تنتشر مهنة خادمات المنازل في أفريقيا بصفة خاصة وذلك من منظور أنها تعد تقليدا ثقافيا تحول إلى أمر ضروري منعدم الشفافية إلى حد بعيد، ذلك أن انتهاك حرمات القاصرات أصبح أمرا شائعا، فضلا عن التحاق قاصرات دون سن العاشرة إلى هذا القطاع.
ونقلا عن الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية في ساحل العاج فإن نسبة الإقرارات المقدمة بشأن خادمات المنازل تصل إلى 0،34%، وهذا مناف للواقع حيث يقدر عددهن بنحو مليون خادمة في مدينة أبيدجان لوحدها.
من جانبها أجرت الشبكة الإيفوارية للدفاع عن حقوق الطفل والمرأة، وهي منظمة غير حكومية، مسحا ميدانيا في عشرة بلديات فى ابيدجان، وكشفت هذه الدراسة أن ما يقرب من ربع العاملين في هذه الخدمة هم من القصر ويصل متوسط الراتب اليومي إلى نحو يورو واحد يوميا، علما بان المرأة أو الفتيات يشكلن 85% من نسبة هذه العمالة.
وأوضحت الدراسة أيضا أن غالبية الفتيات المراهقات يتجهن إلى العمل في المنازل لعجز آبائهن عن دفع مصاريف الدارسة، ويعشن حياة قاسية إذ أن ساعات العمل ممتدة ولا يتخللها أوقات للراحة علاوة على الحرمان والعنف الجسدى والجنسى الذى يمارس بحقهن بصفة شبه يومية.
من جانبه، ذكر موقع (أفريكا نيوز) أن الأمثلة في أفريقيا وفيرة وصارخة في ظل عدم وجود تشريعات تنظم عمل الفتيات في المنازل، فهن في أغلب الأحيان أميات ومنحدرات من أوساط معدومة.
وفي تنزانيا، أسست أنجيلا بينيدكتو، وهى خادمة سابقة، منظمة وتساوا، فى العام 2011 وهى منظمة غير حكومية معنية بحماية الخادمات الصغيرات واستطاعت معالجة أكثر من 500 حالة من الفتيات الصغيرات، وسلمت 315 منهن إلى ذويهم وأعادت 150 حالة إلى صفوف الدراسة.
ووفقا لما ذكرته المنظمة، فإن قطاع العمل المنزلي يعد قطاعا اقتصاديا غير رسمي بلا تشريع، إذ يسمح للأطفال بالعمل في هذا القطاع بدءا من سن الرابعة عشر، ويهمل أرباب العمل قوانين العمل حتى أصبح عدد الأطفال الذين يعملون خدما في المنازل غير معروف.
وأشارت المنظمة إلى أن نسبة الخادمات التي تترواح أعمارهن ما بين 10 إلى 18 سنة تقدر بنحو 80% من العاملين في هذا القطاع، وتعد هذه الشريحة هي الأكثر عرضة للاستغلال والعنف في تنزانيا.
