغة قريبة من الذائقة الشعبية رغم ثقافة حجاب العميقة بشتى أنواع المعارف واطلاعه الحقيقي على تيارات الشعر العربي والغربي، خاصة أنه كان يتقن اللغة الأجنبية وعاش فترة من حياته بسويسرا.
و"حجاب" كما يتذكر أبوسنة فى حديث لـ"البوابة نيوز" كان ضميره حيا على الدوام، وكان نبيلا محبا للجميع، ومواقفه الوطنية ناصعة ويكفي ديباجة الدستور الأخير لندرك كم هي عمق ثقافته، كما جمعتهما لجنة النصوص الغنائية بالإذاعة والتليفزيون وشاهد عن قرب كيف يحكم على الآخرين بموضوعية شديدة، كما كان حجاب بعيدا عن الغرور والتعالي الذي أصيب به الكثير من شعراء مصر.
ويرى "أبوسنة" أن حجاب فارس نبيل وسيظل بقلوب المصريين عبر أشعاره المغناة وقصائده المكتوبة، وبسؤاله عن العامية الراقية التي اتخذها حجاب لغة لأشعاره، قال "أبوسنة" إنها كانت مميزة وعميقة وكانت قصائده عموما شديدة الأصالة والاتقان الفني، كما كان يهتم بالموسيقى الداخلية بالنص، واتسمت كلماته بالعمق والاتساع والرهافة والجزالة والعذوبة، وكان يقف مع زملائه شعراء الفصحى من حيث التكوين الثقافي، إلى جانب قربه الشديد من شعراء العامية الكبار كفؤاد حداد وبيرم التونسي وصلاح جاهين.