السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الانشقاق يضرب "داعش".. التنظيم يراجع أفكاره للحفاظ على الكيان.. عدم تكفير الجاهلين بالدين وقتل من ينقض "البيعة" أبرز الفتاوى

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدرت ما يطلق عليها اسم "اللجنة المفوضية في الدولة الإسلامية" التابعة لتنظيم "داعش" مؤخرًا وثيقه يتراجع فيها التنظيم عن فتاواه بتكفير "الجاهلين بالدين" أو تكفير من هم خارج أرضه، أو الاستيلاء علي أملاك من يخرج من مناطق سيطرته، أو من اعتقلهم بتهمه أنهم من "الخوارج". 

ونص مضمون القرار الذي صدر عن داعش وحمل رقم 752 والصادر بتاريخ 15 سبتمبر 2017، أنه:" تم إلغاء العمل بمضموم التعميم ( أي تعميم الفتوي والمقصود هنا أن ليست كل الفتاوي الصادر عن تنظيم يجوز تطبيقها علي جميع الناس)، وبرر التنظيم ذلك لاحتوائها علي أخطاء علمية وعبارات موهمة غير منضبطة، تسببت في التنازع والتفرق بين صفوف قيادات وعناصر داعش. 
التراجعات الأخيرة في أفكار "داعش"، تكشف مدي تخبط التنظيم في علاقاته مع المدنيين القاطنين في مناطق سيطرته، وكذلك بين عناصره وقادته، خاصةً بعدما وصل الانقسام داخل تنظيم داعش إلي ذروته في الفترة الأخيرة، حيث انشق التنظيم إلي تيارين أحدهما يسمي "الحازمية"، والأخر "البنعلية"، وكل منهما أصبح يكفر الآخر.
وفي مايو الماضي ظهر أبو عبد الرحمن الشامي القيادي بداعش وأحد منظري تيار "الحازمية" برسالة شديد اللهجة يكفر فيها عموم المسلمين ومن لم يتبع نهج "داعش" قال فيها:"كيف تترك هذا المعين الصّافي، ثمّ تذهب لتأخذ دينك عن القاعدين بين أحضان طواغيت جزيرة العرب وغيرها، وما كفّرهم ولا أنكر عليهم، يخالط جنوده ورجال أمنه ومخابراته من غير أن يبيّن لهم ما ارتكبوه من نواقض".
وتابع: الطّاغوت الذي يؤوي أمثال هؤلاء المنظِّرين للغلو في التكفير ويسمح برواج بدعتهم هو نفسه الذي يؤوي أهل التجهّم والإرجاء ويعينهم على الترويج لبدعتهم، وما ذلك إلا لكون الطرفين والمنهجين يؤدّيان لنتيجة واحدة، وهي الطّعن في أهل الحقّ، وترك الهجرة والجهاد".

رد علي هذه الرسالة تركي البنعلي، المفتي العام السابق للتنظيم والمنتمي إلي تيار "البنعلية" ووصفها بالمتشددة، وقال إنها:" خرجت بسرعة ولم تعرض علي طلاب العلم في التنظيم، ولم ينته الصراع ولا التراشق بين التيارين عند هذا الحد، بل وصل إلي "تكفير أبو بكر البغدادي" من قبل تيار "الحازمية" في مقال نشر بصحيفة "النبأ" التابعة لتنظيم داعش. 
هذه الأحداث والانشقاقات التي ضربت التنظيم، خاصةً مع التراجع الكبير لتنظيم داعش، وانحسار دولته المزعومة في العراق وسوريا، لجأ مؤخرًا إلي مراجعة بعض افكاره وتراجع عن بعض فتاواه المتشدده كمحاولة للحفاظ علي كيان التنظيم والحد من الانشقاقات التي ضربت التنظيم في مقتل. 
ولمنع المزيد من الانشقاقات، حرص "داعش" علي بث إصدار جديد يحمل اسم "صناعة الرجال.. الرعيل الأول"، ردًا علي ما يسمي "نقض البيعة للبغدادي" وانشقاق العديد من عناصر التنظيم وهروبهم إلي بلادهم أو انضمامهم لإحدي التنظيمات الأخري سواء كانت تنظيم أنصار السنة أو جيش المجاهدين أو الجيش الإسلامي أو النقشبندية أو أنصار الإسلام، وقال التنظيم تأكيدًا لنقض البيعة في الصحيفة الرسمية لداعش الصادرة في عددها 197 في مقال بعنوان "نحن لاندعو هذه البيعة أبدًا"، أكد فيه أن نقض بيعة الخليفة يعتبر من النفاق ويجب قتل مرتكبه. 
واعتبر التنظيم أن من ينقض بيعة "البغدادي" منافق وأشد خطورة علي "الخلافة الإسلامية" من المرتدين العاديين بحسب زعمهم.
وقال هشام النجار" الباحث الإسلامي إن تراجع داعش عن بعض أفكاره والتي اعتمدت بشكل كبير علي أفكار ومبادئ تيار "الحازمية"، وهو تيار يكفر عموم المسلمين في مختلف البقاع ودول العالم بشكل عام دون تفريق بينهم، كما أوجب قتالهم وسفك دمائهم، له دلالات مهمة في تحركات التنظيم خلال هذه المرحلة والتي يشعر فيها بالهزيمة والتراجع، أولها: إعلان سيطرة فرقة تيار "البنعلية" علي التنظيم بشكل عام، وأحكام قبضتها عليه، بعدما كانت الغلبة لتيار "الحازمية"، ثانيًا من المحتمل أن ينصب من يخلف البغدادي من هذه الفئة خاصةً بعد الشائعات الأخيرة التي تؤكد مقتله في سوريا. 
وأشار "النجار" إلي أن سيطرة تيار البحريني، تركي البنعلي، الذي لم يتجاوز سنه الـ35عاما، ويملك عدة ألقاب بينها أبو سفيان السلمي، وأبو همام الأثري، وأبو حذيفة البحريني، ويعتبر الخصم الشرس لتيار "الحازمية"، الذين يعتبرونه ومن معه مشركين، يشير إلي سعي التنظيم لظهور بشكل جديد، قد يكون أقل شراسة ودموية من قبل، وخاصةً أن تيار الحازمية الذي كان مسيطرًا علي التنظيم، كان لا يجد أي حرج من ارتكاب أي عمل ضد من يخالفهم في الرأي أو من لا يتبعهم، فلا حرج عليهم من تفجير المقدسات الإسلامية أو المساجد بما فيها وقت الصلوات.