الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"البوابة نيوز" تكشف الزحف الإخواني إلى أوروبا

منسق الاتحاد الأوروبى
منسق الاتحاد الأوروبى لمكافحة الإرهاب، جيليس دى كيرشوف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب - سارة رشاد ووليد منصور ودعاء إمام ونهلة عبدالمنعم

الجماعة تنشط فى فرنسا عبر اتحاد المنظمات الإسلامية.. إلى جانب لندن
35 ألف متشدد يقيمون فى بريطانيا حسب الاتحاد الأوروبى لمكافحة الإرهاب

حذر منسق الاتحاد الأوروبى لمكافحة الإرهاب، جيليس دى كيرشوف، من وجود ما يقرب من 35 ألف متشدد يقيمون فى بريطانيا، و17 ألفاً آخرين متواجدين فى فرنسا. 
تحذيرات منسق الاتحاد الأوروبى تسببت فى صدمة لدول أوروبا، واكتملت الصدمة بعملية إرهابية استهدفت محطة مترو فى لندن منتصف الشهر الجارى، بعدها بأسبوع خرج زعيم تنظيم القاعدة الحالى، أيمن الظواهرى، محرضًا عناصره فى الجزائر بالانتقال إلى فرنسا وتنفيذ عمليات إرهابية فيها، ورغم أن هذا الوضع لا يعتبر جديدا غير أن الأوروبيين ما زالوا يعيشون أثر صدمة تدفعهم للتساؤل عن كل هذا العدد من المتشددين ولماذا تتصاعد وتيرة العمليات؟.

البداية.. جماعة الإخوان
تبدأ القصة من عند جماعة الإخوان الإرهابية، وتحديدًا فى خمسينيات القرن الماضى، عندما خرجت قيادات الجماعة من مصر وسوريا هروبًا من الأنظمة السياسية آنذاك، لتسكن أوروبا مكونة شبكة جمعيات ومساجد ومنظمات، فتحت الطريق أمام باقى التنظيمات.
واستقرت الجماعة فى أول عهدها بألمانيا الغربية، بالتزامن معها أسست لوجودها فى العاصمة البريطانية، لتتحول لندن تدريجيًا للمستضيف الأول للجماعة وقيادات التنظيم الدولى، واستمر هذا الوضع حتى اليوم وطالبت مصر بريطانيا برفع يدها عن جماعة الإخوان، إلا أن الرد البريطانى جاء غامضا مفاده أن الدعم البريطانى للإخوان قائم ومستمر. 
هذا الوضع لم يتغير حتى خرجت معارضة داخلية على الحكومة البريطانية، على خلفية سياسات الدعم البريطانى للإخوان، معتبرة أن تكرار الحوادث الإرهابية يرجع أصلًا إلى الدعم والاستضافة التى توفرها بريطانيا للإخوان.

لندن تدفع الثمن
وعن ذلك يقول المنشق الإخوانى، طارق أبوالسعد، إن لندن تدفع ثمن استقبالها للجهاديين والإخوان، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان تقوم بدور فى توفير التبرعات للجهاديين فى الشرق الأوسط، لا سيما الغطاء السياسى الذى توفره للأفكار المتطرفة. وشدد على أن للجماعة خطابا مزدوجا فى المجتمع الأوروبى، بحيث تقدم لغة معتدلة بلغة الدولة التى تقيم فيها، وخطاب متشدد بالعربية توجهه لعناصرها المسلمين. ورجح أن تتجه بريطانيا إلى التضيق على قيادات التنظيم فى ظل استهداف لندن، أو بمعنى آخر وضع سقف لتحركاتهم.

جناح أوروبى فى فرنسا
وبالتزامن مع هذا الوضع المهدد للإخوان فى لندن تنشط الجماعة فى فرنسا، ليس للتنازل عن الدعم البريطانى ولكن لتكون جناحا أوروبيا آخر للجماعة تستند إليه حال تراجع النفوذ الإخوانى فى لندن.. كعادة الجماعة تحضر البدلائل، ولكن هل فعلًا تكون فرنسا بديلا؟
سامح عيد، المنشق الإخوانى، قال إن الجماعة بالفعل تتجه نحو فرنسا لأسباب ترتبط ببريطانيا، وأخرى ترتبط بالوضع الفرنسى نفسه، وتابع: «الجماعة تخشى انحصار وجودها فى بريطانيا لذا تبحث عن بديل ورأى أن يكون البديل هو فرنسا التى يحكمها رئيس يرحب بوجود الإسلاميين هو إيمانويل ماكرون. ولفت إلى أن للجماعة ذراعا فى باريس يسمى «اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا»، ينشط ووجد فرصة للعمل خلال فترة حكم «ماكرون».

التقرب من «ماكرون»
خلال الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة، بدأت قصة الاتحاد الإخوانى مع الإدارة الفرنسية، إذ قرر على غير عادته إقحام نفسه فى السياسة، بعدما كان يفضل الابتعاد مكتفيًا بصفته كيان دينى ممثل للمسلمين فى فرنسا، وبالرغم من نجاح الاتحاد الإخوانى فى فرض نفسه كمتحدث باسم مسلمى فرنسا، بما فيهم غير الإخوان، إلا أنه قرر دخول السياسة، عندما أعلن موقفه بدعم المرشح إيمانويل ماكرون على حساب منافسته ممثلة اليمين المتطرف مارين لوبن، ودعا فى بيان لـ«التصويت بكثافة للسيد ماكرون ووقف التهديد الذى تمثله أفكار السيدة لوبن»، وهو ما دفع الأخيرة لشن هجوم على «ماكرون» متحدثة عن علاقة ما تربط الرئيس الفرنسى بالتنظيم الإخوانى.
من جانبه استمر «ماكرون» فى الترحيب بجماعات الإسلام السياسى غير الحاملة لفكر متطرف، وهو بالضبط ما برع فيه الاتحاد الإخوانى إذ عكف على مدار تاريخه على إخفاء علاقته بالجماعة ليقدم نفسه ككيان معتدل. وبالرغم من الملاحظات المأخوذة على هذا الاتحاد ومنظمات أخرى فى أوروبا تتبع الجماعة، من كونها تستخدم خطابا مزدوجا بحسب بحث أصدره مركز «منتدى الشرق الأوسط» بعنوان «الغزو الإخوانى لأوروبا».

٥٥ منظمة خيرية
وأفاد التقرير أن أجنحة الجماعة فى أوروبا تقدم خطابين أحدهما معتدل موجه بلغة الدولة المقيمين فيها، وآخر متشدد موجه بالعربية أو التركية لأتباعهم. بالرغم من ذلك إلا أن الحكومات الغربية بما فيها الفرنسية تغاضت عن هذه الازدواجية، طالما توفر هذه الكيانات القشرة الخارجية للاعتدال حتى لو كان المضمون متطرفا. ونتج عن هذا التغاضى تورط بعض المنظمات فى تمويل الجماعات الإرهابية فى سوريا والعراق، وهو ما كشفت عنه صحيفة التايمز البريطانية، التى قالت إن السلطات البريطانية وضعت ٥٥ منظمة خيرية لم تسميها تحت الرقابة لمدة عامين للتأكد من مدى تورطها فى تمويل تنظيمات مسلحة فى سوريا.