السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"محمد أبوزيد".."طائر مهاجر" يرفع علم مصر في اليابان.. شارك بمؤتمر "مصر تستطيع".. ويطالب بمعاملة "الحاسب الآلي" مثل المستوى الرفيع.. ويؤكد: "اللي ملوش خير ببلده ملوش خير في حد"

الدكتور المهندس محمد
الدكتور المهندس محمد محمود إبراهيم أبوزيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في وطننا هذا تجد كل العناصر التي تساعد على الفشل وتثبيط الهمم متوافرة، من تنشئة في بيئة تفتقر لأبسط مقومات الحياة ثم تعليم لا يرقى للمستويات العليا ثم بطالة وفقدان لموارد الزرق، وكلها أمور تدفع المواطن الراغب في النجاح للهرب إلى الخارج إذا ما توافرت لديه الفرصة السانحة طمعا في الحصول على مقابل وتقدير على نجاحه الذي لم يلقاه بين أرجاء وطنه.
حدث نفس السيناريو السابق مع العالم الأقصرى، الدكتور المهندس محمد محمود إبراهيم أبوزيد ولكنه لم يترك بلده فهو تربى في مصر وأكمل تعليمه برغم المعوقات لكنه واجه بعض المعوقات في نظام تعليم ما دفعه للسفر للخارج ولاقي كل الدعم لعقليته وأفكاره المتطورة ونبوغه إلى أن حصل على دكتوراه في هندسة نظم وحاسبات الأقمار الصناعية بجامعة كيوشو اليابان ودائما يردد جملة "اللهم أعني على أن استعمل نعمتك فيما يرضيك وهب لي القوة والأمانة عند أداء عملي".
الدكتور محمد أبو زيد ولد بقرية العديسات التابعة لمدينة الطود جنوب الأقصر وهو خبير تصميم الأقمار الصناعية وهندسة الفضاء بهيتاشي اليابان، وخبير هندسة الفضاء ومدير مشروع إعداد دراسات القمر الصناعي Horyou-5 باليابان وهو أول مصري يصمم نظامًا متعدد المعالجات على مصفوفة البوابات المبرمجة حقليًا ويختبره بمفاعل نووي باليابان.
وعندما استدعته مصر للوقوف بجانبها مؤخرًا لم يبخل ولبى النداء على الفور حيث شارك في المؤتمر الوطني لعلماء مصر بالخارج "مصر تستطيع" الذي نظمته وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج بنهاية عام 2016، ويستهدف تحقيق أقصى استفادة ممكنة من خبراتهم، في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتلبية احتياجات المصريين بالخارج، ووضع قاعدة بيانات لمختلف العلماء بالخارج وفتح قنوات تواصل معهم عن طريق تشكيل مجلس وطني، وتنظيم لقاءات تجمع بينهم وبين الوزراء المعنيين بالتخصصات المختلقة للاستفادة من هذه العقليات، ووضع أطر لتنفيذ توصيات المؤتمر.
وعقب المؤتمر لبى "أبو زيد" قرارات وتوصيات حيث قام بترأس وفد من الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء توجه، إلى اليابان في مارس الماضي، وذلك لإجراء اختبارات لمكونات فضائية، وللتباحث مع الجانب الياباني بخصوص منح الماجستير والدكتوراه في مجال هندسة الفضاء.
كما استكمل تنفيذ نتائج المؤتمر، بالعمل على تطوير تقنية حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتشخيص وتوقع أعطال الأنظمة الإلكترونية بالتنسيق وتطوير برنامج حاسوبي يستطيع إجراء التوقع في الزمن الحقيقي، وذلك باستخدام تقنية المعالجات المتوازية، ويستفيد من نتائج هذا البحث قطاع عريض من الصناعات والتقنيات المرتبطة بالنظم الإلكترونية والصناعية، ومنها نظم حماية الأقمار الصناعية ومحطات توليد الطاقة.
في حواره لـ"البوابة نيوز"، قال الدكتور محمد محمود أبو زيد، خبير هندسة الفضاء باليابان: إن مصر تستحق الكثير وتحتاج أبناءها المخلصين للوقوف إلى جانبها وأنا لن أبخل عليها بكل ما تعلمته ويساعد في الارتقاء بالمستوى العلمي لمهندسي الفضاء بمصر، مشيدا بالفتاة الحاصلة على المركز الأول في الثانوية العامة "مريم فتح الباب" مؤكدًا أنها نموذج يعطي أمل بأن مصر كدولة تستطيع برغم صعوبة الظروف.
وحول تجربته قال أبو زيد: "شباب كتير بيقولوا نفسنا نسافر ونتغرب ونبعد بس أنا أحب أن أنصحهم بشيء قبل أن يتخذوا قرارهم، مصر وبرغم كل تحدياتها حتفضل بلدك اللي مش ممكن أبدًا تنساها، مش كلام نظري ولا شعارات، لا دا بالواقع والأفعال المصريين في الغربة ومهما كان سبب سفرهم وبعدهم عن مصر بتلاقيهم وقت ما يسمعوا أي خبر عنها، يقعدوا يتلموا ويتكلموا ويتابعوا كل أخبارها ويفرحوا لفرحها ويزعلوا لزعلها المصريين أكتر ناس شوفتهم مرتبطين ببلدهم مهما كان جمال المكان اللي عايشين فيه بالتالي كل واحد حيقولك نفسي أمشي وأنسى، خليك متأكد أنه كلام من ورا قلبك... لأن مفيش مصري بينسي مصر".
وأضاف أبو زيد، "مش معني كدا إني مش بأشجع الشباب على السفر، بالعكس سافر بس خلي سفرك لهدف ولفترة محددة سافر عشان تتعلم وتشوف الناس بتشتغل إزاي، سافر عشان تعرف تجيب قرش ينفعك وينفع بلدك، سافر عشان لما ترجع تبقى أقوى وتقدر تصلح اللي كان سبب في بعدك، سافر بس خلي جواك حاجة تفكرك ببلدك وبفضلها عليك سافر وأعرف أن دورك أنك تساعد بلدك مش أنك تنساها تساعد أهلها بكل اللي ربنا حيفتح بيه عليك وخليك فاكر، اللي ملوش خير في بلده ملوش خير في حد سافر بس أرجع تاني وخليك فاكر أن مصر جميلة".
وفيما يخص التعليم، أبدى الدكتور محمد أبو زيد، تعقيبا يختص بإلغاء مادة الحاسب من المجموع الكلي مطالبا بمعاملتها مثل مواد المستوى الرفيع بالثانوية العامة حتى يظل هناك حافز لدراستها لمن يرغب في ذلك بدلًا من إلغاء المادة كليا مؤكدا احترامه للدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم لعلمه وشخصيته مشيرًا إلى أنه صاحب رؤية محددة يريد تنفيذها. 
ووصف أبو زيد حادثة قطار الإسكندرية الأخيرة، بأنها خارج إطار الزمن فليس من الوارد إطلاقًا حدوث مثل هذا النوع من الحوادث كتصادم قطار بقطار آخر متوقف لعطل ما في هذا الوقت الذي نعيشه فهذا أمر كان من الممكن أن يحدث من خمسين سنة أو أكثر والنهاردة في ٢٠١٧، في نظم تحكم في حركة القطارات، قنوات اتصال لاسلكية بين قائد القطار ومركز التحكم الرئيسي والقطارات على نفس الخط، تشخيص أعطال القطارات ذاتيًا، تبليغ ونشر المعلومات المتعلقة بحالة السكة أتوماتيكيًا بين القطارات وبعضها، إيقاف تلقائي للقطار بواسطة كمبيوتر القطار نفسه لتفادي التصادم وغيرها الكثير بحيث أصبح مستحيل تقريبًا حدوث مشكلة تصادم قطار بآخر إلا إذا كنّا نستخدم منظومة قديمة ومتهالكة ومعتمدة على العنصر البشري في الإبلاغ عن الأعطال وكذلك مشاكل عدم إغلاق المزلقانات كلها أصبحت أمور أثرية لا وجود لها مع المنظومات الحديثة بالسكك الحديدية بالعالم.
وتساءل أبو زيد، "أي نظام تحكم وإدارة للسكة الحديد هذا الذي تستخدمه هيئة السكك الحديد في مصر؟ كيف يمكن للمسئولين في مصر أن يسمحوا بتكرار هذه الحوادث الخارجة عن إطار العصر الحالي؟ هذا هو دا الفساد اللي محتاجين نحاربه ونواجه في كل مؤسسات الدولة وواضح جدًا وجود تقصير رهيب في تدارك ومنع أسباب الأعطال الفنية من الأساس وكذلك عدم وجود منظومة إدارة أزمات متكاملة حال وقوع المشكلات محتاجين المسئول المناسب في المكان المناسب ونشتغل بالعلم مش بالفهلوة".
واختتم خبير تصميم الأقمار الصناعية وهندسة الفضاء، تصريحاته، "ضحكة مصر لازم ترجع، لازم نهتم بالصحة وعلاج الناس، لازم نتعلم صح، لازم نساعد بعض، نفرح لبعض ونواسي بعض ونرحم بعض ونحترم بعض، لازم نبقي بلد قلب كل واحد فيها على أخوه وأخته ومصر بلد كبير وعريق والمصاعب اللي بتواجهنا حنخرج منها إن شاء الله، لازم يبقي عندنا أمل وتحدي كبير وثقة في الله قبل كل شيء ولازم تبقي رسالتنا في الحياة أن نطلع بلدنا لقدام، دا دور المخلصين ونظاف اليد وأصحاب الضمير الحي في بلدنا، مصر حتبقى في المكانة اللي تستحقها إن شاء الله، إحنا في سباق مع الوقت وفي حرب مع الظروف ولكن نصر الله غالب".