أكد الدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن مصر تنظر إلى المهندس الزراعي بكل فخر واعتزاز، لتحقيق الآمال والطموحات الملقاة على عاتقه، ودوره في تحقيق الأمن الغذائي بما يسهم في دعم القيادة السياسية نحو مسيرتها وحربها المستمرة ضد الإرهاب.
جاء ذلك في كلمته بالاحتفالية التي نظمتها نقابة المهن الزراعية، اليوم السبت، بمناسبة "يوم المهندس الزراعي العربي"، الذي يتواكب مع ذكرى تأسيس اتحاد المهندسين الزراعيين العرب.
وأضاف "البنا" أن المرحلة التي تمر بها مصر حاليًا تحتاج الى المزيد من العمل والجهد والإبداع والتكاتف، من أجل البناء والتنمية، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون المهندس الزراعي خير قدوة للأجيال القادمة، حيث المهام الملقاة على عاتقه في أهم المواقع، لتحقيق مزيد من الإنتاج وتطويره بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي للمصريين، كذلك رفع مستوى معيشة العاملين بالزراعة.
وقال: إن الاحتفال بالمهندس الزراعي يأتي تأكيدا على أهمية دوره خلال المرحلة الحالية، في ظل حرص القيادة السياسية والحكومة على تحقيق التنمية المستدامة، خاصة في القطاع الزراعي، مع إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي عددًا من المشروعات القومية العملاقة، في مقدمتها مشروعات زراعية كبرى، مثل المشروع القومي لتنمية واستصلاح المليون ونصف المليون فدان، والمشروع القومي لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية، ومشروع المليون رأس ماشية.
وأوضح أنه تم إطلاق مبادرة القرية المنتجة بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية، تنفيذًا لتوجيهات "السيسي"، التي تستهدف توفير ٢٠٠ ألف فرصة عمل للشباب والمرأة في عامها الأول، بدعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، بالاستفادة من الميزة النسبية لكل محافظة، وما تشتهر به من منتجات زراعية وحيوانية وداجنة.
وأكد أن الوزارة نجحت أيضًا في خطتها لتنمية الصادرات من الحاصلات الزراعية المختلفة، وفتح أسواقًا جديدة لها في الخارج، خاصة بعد الإعلان عن حزمة إجراءات رقابية على تصدير جميع المنتجات سواء الفاكهة أو الخضروات، كإجراءات تأكيدية دورية لضمان المواصفات العالمية حفاظ على سمعة الصادرات الزراعية المصرية.
ووجه "البنا"، الدعوة إلى المهندسين الزراعيين، للمشاركة في البرنامج الذي تم إطلاقه مؤخرًا لتأهيل شباب الخريجين للعمل بمهنة مطبقي المبيدات، للتعامل الآمن والفعال مع مبيدات الآفات الزراعية، والحد من الاستخدام العشوائي لها، ومحاربة عمليات الغش فيها، وفق ضوابط علمية صحيحة والتوصيات المعتمدة في هذا الشأن.
وأضاف أن البرنامج يهدف الى رفع كفاءة المزارع المصري ووعيه بنظم التطبيق السليمة للمبيدات لحماية الصحة العامة ودعم الصادرات الزراعية المصرية، حيث سيتم تعميم التجربة في كل المحافظات، من خلال المدربين الجدد بعد تأهيلهم لإعداد كوادر متميزة من المطبقين الحائزين على شهادة اجتياز الدورة التدريبية.
وأكد أهمية الاتحاد العربي للمهندسين الزراعيين، الذي تم إنشاؤه لأهداف قومية هامة للإسهام في رفع شأن مهنة المهندس الزراعي وتطويرها، والارتقاء بمستواها العلمي لتفي بمتطلبات النهضة وتحقيق زراعة عربية متطورة، وتنشيط تبادل الخبرات ونتائج البحوث الزراعية بين البلدان العربية.
وقال: إن مصر وحضارتها القديمة ارتبطت بالزراعة، حيث ابتكر المصري القديم الآلات الزراعية وآلات الري، ووضع أساس التقويم الزراعي، حتى كانت مصر أول دولة نظمت فيها الزراعة بمواعيد، لافتًا الى أن الزراعة كانت لمئات السنين، وستظل اساسًا للاقتصاد القومي في مصر.
ومن جهته، قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين: إن الاحتفالية تستهدف التأكيد على كلمة "شكرا" لكل من قدم خطوة للأمام لتطوير الزراعة المصرية، وتأكيد لروح التواصل بين مختلف الخبراء ورجال الاستثمار حتى صغار المزارعين، ممن قدموا تجارب ناجحة يفتخر بها القطاع الزراعي.
وأوضح أن مصر تدخل مرحلة جديدة من المشروعات التنموية العملاقة في المجال الزراعي، تستوجب تضافر جهود العاملين بالقطاع الزراعي للتأكيد على نجاح الفكر المصري.
وقال: إننا على أعتاب مرحلة جديدة ترسخ لدور الزراعة المصرية في التنمية المستدامة، موضحًا أن النقابة تقدم كافة خبراتها لمساعدة الدولة في الاستفادة منها.
فيما شهد الاحتفال تكريم عدد من أعضاء نقابة المهن الزراعية، في مقدمتهم الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور سعد نصار مستشار وزير الزراعة.
وتم منح جائزة النقابة التقديرية لكل من الدكتور عبدالسلام جمعة نقيب الزراعيين السابق، تسلمتها كريمته، والدكتور عبد الرحيم شحاته محافظ القاهرة الأسبق، تسلمتها زوجته الدكتورة هنيه الأتربي، والدكتورة عقيلة صالح والدكتور فوزي نعيم رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، والدكتور إسماعيل عبدالجليل رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق.
