الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

انفراجة في الأزمة الليبية.. القاهرة تحتضن اجتماع قادة القوات المسلحة.. ويتفقون على وحدة الصف وحرمة الدم.. والالتزام بإقامة دولة مدنية ديمقراطية.. والبعد عن مظاهر الصراعات الفكرية والعقائدية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالوا عن اجتماع القاهرة لإنهاء الأزمة
رئيس لجنة الحوار بـ "النواب الليبي": خطوة مهمة لاستعادة الدولة
ويطالب بتحويل النتائج إلى واقع ملموس
"الروَّاف": خطوة نحو التوجه الصحيح
الشارف: نبارك النتائج لتوحيد المؤسسة العسكرية
اجتمع ضباط بالقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، وآخرين من مصراته، أمس الإثنين بالقاهرة، بناء على دعوة الفريق محمود حجازي رئيس الأركان المصري، ورئيس اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي.
وبحسب بيان صادر عن الاجتماع، أكد الحضور على مجموعة من المبادئ والثوابت الوطنية، تضمنت وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها وسلامتها والتأكيد على حرمة الدم الليبي وتعزيز المصالحة الوطنية الشاملة دون الإنجرار أو الوقوع في فخ الخلافات الجهوية والمناطقية، والالتزام بإقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة مبنية على مبادئ التداول السلمى للسلطة والتوافق وقبول الآخر ورفض كافة أشكال التهميش والإقصاء لأي طرف من الأطراف الليبية.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع أكد أيضًا، على وحدة المؤسسة العسكرية الليبية واضطلاع الجيش الليبي بمسئولية الحفاظ على أمن وسيادة الدولة ومكافحة كل أشكال التطرف والإرهاب ورفض كل أشكال التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، والتأكيد على مهنية ووطنية المؤسسة العسكرية الليبية وتعزيز قدراتها وإبعادها عن مظاهر الصراعات الفكرية والعقائدية والجهوية والتجاذبات السياسية، مع تعهد الجميع بتوحيد جهود المؤسسة العسكرية من خلال العمل التوافقي بين أبناء المؤسسة وتحت مظلة وطنية واحدة.
وأضاف البيان: "بعد التطرق لمختلف الشواغل التي عرقلت مسيرة توحيد المؤسسة العسكرية وكذا مختلف الأفكار والحلول لتدشين مرحلة جديدة على مسيرة توحيد المؤسسة العسكرية، فقد اتفق الحضور على تشكيل لجان فنية / نوعية مشتركة لبحث آليات توحيد المؤسسة العسكرية ودراسة كافة الشواغل التي تدعم تحقيق هذا المسار على أن تعقد تلك اللجان اجتماعاتها بالقاهرة في القريب العاجل للمضي قدمًا في مناقشة التفاصيل الفنية المتعلقة بذات الشأن، وتوافقوا على ضرورة عدم اتخاذ إجراءات استفزازية خلال الفترة المقبلة، قد تؤثر سلبًا على تلك الجهود إلا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب".
كما اتفق الحضور على أهمية دعم ومساندة المسار الأمني بالتوازي مع المسار السياسي باعتباره حجر الزاوية والعمود الفقري لاستقرار الدولة الليبية، مع مطالبة المجتمع الدولي بدعم جهود هذا المسار دون تدخل أو فرض منهج انتقائي من خلال قيام أبناء المؤسسة العسكرية بما عليهم من واجبات لإعادة لحمة المؤسسة العسكرية على الوجه المأمول.
كما حث الحضور من العسكريين الليبيين أبناء الشعب الليبي، مساندة هذا الجهد التوافقي الذي من شأنه أن يساهم في الإسراع من وتيرة الاستقرار في ليبيا، وكذا مناشدة كل وسائل الإعلام الوطنية الليبية تحمل مسئولياتها المهنية والأخلاقية لخدمة هدف توحيد المؤسسة العسكرية وتجنب كل أشكال الفرقة والسعي لخلق توافق أوسع لدى العسكريين لتوحيد المؤسسة الليبية.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع يأتي في إطار، الجهود المستمرة لجمهورية مصر العربية لإنهاء حالة الانقسام وتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وإحياءً لتضحيات الآباء المؤسسين للجيش الليبي فقد اختار أبناء المؤسسة العسكرية الليبية مصر لتكن نقطة البدء في إعادة تنظيم الجيش الليبي كما كانت نقطة البدء عند التأسيس.
من جهته، أشاد رئيس لجنة الحوار بمجلس النواب الليبي، عبدالسلام نصية، بنتائج الاجتماع، مؤكدًا أنها خطوة مهمة على طريق مشروع استعادة الدولة وبناء هياكلها، ودعم المسار الأمني بالتوازي مع المسار السياسي، هام للغاية لإنجاح أَي اتفاق سياسي.
وأضاف "نصية" في تصريح خاص لـ "البوابة نيوز": "المطلوب الآن هو ضرورة الإسراع في تشكيل اللجان الفنية والبدء في العمل، وتحويل نتائج الاتفاق إلى واقع ملموس".
كما أثنى الكاتب الصحفي الليبي، عبدالعزيز الروَّاف، على نتائج الاجتماع، مشددا: "مجرد الاجتماع بين القيادات العسكرية، خطوة نحو التوجه الصحيح"، متابعًا: "رغم أننا لم نطلع على أسماء الوفد العسكري من مصراته، إلا أنني موقن بأن ممثلي القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، لن يرضوا بالاجتماع مع شخصيات عسكرية تثير جدلا ما أو قربا من أيديولوجيات إرهابية، أو حتى تحت سلطة ميليشيات يقودها مدنيين".
وأشار إلى أن النقاط التي نتجت عن الاجتماع، وإن لم تكن تفصيلية، إلا أنها أعطت مؤشرات على أن التفاهم كان موجودًا بين المجتمعين وهو أمر يؤسس مستقبلا لخطوات أكثر وضوحا، مضيفا: "يأتي هذا الاجتماع وسط تخبط سياسي داخلي، وأيضًا غموض دولي وتباين في المواقف حيال المشكلة الليبية".
ونوه "الروَّاف"، إلى أنه حال الشروع في إنهاء الحركات المسلحة خارج منظومة القوات المسلحة الليبية، سيكون هذا الأمر مؤثرًا على هدوء وانتظام الحياة في غرب البلاد، وبالتالي يمنع ظهور حكومة واحدة ومؤسسات مالية واقتصادية موحدة، وعودة الحياة لطبيعتها في ليبيا.
بينما قال المحلل السياسي الليبي، حسين الشارف: "نبارك مثل تلك الخطوات لتوحيد المؤسسة العسكرية في غرب البلاد وشرقها وجنوبها، والاتفاق على الثوابت الوطنية لحماية أرض الوطن".
وتابع "الشارف" في تصريح خاص لـ "البوابة نيوز": "الإشكالية أن أبناء المؤسسة العسكرية في شرق البلاد لا يحملون أفكارا سياسية، بينما العسكريين في الغرب الذين يشاركون في الحوارات العالمية أو الإقليمية، انضموا تحت قيادة السراج والسويحلي وشاركوا في ما يسمى بعملية البنيان المرصوص، وزار قادتهم قطر، والتقوا بتميم وقدموا له التحية العسكرية".
وأوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي: "معمر القذافي لم يؤسس مؤسسة عسكرية لحماية الوطن، لكنه أنشأ كتائب الخميس القذافي، أو سيف الإسلام وغيرها، في طرابلس لحمايته، وحماية قصره، بينما كتائب مثل الفضيل بو عمر في بنغازي، وحسين الجويفي في البيضاء، وعمر المختار في طبرق، لم تكن تحظى بتسليح حقيقي لحماية الأرض".
واستطرد: "العسكريين الحقيقيين هم من انضموا لعلية الكرامة للدفاع عن الأرض ضد إرهاب داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية، وقدموا أرواحهم في سبيل الوطن، وليس من تلقوا دعمًا من قطر أو البعض الذين يحملون ولاءً للقذافي وأصبحوا ظاهرة صوتية يتحدثون عن سوء الأوضاع في ليبيا وابتعدوا عن المعركة ضد الإرهاب التي يخوضها الجيش".