الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

شوبنهاور.. فيلسوف الإرادة والتشاؤم

شوبنهاور
شوبنهاور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل الحقائق تمر بثلاث مراحل: الأولى أن تتعرض للسخرية، والثانية أن تقاوم بعنف، أما الثالثة فأن يتم اعتبارها من المسلمات".. صاحبة هذه الجملة هو الفليسوف الآلماني الشهير أرثر شوبنهاور والذي يعرف بالمتشائم الأعظم. يعتبر واحدا من أعظم الفلاسفة على مدار التاريخ، يعشقه من ينظرون للحياة نظرة عدمية وكذلك الواقعين حيث أن فلسفته غارقة أيضًا في الواقعية، كما اشتهر شوبنهاور بحسه اللاذع وحديثه الساخر.
ولد صاحب كتاب "العالم إدارة وتصور" في 22 فبراير 1788،في غدانسك وتوفي في مثل هذا اليوم الواحد والعشرين من سبتمبر في عام 1860.
درس الفلسفة بجامعة "جوتنجن" ثم أنتقل بعد ذلك إلى جامعة "برلين" وأكمل دراسته بها ثم بعد ذلك حصل على الدكتورة وكانت رسالته في الدكتوراه تحمل عنوان "الأصول الربعة لمبدأ السبب الكافي" وكان موضوع الرسالة عن العقل وصلته بالعالم الخارجي.مزاج شوبنهاور، دفع به إلى اختيار نوعية معينة من الكتب، وكان اختياره منصبًا على دراسة بوذا والكتب الدينية الهندية، وتعمق لديه الإحساس بأن الحياة شر، وأن الحياة ليس فيها إلا الألم والمرض والشيخوخة والموت.
لم يحقق شوبنهاور شهرة في مجتمعه إلا في مرحلة متأخرة حيث أن ألمانيا كانت منشغلة في هذا الوقت بالفليسوف "جورج هيجل" والذي هاجمه شوبنهارو أكثر من مرة.
قامت فلسفة شوبنهاور على الأسس عدة،أولها أن الوجود عبارة عن المادة المطلق، فليس في الوجود سوى المادة كما أن العلم عبارة عن إرادة وفكرة، فالإرادة الكلية في الطبيعة عنايتها تنصب على الحفاظ على الحياة في الأنواع، ولذلك تهتم بالإبقاء على الأنواع في النبات والحشرات والحيوان والإنسان، كما أن الموت هو عدو الإرادة الكلية، وهو الذي يحاول أن يقضي على الحياة والأحياء، ولكن الإرادة الكلية تهزمه عن طريق غريزة الجنس التي تدفع الأحياء إلى التزاوج والتناسل، وبذلك تعوض الإرادة عن طريق النسل ما يأخذه الموت، وتبقى الحياة والأحياء تحقيقًا لرغبة الإرادة الكلية. وأخيرًا أن الحياة كلهاوالوجود كله شرور وأحزان ومشقات وآلام.