الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سكك حديد مصر.. الأولى في الشرق الأوسط والثانية عالميًا ولكن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم الموافق 23 سبتمبر عام 1856، بدأ مصر في إنشاء أول خط سكة حديد يربط بين القاهرة والإسكندرية، حيث تعد أولي السكك الحديدية في الشرق الأوسط والثانية في العالم بعد بريطانيا.
بدأ الأمر عندما عرض المهندس الاسكتلندي "توماس جالواى"، علي ولي مصر محمد علي باشا، الفكرة، حيث رفض في بدء الأمر لانشغاله بتشييد القناطر الخيرية، متعللًا بالتكلفة العالية للمشروع وضخامته، والتشكك من جدوي وجوده، حتى صرف جالواي النظر عن الأمر.
وفي عهد عباس باشا، ظهر المهندس روبرت ستيفنسون، والذي عرض الفكرة عليه، وساعدت بريطانيا "ستيفنسون" في الضغط علي عباس، لإصداره الفرمان بالعمل في إنشاء أول خط سكة حديد من خلال فرمان يقول فيه: "حيث إنه تقرر إنشاء سكك حديدية بين مصر والإسكندرية ومباشرة العمل فيها ابتداءً من هذه السنة، فقد اقتضى فتح وإنشاء ثلاثة مكاتب، أحدها بالإسكندرية، والثاني بمصر، والثالث وسط هذا الطريق، لترتيب اللوازم الخاصة بهذا الخط وتعيين مدير ذي همة وكفاءة، لتسهيل وتشغيل مطالب المهندسين الذين حضروا من إنجلترا لنفس هذا الأمر".
بدأ العمل في المشروع في ٢٣ من سبتمبر عام ١٨٥٢، وكان "بروس" الذي عُين وكيلًا وقنصلًا عامًا لبريطانيا في مصر في ١٨٥٣، يعتبر هذا الخط بلا قيمة ما لم يتم إنشاء خط القاهرة- السويس، وبالفعل نجح هو و"ستيفنسون" في إقناع "عباس" بالأمر.
وقبل البدء في خط القاهرة السويس، وتحديدًا في ١٤ من يوليو ١٨٥٤ اغتيل عباس، ليخلفه في الحكم "سعيد باشا"، الذي أوفي بالتزامات سلفه، وكان ما تم إنشاؤه من الخط عند مقتل عباس لا يتعدى سبعين ميلًا، فأصدر سعيد أوامره باستكمال الخط الأول والبدء في الخط الثاني وإتمام بناء محطة القباري.
وانتهت الخطوط في عام ١٨٥٥، مع إقامة كوبرى فوق فرع دمياط عند بنها عام ١٨٥٦، وكوبرى كفر الزيات في ١٨٥٩، وبذلك أصبحت الرحلة بين الإسكندرية والقاهرة تستغرق 7 ساعات بدلًا من ٤٢ ساعة.
ورغم أن مصر تعتبر الدولة الثانية في العالم، في إنشاء خطوط السكك الحديدية، لكنها ما زالت تعاني من مشكلات عدة، أودت بحياة عدد كبير من المواطنين في حوادث أقل ما يقال عنها إنها "كارثية" كان أخرها تصادم قطاري الإسكندرية التي أسفر عن مقتل 40 وإصابة 133 آخرين، وهذه المشكلات تتعلق بالإهمال من جهة والفساد من جهة أخرى، ويأتي ذلك كله وسط مطالبات متكررة بخصصخة القطاع وتسليمه إلى جهات قادرة على إدراته بشكل جيد.