أكد الناقد الفني نادر عدلي أهمية الدور الذي تلعبه المهرجانات السينمائية والفنية المختلفة في تبادل الخبرات وتقريب الثقافات العالمية والشعوب مع بعضها البعض، باعتبارها أهم أدوات الحوار التي تسهم في توطيد العلاقات المختلفة، وخاصة الثقافية بين الدول بعضها البعض، محذرا من خطورة إقامة أية مهرجانات "وهمية" دون دراسة وجدية من قبل المنظمين وإسناد تنظيمها لشركات دعاية وتسويق.
وقال عدلي - في حوار مع النشرة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن الموافقة على إقامة مهرجانات وهمية دون دراسة وجدية من قبل المنظمين أمر في منتهى الخطورة، لأن الأمر سينتهي بسوء التنظيم وعدم اكتمال فعالياتها، موضحا أن إقامة المهرجانات ينبغي أن تكون قائمة على الاحترافية والجدية والدراسة لضمان حسن التنظيم واستمراريتها في دوراتها المتتالية.
كما لفت إلي أنه رغم خروج بعض دورات المهرجانات بشكل ضعيف، إلا أن كان لديها القدرة على الاستمرارية في دورات متتالية وفرضت تواجدها بين المهرجانات العالمية.
وأكد أهمية الدور الذي ينبغي أن تلعبه النقابات الفنية في المهرجانات المختلفة خلال الفترة المقبلة سواء من ناحية المساهمة في الدعم المادي أو من ناحية الإشراف لضمان جدية المنظمين لتلك المهرجانات، وعدم إسناد تنظيم تلك المهرجانات لشركات دعاية وتسويق لأنها ليست مشروعا تجاريا، كما أن تلك الشركات تهدف في المقام الأول إلى الربح.
ونوه إلى أن إقامة مهرجانات وهمية يعد إساءة للمهرجات الأخرى المستمرة سنويا ويشوه صورة الفنانين المصريين، لافتا إلى أن واقعة مهرجان شرم الشيخ الأفريقي الأسيوي للسينما والفنون والسياحة، لم تشهدها أي مهرجانات أخرى من قبل، مشيرا إلى أن لجنة المهرجانات بالمجلس الأعلى للثقافة وافقت على إقامته بعدما طلب المتقدمين لتنظيمه بدعم أدبي وليس مادي، نظرا لأن الدعم المادي يتطلب موافقة وزارة الثقافة.
وأضاف عدلي " كان ينبغي على هذه اللجنة بعد موافقتها على دعم المهرجان أدبيا،أن تكون على دراية كاملة بكافة تفاصيله وأهدافه ومصادر تمويله ومقوماته، وأن تتأكد من جدية المنظمين، لافتا إلى أن الخطأ الآخر كان من جانب المحافظة التي يقام على أرضها المهرجان، لأن أي مهرجان يقام في أي محافظة من المفترض أن يكون تحت رعايتها، وينبغي أن تكون على دراية شاملة بالموضوع"، منوها بأهمية تواجد عدد من المسئولين في حفل افتتاح أي مهرجان تقام فعالياته لأول مرة أو في دورته الأولى.
وكان مهرجان شرم الشيخ الأفرو آسيوي للسينما والسياحة قد شهد عدة أزمات وحالة من سوء التنظيم والتخبط طوال الأيام الماضية منذ انطلاقه، كان أبرزها انسحاب الوفود العربية والأجنبية وصناع الأفلام المشاركة من المهرجان، لعدم سداد إدارة المهرجان نفقات إقامة الضيوف،إلى جانب إلغاء عدد كبير من الفعاليات والأنشطة المصاحبة له.
من جانبها،حذرت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكي، جميع الفنانين بعدم الانسياق وراء المهرجانات الوهمية،والتي ينظمها أفراد مجهولون ليس لهم علاقة بالعملية الفنية.
وأعربت النقابة عن تضامنها مع أي فنان في اتخاذ أية إجراءات قانونية ضد مهرجان "الأفر آسيوى"،والحصول على جميع حقوقه المعنوية والأدبية.
