الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

معبد أبوسمبل.. أسطورة جنوب مصر الأثرية

معبد أبوسمبل
معبد أبوسمبل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الضفة الغربية لنهر النيل في 1250 ق.م بنى الملك رمسيس الثاني معبد أبوسمبل، المكون من معبدين كبيرين تم نحتهما في الصخر وأطلق على أحدهما معبد أبو سمبل الكبير، وكان مخصصًا للملك رمسيس الثاني والآخر معبد أبو سمبل الصغير، وكان مخصصا لزوجته نفرتاري.
ويتميز كل معبد منهما بالسعة والفخامة مقارنة بكل المعابد الصخرية المصرية على مر العصور، ومع مرور الوقت أصبح الموقع يُهدد بكارثة غرق المعبد لقربه الشديد من بحيرة ناصر التي تكونت بعد بناء السد العالي، مما أدى بدوره إلى اتجاه العالم كله نحو إنقاذ المعبد من الغرق حتى انتهت عملية نقله في مثل هذا اليوم 22 سبتمبر 1968.
وكانت فكرة نقل معبد أبو سمبل تبدو مستحيلة في بداية الأمر، ولكن بعد سعي المعماريين نحو التوصل لأنسب الطرق حتى تتم عملية النقل في أمان دون فقد أي جزء من أجزاء المعبد توصلوا إلى فكرتين تتمثل الفكرة الأولى في نقل المعبد كقطعة واحدة بطريقة هيدروليكية عبر 250 رافعة تتحرك معا 200 حركة وهو ما يجعل إحتمالية انهيار أي جزء ورادًا في حالة حدوث أي خطأ، في حين يُمثل المقترح الآخر في تقطيعه ثم نقله وإعادة تركيبه في مكان آخر أكثر أمانا وهي الفكرة التي تم الاتفاق عليها بعد شهور من دراستها فنيًا وهندسيًا، وذلك بعد رفض علماء الآثار المصريين للفكرة في البداية بعد أن قدمها العلماء الإيطاليون ولكن لم يكن في النهاية أي حلول بديلة لإنقاذ المعبد.
وأُعيد تجميع المعبد من الداخل ثم تم تركيب التماثيل بطريقة لا تعتمد على استخدام أي لواصق يمكن أن تظهر آثار القطع عبر تقنية التداخل كما وصف المعماري حمدي السطوحي رؤيته لآلية التركيب، حيث صنع مجرى خاص من الحجر للرأس حتى يمكن تعشيقها فيه عبر بروز حجرية تم الاحتفاظ بها أثناء التقطيع بينما تم رص باقي الأحجار بنفس ترتيبها القديم ليكتمل بناء المعبد تماما كهيكل. 
وتكلفت عملية نقل المعبد نحو 40 مليون دولار تحملتها الحكومة المصرية مع تبرعات مجموعة من الدول الأخرى حتى أصبح معبد أبوسمبل الآن من المواقع التراثية المهمة حول العالم.