الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تلاميذ فلسطين في مدارس إسرائيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«٤٨٪ من الفلسطينيين فى مدينة القدس الشرقية ليسوا معنيين بمواصلة دراسة أولادهم للمناهج الدراسية الفلسطينية».. هذه هى نتائج استطلاع أجرته بلدية القدس بين مئات أولياء الأمور فى المدينة، والسبب المفزع، بحسب الاستطلاع أن هناك تراجعا حادا فى نسبة الرضا عن هذه المناهج الدراسية التى يتم تدريسها فى المدارس العربية بالقدس، وفى المقابل هناك ارتفاع كبير فى طلب تدريس المناهج الإسرائيلية.
ووفقا لما نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم» المعبرة عن سياسات الحكومة الإسرائيلية، فإن أولياء أمور الطلاب الفلسطينيين، قالوا فى منشور تم توزيعه بالقدس الشرقية عشية افتتاح السنة الدراسية، لتبرير رغبتهم فى تلقى أبنائهم تعليما إسرائيليا، إن عرب إسرائيل يدرسون حسب المنهج الإسرائيلى، ولا يزالون مخلصين لشعبهم بشكل لا يقل عمن يدرسون فى المدارس الفلسطينية، وطالبوا بأن يسمح لهم بحق الاختيار بين المناهج الفلسطينية والإسرائيلية.
قدمت الصحيفة الإسرائيلية دلائل أخرى للتأكيد على نتائج الاستطلاع، أهمها ما أشارت إليه بلدية القدس من حدوث قفزة بنسبة ٢٠٪ هذه السنة، فى عدد طلاب القدس الشرقية الذين يدرسون المقررات الإسرائيلية، بالمقارنة مع السنة الماضية، ليس هذا فقط، بل إن عدد الطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون فى المدارس الإسرائيلية ارتفع إلى ٥٨٠٠ طالب، مقابل ٣٠٠ طالب قبل سبع سنوات، الأمر الذى يعنى أن حجم الإقبال على الالتحاق بهذه المدارس فى ارتفاع مستمر، وأن إسرائيل معنية فعليا بتحويل جميع الطلاب الفلسطينيين فى المدينة إلى الدراسة وفقا لهذه المقررات التعليمية، بحسب ما صرح به رئيس بلدية القدس نير بركات، الذى أكد أن تلبية الطلب المرتفع على المناهج الإسرائيلية فى القدس الشرقية يشكل تحديا هائلا، وأن هناك ما يقرب من ٦.٠٠٠ طالب فلسطينى يتم دمجهم فى العملية التعليمية، من بين ٥٠.٠٠٠ طالب مهتمين بذلك». وللتأكيد على خطورة الأمر، فإن رئيس إدارة التعليم فى القدس الشرقية، أفيف كينان، أشار إلى حجم الاستثمارات الكبيرة التى يجرى ضخها من أجل هذا الغرض، خاصة فى المدارس الثانوية، بحيث سيشمل البرنامج مراكز تعليم، واكتساب المهارات الحياتية وتعلم اللغة العبرية، وتوفير تدريب خاص للتوظيف والتعليم العالى، ليس هذا فقط، بل إن البرنامج يشمل التوسع فى مدارس رياض الأطفال والمدارس الابتدائية فى المدينة.. القصة ليست فى حاجة إلى تحليل أو تفسير، الأمر يشرح نفسه ببساطة مدهشة، والأغرب أن إسرائيل لا تخفيه، وتردده على لسان مسئوليها «نحن لا نتحدث فقط عن القدس الموحدة، وإنما نعمل على توحيد المدينة بالعمل من خلال تحقيق المساواة فى الفرص لكل الطلاب من كل القطاعات».. تريد إسرائيل، دمج الفلسطينيين والإسرائيليين معا شعبًا واحدًا، يتلقى تعليما واحدا وثقافة مشتركة، وفرص عمل متاحة فى المؤسسات الإسرائيلية، وما يحدث فى القدس الشرقية هو نموذج فعلى لما تريده دولة إسرائيل، لا تريد دولتين، ولا حتى دولة فلسطينية بدون جيش، ولا حركات مقاومة مستأنسة، إسرائيل تريد شعبا واحد بهوية واحدة، وأيقنت أن التعليم هو السبيل الأفضل لذلك، فخططت ونفذت، ونحن وحماس وفتح، لازالنا نحاول أن نتوافق على حكومة توافق!!.