الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

ماليزيون في مصر: الاعتقاد بأننا "أغنياء" يعرضنا للاستغلال

فى أحد التجمعات بالقاهرة
فى أحد التجمعات بالقاهرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طلاب: مشاكل فى تجديد تصاريح الإقامة أبرز ما نعانيه.. ونقترح فرض حصار على «بورما»
طالب: لم أسافر إلى بلدى إلا مرتين بسبب ارتفاع تكاليف الطيران.. وأتمنى العمل مدرسًا للقرآن واللغة العربية 
«سراج»: العمل والنظافة أبرز ما ينقص مصر لتحقق النهضة الاقتصادية مثل ماليزيا
«إسماعيل»: الأوضاع الأمنية جيدة وإجراءات التفتيش هدفها التأكد من سلامة تصاريح الإقامة
«شامى»: الفاصل الزمنى بين امتحانات الدور الأول والثانى يتسبب فى ضياع بعض الطلاب
فائز الله: أحوالنا المالية متواضعة ونواجه صعوبة فى دفع إيجارات الشقق
1500 جنيه شهريا يتقاضاها أغلب الطلاب من سفارة ماليزيا بالقاهرة
1960 تعيين أول سفير ماليزى فى مصر
1999 إنشاء الحى الماليزى بمدينة نصر
150 عدد الطلاب الذين تسببت أزمتهم فى رواج شائعات توقف البعثات العلمية لمصر
100 جنيه يدفعها الطلاب كل عام دراسى لجامعة الأزهر
صعوبات تواجه الطلاب
استغراق وقت طويل لتجديد تصاريح الإقامة.
استغلال بعض ملاك العقارات فى تأجير الشقق لهم.
صعوبة السفر إلى بلدهم كل عام مع ارتفاع أسعار تذاكر الطيران.
سخافات بعض الشباب فى الشارع. 
وجود فواصل زمنية بعيدة بين امتحانات الدورين الأول والثانى.
عدم وجود مراكز تحفيظ قرآن لمن هم ضعيفون فى اللغة العربية. 
التعرض لحوادث سرقة فى الشوارع والمنازل.
على أعتاب الجامع الأزهر، وبعد أداء صلاة العشاء، انحنى الشاب الماليزى فائز الله محمد بصعوبة ليلتقط حذاءه، بينما على ظهره حقيبة مليئة بالكتب الدينية والأدبية، تعب كبير من المدة الطويلة التى قضاها داخل المسجد منذ صلاة الظهر، حضر خلالها أكثر من درس علمي، وتمكن من قراءة ثلاثة أجزاء من القرآن.
وصل فائز إلى مصر فى العام 2012 من أجل الالتحاق بكلية أصول الدين بالقاهرة، والآن يستعد للدراسة بالسنة الرابعة.

بمفردك.. ذلك أفضل كثيرًا
يقيم فائز فى غرفة فى سكن طلابى بمنطقة الدرب الأحمر، يدفع لها ٣٥٠ جنيهًا، وعلى خلاف أغلب زملائه من الماليزيين الدارسين بالأزهر أو جامعات القاهرة، وحلوان وعين شمس، فضل هذا الطالب الإقامة بمفرده، «بحثًا عن الاستقلالية وهربًا من الإلزام بأدوار فى الطبخ والتنظيف»، حسبما يقول لـ«البوابة»، مضيفًا: «أن أكون بمفردى أفضل كثيرًا، أفعل ما أريد، وأنظم وقتى بالطريقة المثالية، كما يمكننى وضع جدول لقراءة القرآن ومذاكرة الدروس».
سكن الطلاب
ويوجد سكن للطلاب الماليزيين فى أحياء العباسية ومدينة نصر والحى السادس والسابع والثامن، وهى تتبع السفارة الماليزية، فيقول «فائز»: «يسكن ذلك السكن الطلاب الجدد فقط، الذين وصلوا إلى مصر للتو، أما قدامى الوافدين مثلى يسكنون فى شقق مفروشة أو مفردة»، ويتركز هؤلاء الطلاب فى مناطق العباسية والدراسة ومدينة نصر، إذ إن الأخيرين قريبان من مقر جامعة الأزهر.
وبخصوص اللغة، يواجه الجدد مشاكل فى التواصل مع الأساتذة والمصريين بشكل عام، لكن مع الانخراط فى الدراسة يتعلمون اللغة ويفهمون المصريين، «عندما نأتى تكون لغتنا العربية جيدة لكنها ليست ممتازة، ما يعنى صعوبة إلى حد ما فى التواصل، ومع الوقت تتحسن، ونستطيع أن نفهم المصريين ويفهموننا».
الصيت.. ولا الغنا 
ويرى فائز أن الإقامة فى مصر مثل أى مكان آخر «هنالك الجيد والسيئ والتعامل مع المصريين ليس فيه مشكلة، إلا أن البعض يرون أننا أغنياء مما يدفعهم إلى استغلالنا، ورغم ذلك فنحن لسنا كذلك، أحوالنا المالية متواضعة.. وفى الشقق التى نؤجرها مثلًا يرفع أصحاب البيوت إيجارات السكن علينا، ويريدون المزيد كل شهر، بعد أن كنا ندفع ٦٠٠ للشقة الجماعية وصلت الآن إلى ١٥٠٠ مثلًا».
ويتابع: «الأسعار أعلى فى مدينة نصر، حتى إن بعض المصريين يتهموننا بأننا السبب فى ارتفاع أسعار العقارات بالمناطق التى نوجد بها، رغم أننا لسنا بهذا الكم الهائل من البشر مقارنة بعدد المصريين».
خلال خمس سنوات منذ مجيئه إلى مصر وحتى الآن لم يعد فائز إلى بلده إلا مرتين فقط، ويقول: «أرسلنا أهلنا من أجل التعلم، ولذا يحرص أغلبنا على ألا يعود إلى الوطن إلا بعد الانتهاء من هذا العلم».
الدولار يمنع العودة إلى الديار 
«ماليزيا فى جنوب شرق آسيا، والرحلة من هنا فى شمال شرق إفريقيا إلى هناك مكلفة ماليًا.. آخر مرة سافرت فيها منذ سنتين تقريبًا تكلفت الرحلة ٥ آلاف جنيه، مع ارتفاع سعر الدولار، وغلاء أسعار تذاكر الطيران بالتأكيد ستكون وصلت إلى الضعف أو أكثر»، حسبما يوضح الطالب. 
وينتظر هذا الطالب الانتهاء من الدراسة العام المقبل للسفر إلى ماليزيا، «فى صيف ٢٠١٨ سأكون أتممت دراستى، وبالتالى يمكننا العودة إلى الديار ومقابلة الأهل، ومن ثم الاستعداد للعمل فى إحدى مدارس القرى بولاية القادح التى أنتمى إليها».
يعتزم فائز تدريس اللغة العربية والدين الإسلامى للتلاميذ بعد التخرج، «عملى مضمون، هنالك عدد قليل ممن يحفظون القرآن ويجيدون اللغة العربية، لذا سأجد عملًا، كما أن الحكومة الماليزية عندنا تهتم بنا بعد التخرج، وتشجعنا قبله على الالتحاق بالأزهر من أجل الدراسة، خاصة أنه أفضل جامعة إسلامية ووسطية فى العالم».
مساعدات مالية
ويتلقى الطلاب مساعدات مالية من قبل السفارة الماليزية فى القاهرة تحت بند «أموال الزكاة» التى تحصل من أسرهم فى الوطن، وتصل قيمة المساعدات فى الشهر إلى ١٥٠٠ شهريًا، ومع إعفاء الوافدين من الرسوم الدراسية، بموجب اتفاق جامعة الأزهر مع الحكومة الماليزية لا يتحمل الطلاب سوى أعباء المصاريف المعيشية وإيجار السكن.
مصر وماليزيا 
تنقص مصر أشياء عديدة لتكون شبيهة بماليزيا أو على الأقل تخطو نحو ذلك، أهمها، بحسب الشباب الذين تحدثنا إليهم، هو العمل والحرص على النظافة، إذ يقول سراج زاهي، وهو طالب فى السنة الثالثة بكلية اللغة العربية: «كثير من المصريين لا يحبون العمل، وتراهم مضطرين له، رغم أنه يجب أن تحب عملك وتهتم به كى تنجح، والبعض لا يعمل، ويفضل الكسل.. حتى إن أساتذتنا فى الجامعة يتحدثون دائمًا عن الأسر المصرية التى تنفق عليها نساء فى حين أن الرجال دون عمل، وهذا عكس ما أمر به الشرع والعقيدة الإسلامية التى تقول إن الرجل هو أساس الأسرة وإذا أخل فى القيام بمهامه فإن نجاح هذه الأسرة لن يتحقق».
ويعيب سراج على كثير من الشباب، مشيرًا إلى مواقف يتعرض لها هو وزملاؤه: «عندما نسير كمجموعة فى الشارع، نجد أحيانًا بعض الشباب ممن يسيرون وفى أيديهم كلب، يحاولون تسليط هذا الكلب علينا لإخافتنا، رغم أننا نسير فى صمت ولا نحتك بأحد».
ويواصل: «نخشى من الكلاب ولا نحبها ونرى أنها نجس، وهو ما نؤمن به على المذهب الشافعي، ونحن هنا فى بلد الأزهر، وواجب أن يتحلى بأخلاقه، أما ما يحدث فأمر مرفوض، نحن لا نقوم برد فعل، ونحاول تجنب المضايقات وفقط، نحن أغراب ولا نعرف تفاصيل هذا البلد، وكل ما نهتم ونركز عليه إنهاء دراستنا وتحصيل العلم».

ومع ذلك يشير سراج إلى أن الأزهر له فضل على تربية وتعليم آلاف الطلاب الماليزيين الذين يدرسون فيه كل عام، «وسطيته معروفة فى العالم كله، والعلم الذى يتميز به مشايخه ينهل منه كثير من المسلمين حول العالم».
نادى العباسية لحل المشكلات 
ويقوم بيت الطلبة الماليزيين فى حى العباسية بحلقة الوصل بين الدارسين والسفارة وجامعة الأزهر لحل أى مشكلات تواجههم فى الإقامة أو الدراسة وغيرهما، كما أنه يمارس أنشطة اجتماعية وترفيهة وثقافية يتم خلالها إعداد ندوات ومؤتمرات دينية وثقافية، فضلًا عن ذلك فهو مكان للتجمع فى أوقات الأعياد الدينية والوطنية بالنسبة للماليزيين مثل يوم الاستقلال.
ويشكل «البيت» لجانًا لحل مشاكل الطلاب، وكل من جامعة «القاهرة – الأزهر – حلوان وغيرها» لها لجنة تتولى التواصل مع الدارسين بهذه الجامعات.
الطالب سراج كانت لديه مشكلة فى تجديد تصريح الإقامة الخاصة به العام الماضى، ولجأ إلى «الببت» من أجل حلها، ويوضح: «كنت أذهب إلى مقر الجوازات لتجديد الإقامة يوميًا، ولم أتمكن من تجديد التصريح الخاص بى، فلجأت إلى البيت الذى تواصل مع السفارة وبعدها جددنا الإقامة».
حصار بورما 
وعن رأيه فيما يتعرض له المسلمون فى بورما، يدعو إلى فرض حصار سياسى إسلامى على حكومة ميانمار من أجل حل مشكلة مسلمى الروهينجا وتخفيف الضغط عليهم، «يجب أن تعزل هذه الحكومة من قبل كل دول العالم حتى تتوقف عما تفعله تجاه الأقلية المسلمة هنا.. الحصار يجب أن يشمل فرض حظر جوى وتجارى». 

بين شبرا وماليزيا 
محمد شامى طالب فى السنة الثانية بمعهد قراءات شبرا التابع لجامعة الأزهر. والمعهد يقع فى منطقة شبرا مصر بالقرب من مسجد الخازندار. ويتخصص المعهد فى تدريس قراءة القرآن بالألسنة المختلفة. 
فى ماليزيا حفظ محمد القرآن فى ثلاث سنوات وبعدما أتم الحفظ قدم أوراقه إلى وزارة التعليم الماليزية من أجل الالتحاق للدراسة بمصر، واختار معهد القراءات، ووصل إلى القاهرة فى العام الماضى وأتم السنة الأولى من الدراسة بنجاح.
أموال الأسرة وحدها لا تكفي
خلال هذه السنة واجهت شامى عدة مشاكل على مستوى الدراسة والإقامة، إذ يؤكد أنه يجد صعوبة فى توفير نفقات المعيشة، «أقيم فى بيت ضيافة مع ستة من زملائي، ندفع كلنا ٦٠٠ جنيه شهريًا فقط، لكن هذا مبلغ كبير ولا أستطيع تدبره، مع وجود أعباء أخرى علىّ، منها المواصلات والطعام». 
وبخصوص ما يقدمه بيت الزكاة التابع للسفارة الماليزية من المساعدات المالية إلى الطلاب، يفسر: «لا أتقاضى منها شيئا، فهناك نظام معين لتقديم هذه المساعدات لا يشملني.. البعض يتلقى مساعدات والبعض مثلى ويعتمد على ما ترسله الأسرة له كل شهر أو كل فترة، وهو لا يكفينى بالطبع مع ارتفاع الأسعار فى مصر». 
يواجه هذا الطالب وعدد من زملائه مشكلة فى اللغة خصوصًا أنه لم يتم أكثر من عام على إقامته فى مصر، «لغتنا ليست قوية، وهو ما يمنعنا أحيانًا من فهم بعض المدرسين وكذلك نجد صعوبة فى متابعة القراءات المختلفة للقرآن».
وتشترط جامعة الازهر على الطلاب الوافدين إجادة اللغة العربية ونطقها بشكل مفهوم. ومن لا يتوافر فيه هذا الشرط يلتحق بالدراسة فى مركز اللغة العربية بمدينة مصر من أجل تحسينها لدى الراغبين فى الالتحاق بكليات ومعاهد الأزهر. 
وينوه الطالب إلى أنه لا توجد مراكز لتحفيظ القرآن أو مراجعته بالنسبة للوافدين، «نعتمد على أنفسنا، فى ظل صعوبة الدراسة بالمعهد، كما أن بعضنا لا يحفظ القرآن كاملًا بأجزائه الثلاثين، وإنما يحفظون عشرة أجزاء فقط مثلًا.. مما يتوجب عليهم القيام بعملين الأول وهو دراسة القراءات والثانى هو إتمام حفظ القرآن، خاصة أن الامتحانات تكون شفوية وتحريرية». 
ويلتحق الطلاب بالمعهد بدون إجراء اختبارات، «كل ما هنالك أن تقوم الحكومة فى بلدنا بإرسال الأسماء الراغبة فى الدراسة بجامعة الأزهر، وبموجب الاتفاقيات نلتحق ونحصل بعد الدراسة على شهادات معادلة من جامعة الأزهر»، وفق شامي.
مواعيد الملاحق.. أزمة 
المواعيد الدراسية تعد عائقًا كذلك بالنسبة لبعض الدارسين فى معهد القراءات، ففى حين أن موعد امتحانات نهاية الدور الأول تكون قبل شهر رمضان تتأجل امتحانات الدور الثانى إلى ما بعد عيد الفطر، وهو فاصل زمنى كبير بالنسبة لكثير من الطلاب. 
ويوضح شامي: «بعض الطلاب وفور الانتهاء من الامتحان يسافر إلى ماليزيا ثم يكتشف هناك أنه لم يجتز جميع مواد السنة الدراسية من الدور الأول وأن عليه أن يقوم بالامتحان بعد عيد الفطر، مما يتسبب فى مشكلة وعدم التحاق البعض بهذه الامتحانات أو أنهم يأتون دون أن يكملوا إجازاتهم فى بلد بعيد مثل ماليزيا». 
ويعانى بعض الوافدين من تعرضهم لحوادث سرقة. «فى الشقة التى يسكن فيها بعض زملائى تعرضوا لسرقة أموالهم وأجهزة اللاب توب الخاصة بهم، لم يفعلوا شيئًا، وخافوا من اللجوء إلى الشرطة».
تفتيش وترحيل 
ويخشى بعض الطلاب من إجراءات التفتيش على من لا يحملون إقامة، «فى نهاية كل عام يتوجب علينا استخراج تصاريح الإقامة وعندما لم نتمكن نخضع للتفتيش وبعض من زملائنا من طلاب دول أخرى تم ترحيلهم خلال الأشهر الأخيرة».
ويذكر هذا الطالب أن أغلب الطلاب لا يعولون على السفارة لأن الطلبات المقدمة إليها لحل مشاكل الإقامة عديدة، «لا نعتمد على السفارة وإنما ننهى أعمالنا بأنفسنا، سواء فى تجديد تصاريح الإقامة، وإيجاد مكان سكن، أو توفير نفقات معيشة».
ويلفت الانتباه إلى أن بيت الطلاب الماليزيين لا يستفيد منه الدارسون فى معهد القراءات، «يقتصر فقط على الدارسين فى الكليات أما نحن فلا نستفيد من الخدمات التى يقدمها البيت».
ورغم هذه الصعوبات يأمل أن ينهى الثلاث سنوات المقررة للدراسة فى المعهد بأقصى سرعة، وذلك من أجل السفر إلى ماليزيا والعمل كمحفظ للقرآن أو مدرس بإحدى المدارس الحكومية.
لا صحة لوقف البعثات
وبخلاف شامي، ينفى إسماعيل أحمدي، وهو طالب فى السنة الثانية بكلية الطب جامعة القاهرة تعرضه أو زملائه إلى أية مضايقات أمنية خلال الإقامة فى مصر، موضحًا:. «نتعرض للتفتيش أحيانًا من أجل التأكد من سلامة تصاريح الإقامة، لكن لا يستهدفنا أحد، ونعيش فى أمن كبير». وفى أواخر العام الماضى وبداية هذا العام نشرت بعض وسائل الإعلام فى ماليزيا تقارير تقول إن الحكومة الماليزية تعتزم إيقاف إرسال طلابها إلى مصر بسبب الأوضاع الأمنية.

ويؤكد إسماعيل أن قدوم بعثات دراسية من ماليزية إلى مصر لم يتوقف، مشيرًا إلى أن العام الماضى وقعت أزمة تخص عدم تمكن ١٥٠ طالبًا من دفع الرسوم الدراسية لم تتكرر، وكاد يتم ترحيلهم، «لكنها حلت، فى ظل تدخل السفارة لحل مثل هذه الأزمات، كما أن مؤسسة الأزهر نفسها تقدم تسهيلات كبيرة لزملائى الدارسين لدى وزارة التعليم الماليزية، والمسجلون منهم يدفعون رسوما دراسية رمزية تقدر بنحو ١٠٠ جنيه سنويًا فقط، أما غير المسجلين فيجب عليهم الدراسة على نفقاتهم».
لا غربة فى بلد النيل 
ويشدد الطالب بكلية الطب على أن الدراسة فى مصر متميزة للغاية، «ليس فى الأزهر فقط، ولكن طب القصر العينى معروف على مستوى العالم، لدينا أساتذة كبار فى مختلف التخصصات»، منوهًا إلى أن سبب تفضيله الدراسة بجامعة القاهرة على الأزهر، «هناك اشتراط معين لإجادة اللغة العربية من أجل الانضمام لجامعة الأزهر، ولم أكن وصلت إلى هذا المستوى قبل ثلاث سنوات.. أما الآن فلغتى جيدة، ولا أواجه أية مشكلة فى الدراسة». 
يقيم إسماعيل فيما يعرف باسم «الحى الماليزي» فى الحى العاشر بمدينة نصر. وهو الحى الذى يشمل ١٠ عمارات سكنية مقامة على الطراز الماليزى منذ العام ١٩٩٩، أسستها السفارة للطلاب خصوصًا الجدد منهم فى السنوات الأولى بالجامعات. 
وعن الإقامة فى هذا الحي، يقول: «لا أشعر بالغربة، مع كثرة عدد الماليزيين، والأجواء التى تذكرنى ببلدي، هناك مطاعم تقدم أكلا ماليزيا، ومساجد وأماكن للعب كرة القدم ومختلف الألعاب».