الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"البوابة نيوز" تكشف.. ارتباك تمويل "داعش" والبحث عن مسارات بديلة

داعش- صورة أرشيفية
داعش- صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كيف يموّل تنظيم «الدولة الإسلامية» عملياته الدولية؟ هذا السؤال كان محورا لتقرير مهم للباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ماثيو ليفيت مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن؛ حيث أكد ماثيو على الثراء الفاحش لهذا التنظيم الإرهابي، وسيطرته على آبار النفط وسرقة المواشي وبيع جوازات المحاربين الأجانب من أعضائه وجاء في التقرير.

أن تمويل تنظيم «داعش» يتم بشكل رئيسي عبر مجموعة واسعة من النشاطات الإجرامية، الكبيرة والصغيرة، التي تتركز في أجزاء من سوريا والعراق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
ويقوم تنظيم «الدولة الإسلامية» بسرقة المواشي، وبيع جوازات سفر المحاربين الأجانب، وفرض الضرائب على الأقلّيات والمزارعين وسائقي الشاحنات، وإدارة عمليّات ابتزاز متمرّسة، وخطف المدنيين للحصول على أموال الفدية، ونهب الآثار، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الأخرى،كما أنّه يجني حوالي 40 مليون دولار أمريكي شهريًا من مبيعات النفط غير المشروعة فقط. إلّا أنّ هذه المصادر تدعم بشكل رئيسي مؤسسات التنظيم المكلفة ببناء الدولة وتمويل المعارك على أراضيه، بدءًا من دفع رواتب المعلمين وجمع القمامة وصولًا إلى رشوة قادة العشائر ودفع رواتب المقاتلين
باتت داعش" تبحث عن مسارات جديدة تمولها، بعد تضيق الخناق عليها في سوريا والعراق واستهداف اهم مواردها النفطية ومؤخرا كشفت الصحف البريطانية عن تحول تنظيم داعش للإتجار بالأعضاء البشرية، من أجل تمويل نشاطاته في منطقة الشرق الأوسط، وأضافت الصحيفة أن التنظيم الإرهابي يجني ما يقرب من 2 مليون دولار في العام من مصادر متنوعة، بما في ذلك إنتاج النفط، الإتجار بالبشر، وتهريب المخدرات.
وكانت صحيفةُ ساينس مونيتور الأمريكية ذكرت نقلًا عن طبيبِ الأنف والأذن والحنجرة من الموصل العراقية، أن داعش استأجر الأطباءَ وشغل نظاما واسعًا من الإتجار بالأعضاءِ البشرية في مستشفى بالمدينة مبينًا أن الأعضاءَ التي تُتاجر بها الجماعةُ الإرهابيةُ هي القلوب والكبد والكلى والامعاءُ لبيعِها في السوق السوداء الدولية التي جنوا من خلالِها ارباحًا طائلة، وأشار الطبيب إلى أن الجماعة الإرهابية قامت في الآونة الاخيرة بحركة غير عادية داخل المرافق الطبية مستأجرة في الوقت نفسه جراحين أجانب محظور عليهم الاختلاطُ مع الاطباء المحليين لتنفيذ عملية رفعِ الأعضاءِ من المصابين والقتلى مؤكدًا أن معظمَ الأعضاء البشرية تم تهريبها من سوريا والعراق إلى البلدانِ المجاورة للبلدين منها السعودية وتركيا حيث تباع إلى العصاباتِ الإجرامية ومهربي البشر وقال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة عمر بدر الدين، إن لديه معلومات مؤكدة، تقول إن تنظيم داعش الإرهابي يبحث في الوقت الحالي عن مصادر جديدة للتمويل، بعد أن حوصر في عدة مناطق، وأن هناك مندوبين من التنظيم يطوفون عدة دول حاليًا، لجمع تبرعات من داعمي التنظيم. وأضاف بدر الدين، أن التنظيم الإرهابي يبحث بكل السبل حاليًا عن وسائل دعم تمنع تفككه في مواجهة الحروب القوية التي تشهدها قواته في كل من العراق وسوريا، أي الموصل وحلب، حيث يحاول مغازلة تنظيمات أخرى تحظى بدعم من بعض الجهات الخليجية، لإشراك مقاتليها في عملياته وأوضح الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، أن المعركتين اللتين يخوضهما كل من الجيش العراقي في الموصل، والجيش السوري في حلب، تسببتا في قطع موارد التنظيم، والدعم المالي المباشر الذي كان يصله من عدة جهات، ما أدى إلى سحب التنظيم لكثير من قواته من عدة أماكن، وتوقف إرسال المساعدات بشكل جزئي لأسر مقاتليه الذين لقوا حتفهم في معارك سابقة وأكد بدر الدين، أن التنظيم منح إجازات لعدد من مقاتليه الأوروبيين، غير مدفوعة الأجر، بعد أن اضطر إلى تقليص رواتبهم خلال الفترات الماضية، وهو ما اعترض بعضهم عليه، ما دفع قيادات التنظيم إلى الاستغناء عن خدمات بعضهم، ومنح إجازات للبعض الأخر، في محاولة لتقليص الإنفاق، خاصة مع فقد التنظيم الإرهابي لكميات كبيرة من أسلحته خلال المعارك، ومحاولته تعويضها،كما دعا خبراء أمريكيون متخصصون في مكافحة تمويل الإرهاب، الدولة القطرية إلى القيام بدورها والتعاون مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي،وقال ديفيد كوهين نائب مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية السابق، إن المملكة والإمارات ساعدت في الضغط على الدوحة للحد من تمويل الإرهاب إلا أنها لم تأت بالنتائج المرجوة حتى الآن، وأضاف كوهين أن المخاوف الآن تأتي من حالة الانقسام في الصف الخليجي حال وصول المفاوضات مع قطر إلى طريق مسدود،وأوضح أن الخوف الخليجي من المال القطري يأتي من كونه يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في دول صديقة مثل المملكة ومصر وأشار كوهين إلى أن المملكة قد أظهرت تعاونًا كبيرًا في مواجهة الإرهاب، ومساعدة الإمارات والبحرين ومصر في رصد حركة الأموال القطرية الداعمة للإرهاب،ومن جهتها، ذكرت كاثرين باور، وتعمل باحثة وزميلة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومسؤولة سابقة في الخزانة الأمريكية، ذكرت أن المملكة والإمارات يحاولان جاهدين للحد من تمويل قطر للإرهاب، والدوحة لا تظهر الحماس نفسه للقضاء على الإرهاب وأوضحت أن ضغط الدول الداعية لمكافحة الإرهاب على قطر يأتي من عدم التزامها باتفاقية مكافحة الإرهاب، التي خرجت من الرياض بمشاركة أمريكية مؤخرًا.

داعش تيأس
كشف دميتري فيوكتيستوف، نائب رئيس قسم التحديات والتهديدات الجديدة بالخارجية الروسية عن أن تنظيم داعش بدأ بتحويل أمواله من الأراضي الخاضعة له إلى دول أجنبية، متوقعا هزيمته الوشيكة وأوضح فيوكتيستوف، خلال مؤتمر صحفي أجراه اليوم الثلاثاء في روما: "في السابق، تحدثنا عن أن داعش يراكم الأموال فى الأراضي الخاضعة له، لكن الآن، يبدأ التنظيم، الذي على ما يبدو يشعر بهزيمته المؤكدة الوشيكة وفقدان جميع الأراضي التي قد استولى عليها، يبدأ بتحويل الأموال في اتجاه عكسي، أي إلى دول أجنبية، بما فيها أوروبية".
وتابع: "من الواضح، أن تلك الأموال ستصرف على دعم خلايا داعش هناك وتنفيذ عمليات إرهابية في تلك الدول،إضافة إلى ذلك، يحاول "داعش"، سعيا لتعويض خسائره في الأرباح من تجارة النفط في سوريا، إيجاد مصادر دخل جديدة، ويلجأ إلى عمليات متعلقة بالعملات الأجنبية وتهريب القطع الأثرية والمخدرات.وشدد فيوكتيستوف على أن التدمير المادي لبنى "داعش" التحتية يمثل أحد الوسائل الأكثر فعالية لمكافحة تمويل نشاط هذا التنظيم، إذ أن هذا النهج هو الذي سمح بقطع الإيرادات التي كانت تحصل عليها "داعش" من تجارة المنتجات النفطية وتشير تقديرات مختلفة إلى أن الإرهابيين الدواعش فقدوا قرابة 90% من الأبار النفطية التي كانوا يسيطرون عليها سابقا، غير أن تلك التجارة لم تتوقف بالكامل، ما يعني أن أطرافا معينة لاتزال تشتري النفط منهم، بحسب فيوكتيستوف ولا يزال التنظيم يسيطر على حقلي التنك والعمر النفطيين الواقعين في ريف دير الزور الشرقي، واللذين ينتجان ما لا يقل عن 25 ألف برميل نفط يوميا.
سعر صرف عملة داعش أمام الدولار
وأشار دميتري فيوكتيستوف إلى نشوء اتجاهات جديدة في مجال تمويل "داعش"، وهو ما يدل عليه فرض عملته بصورة صارمة على جميع الأراضي الخاضعة للتنظيم وقال: "في واقع الأمر، أعلنوا دنانير "داعش" الذهبية والدراهم الفضية والنقود النحاسية العملة الوحيدة المسموح بها في التداول العام على الأراضي المسيطرة عليها ويرفض الإرهابيون قبول المدفوعات من السكان في عملات أخرى، ويلزمونهم بتحويل الليرات السورية والدولارات الأمريكية إلى دنانيرهم التي تباع بسعر أعلى من سعر الذهب في "مكاتب اقتصادية" للتنظيم وكشف المسؤول الروسي أن "داعش" قد باع بتلك الطريقة أكثر من 100 ألف دينار بسعر أعلى من 180 دولارا للدينار الداعشي الواحد، الأمر الذي عاد إليه بدخل قدره نحو 18 مليون دولار، التي بالطبع، يمكن صرفها على شراء السلاح والعتاد والذخائر.