مع بداية العام الدراسى الجديد، واستعداد الأطفال للذهاب للمدرسة، ذهب يوسف للنوم وحلم بيوم العودة إلى المدرسة، ورؤية أصدقائه من جديد الذين زاد شوقه لهم بعد غياب دام لأكثر من ثلاثة أشهر، فاستيقظ مبكرا وطلب من أمه أن تجهز له «السندوتشات» وأيقظ أخاه الأصغر «علي»، ثم قاما بارتداء ملابس العام الدراسى الجديد فى حماس وسرور، ولكنه استيقظ على مياه الصرف الصحى التى تغرق منزلهم.
فلم يدم الحلم الجميل طويلًا، واستيقظ يوسف حزينًا عندما تذكر مدخل بيته الغارق فى مياه الصرف الصحي، تلك المشكلة التى تواجه عددا كبيرا من بيوت منطقة عزبة النخل الغربية، ويعانون من تلك الأزمة لأكثر من ٥ سنوات، بشارع عمرو بن العاص، وشارع حشاد وذلك بسبب هدم الكثير من الفلل والبيوت الصغيرة التى تم تحديد قدرة استيعاب وتصريف مياه الصرف عليها قديما، وإعادة بنائها كأبراج كبيرة ما زاد فى ضخ مياه الصرف عن قدرة استيعاب محطات مياه الصرف الموجودة بالمنطقة، وخرجت مثل الفيضان لتغرق الشوارع ومداخل بعض العقارات القديمة.
أيقظ يوسف أخاه الأصغر على، وخرجا لانتشال مياه الصرف من مدخل بيتهم، داعين الله أن تحل تلك الأزمة قبل ذهابهما للمدرسة، حتى لا يتفاجأون بظهور المياه مرة أخرى، وتغرق ملابس المدرسة الجديدة فى اليوم الدراسى الأول، فتنكسر السعادة من قلوبهما وتضيع ابتسامتهما، خائفين من الهم الأكبر وهو انهيار العقار ذات ليلة نتيجة امتصاصه كمية كبيرة من مياه الصرف كما حدث فى بعض العقارات التى رآها على شاشات التليفزيون.
