تعددت الروايات واختلفت حول جريمة ذبح الدكتور ثروت جورجي، طبيب الأنف والأذن والحنجرة داخل عيادته بمنطقة الساحل بشبرا ما بين أن الحادث كان بهدف السرقة، أو أنه عمل إرهابي، بينما أكد البعض وجود خلافات بين المتهم والمجني عليه.
"البوابة نيوز" انتقلت إلى عيادة الدكتور ثروت بشارع الترعة الغربية بمنطقة الساحل لكشف كواليس وأسرار جديدة حول مقتله.
في البداية، وعند وصولنا إلى العقار رقم 36 بشارع الترعة الغربية بمنطقة الساحل وجدنا يافطة معلقة أسفل العقار تشير إلى عيادة الدكتور ثروت جورجي بالطابق الأول، فصعدنا لمقر العيادة ووجدنا آثار دماء على الأرض وبعثرة وفوضى داخل مكتب الممرضة التي طعنها المتهم بسبب إصرارها على الإمساك به، حيث إنها لم تخف منه رغم أنه طعنها عدة طعنات.
التقت "البوابة نيوز" بجيران المجني عليه الذين أصابهم الذهول من هول الحادث لكنهم سطروا ملحمة بطولية في مطاردة المتهم حتى القبض عليه بالرغم من إصابة 7 منهم أثناء محاولة الإمساك به في الشارع.
قالت ربة منزل شقتها ملاصقة لعيادة المجني علية: "أنا كنت جالسة في غرفة نومي وسمعت صراخا فأسرعت بفتح نافذة المنزل ظنا أنها مشاجرة بين السائقين في الشارع كالعادة، وشاهدت أشخاص يسرعون فأغلقت النافذة ثم دقائق وطرق ابنها الباب ليخبرها بأن الدكتور ثروت قتل وهناك هرج ومرج فى طرقة الطابق".
وأضافت لـ"البوابة نيوز" أن الدكتور ثروت جورجي موجود منذ ما يقرب من 10 سنوات في العقار ولم نسمع له أي خلافات أو مشاكل مع أحد كذلك ممرضته تتسم بالهدوء"، مشيرةً إلى أنه كان يفتح عيادته أيام قليلة في الشهر وأنه كان شخص هادئ ومسالم".
وأشارت إلى أنها فتحت باب شقتها لزوجة المجني عليه التي كانت في حالة انهيار عصبي بعد الحادث وظلت تردد "قتلو جوزي.. ثروت مات.. حبيبي يا ثروت"، حيث كانت زوجته معتادة على أن تمر على عيادة زوجها في المساء ويستقلان سيارتها للعودة إلى منزلهما بمنطقة الضاهر، مشيرة إلى أن الحادث ربما يكون إرهابيًا وليس سرقة لوجود كل شيء كما هو بعيادة المجني عليه.
وأوضح "محمد مقاول"، أنه كان يجلس في محل سنترال أحد أصدقائه ودخل شاب عليهما وطلب "فكة 100 جنيه" ثم صعد إلى العقار وبعدها بدقائق سمعنا صراخًا من عيادة المجني عليه وشاهدت المتهم يهرول في الشارع ممسكًا بسكينا فأسرعت نحوه فأصابني في يدي، لكن لم أكن أعلم أنه قتل الدكتور ثروت.
وتابع: "أثناء مطاردتي له جاءني هاتف من أحد الجيران وأبلغني أن الدكتور ثروت قتل، وكنت أطارد المتهم مع الأهالي الذين تجمعوا لكنه كان قوي البنيان وكل من يحاول الإمساك به يطعنه مما أدى لإصابة 7 أشخاص، لكن أهالي المنطقة أمسكوا به وتعدوا عليه بالضرب حتى حضرت الشرطة".
وكشف شاهد عيان آخر قائلًا: "عندما أمسكنا بالمتهم كان يردد "الدكتور ده تسبب في وفاة أمي"، لكن لا نعلم حتى الآن سبب الحادث".
وأشار إلى أن المتهم صعد إلى عيادة المجني عليه، وطلب الكشف على أذنه وادعى أنه يريد "غسلها" وقطع تذكرة من الممرضة ودفع 75 جنيهًا، ودخل للدكتور ثروت في غرفته وذبحه بالسكين وبعدها بثوانٍ معدودة سمعت الممرضة صوت صراخ المجني عليه، وكان المتهم يُسرع في الهرب فحاولت الإمساك به لكنه طعنها وأثناء هروبه كان يطعن كل من يقترب منه.
تعود أحداث الواقعة عندما تلقى قسم شرطة الساحل بلاغًا بتجمع بعض المواطنين إثر استغاثة إحدى السيدات من داخل أحد العقارات بشارع الترعة الغربي، وضبط أحد الأشخاص ممسكًا بسلاح أبيض "مطواة" ملوثة بالدماء أثناء هروبه من العقار.
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين أن الشخص المضبوط يدعى"حسن.ز." 30 سنة، حاصل على دبلوم فني صناعي ومقيم بمركز أشمون بالمنوفية، وأنه توجه إلى عيادة الدكتور "ثروت.ج."، 82 سنة، طبيب أنف وأذن وحنجرة، عقب انتهاء مواعيد العمل بالعيادة، والتقى بممرضة بالعيادة تدعى "سوزان.ك."، 40 سنة، بزعم توقيع الكشف الطبي عليه ولدى سماحها له بالدخول لغرفة الكشف توجه إلى الغرفة مهرولًا وأعقب ذلك استغاثة الطبيب وشاهدته خلال تعديه عليه بسلاح أبيض "مطواة " فأصابه بجروح طعنية أودت بحياته ولدى محاولة الممرضة منع المتهم من الهرب وجه لها عدة طعنات ولاذ بالفرار، وسمع الأهالي صوت استغاثتها، وتمكنوا من ضبط الجاني.
وتم نقل المصابين للمستشفى لتلقي العلاج، وبسؤال المتهم أكد أن الدافع وراء ارتكابه الجريمة هو السرقة وذلك نظرًا لمروره بضائقة مالية، وتحرر المحضر بالواقعه، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
