حين تتجول فى شارع المعز بالقاهرة، تجد الكثير من البازارات تزين منطقة الحسين، ولا سيما تلك التحف والأنتيكات التى تخطف الأنظار، وبالقرب من مجموعة الملك الناصر محمد بن قلاوون، يوجد بازار صغير ملىء بالأنتيكات والتحف الخلابة. ما إن تدخل، حتى تقابل «عم مصطفى»، مالك البازار، الذى يعمل فى تجارة الأنتيكات منذ ٤٥ عامًا، قائلًا: «أول قطعة أنتيكة بعتها كانت براد شاى قديم وبعته وقتها بـ ٣٠ جنيهًا، واشتراه منى سائح أجنبى».
وأضاف: إن أفضل فترة ازدهر فيها العمل فى الأنتيكات، كانت خلال فترة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مرورًا بعهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ولكن عقب ثورة ٢٥ يناير، توقفت الحال، بحسب وصفه.
وتابع «عم مصطفى»: «اشتغلت مع والدى فى الأنتيكات منذ صغرى، وكنا بنحب نجمع الأنتيكات القديمة بنشتريها من القصور والفيلات»، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من المواطنين الذين كانوا يهتمون بجمع التحف والأنتيكات، ولجأوا إلى بيعها بعد ذلك عقب تركهم للبلد أو سفرهم خارج مصر.
وأكمل: «من الأنتيكات المميزة عندى، هو تمثال الزعيم جمال عبدالناصر»، مضيفًا أنه اشترى هذا التمثال من أحد القصور القديمة، خلال عرض بضاعته فى أحد المزادات.
وقال: «مش التمثال بس دا أنا عندى كمان راديو الزعيم، الراديو القديم اللى كان بيسمع الإذاعة منه، وكان أيامها سعره جنيه ونص، دلوقتى يتباع بأسعار عالية».
وأشار إلى أن هناك أيضًا الآلة الكاتبة التى كانت تستخدم فى العصور الماضية، قائلًا: «الآلة الكاتبة دى كنت اشتريتها من مزاد، ودى كانت أول آلة كاتبة ظهرت فى التاريخ، ويقال إنها كانت تخص الملك فاروق»، متابعا: معظم محتويات القصور باعها أصحابها، ودى كانت القطع اللى فلتت من لجان الحصر والتقييم، وبقت ملكا للتجار بعد كده».
واختتم: «فى أنتيكات عمرها بيوصل لـ ١٠٠ سنة، وفى أنتيكات التقليد مبتكونش بنفس قيمة الأنتيكة الأصلية، وكل دا مرتبط بالتراث الحضارى والثقافى، وبيحمل تراث البلد، والأنتيكات منها المصرى والغربى، والأنتيكات المصرية ليها رونقها وسعرها مميز فى السوق، والأجانب بيشتروها أكتر من الغربية».