الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سيد حجاب.. شهد الشعر ودموع الرحيل

سيد حجاب
سيد حجاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
و"ينفلت من بين إيدينا الزمان كأنه سَحبة قوس فى أوتار كمان".. "زي الهوا ساير وخيال الطيف أحلى سنين العمر بيننا تمر".. "من اختمار الحلم يجي النهار.. يعود غريب الدار لأهل وسكن".
من يمكنه أن يسكن وجدان المصريين غير ابن البلد سيد حجاب، الذي نحتفل السبت المقبل بذكرى مولده. وهو أحد أهم شعراء العرب الغنائيين، وصاحب تاريخ مضيء من النضال، والذي طغت موهبته الفذة بشارات المسلسلات التي شاهدناها بقلوبنا من "ليالي الحلمية" لـ"أرابيسك" و"المال والبنون" و"اللقاء الثاني" و"أبنائي الأعزاء" وغيرها الكثير، كما آثر أن يضع نفسه حارسا على حرية وكرامة المصريين بصياغته مقدمة الدستور الجديد بعد 30 يونيو. 
غادرنا حجاب بجسده وترك كلماته التي تجلى الملحنون والمطربون بإنفاذها لكل القلوب، وبينهم بليغ حمدي وعمار الشريعي، وبأصوات علي الحجار وعفاف راضي وكثير من النجوم.. ظلت تلك الأغنيات مرآة لعصور متعاقبة من حياة المصريين. 
كلماته تتأمل أحوال الدنيا، فمن ينسى "المال والبنون" 
قالوا زمان دنيا غنية وغروره، 
قلنا واللي تغره يخسر مصيره.. 
أو في مسلسل "الشهد والدموع" 
"تحت نفس الشمس وفوق نفس التراب 
كلنا بنجرى وراء نفس السراب،
كلنا من أم واحدة أب واحد 
دم واحد بس حاسين باغتراب"
وهي نفس التيمة التي عبر عنها بأغنيات كتبها لفرقة الأصدقاء، فكانت صيحة جديدة لجيل مغترب "مع الأيام" 
وأحيانا نراه ثائرا، كما عبرت كلماته بـ"الوسية" 
"مين اللي قال الدنيا دي وسية، 
فيها عبيد مناكيد وفيها السيد..
سوانا رب الناس سواسية
لا حد فينا يزيد ولا يخس ايد".
وهكذا رفع سيد حجاب قصيدة العامية لمصاف أرقى وأكثر تأثيرا وتشكيلا لذوق المصريين. 
وحجاب من مواليد 23 سبتمبر 1940، بمدينة المطرية، درس الهندسة عام 1958، لكنه آثر كتابة الشعر وقد تعلمه عن أبيه الذي ظل ينشد للصيادين الجالسين على المصطبة حول الموقد في ليالي الشتاء، وعلى ضفاف بحيرة المنزلة كان إلهام ديوان حجاب الأول "صياد وجنية" وقد حازت إعجاب كبار الشعراء وكتب برامج للإذاعة المصرية منها "عمار يا مصر" وجمعته بعدها صداقة بالراحل الأبنودي، كما تنبأ صلاح جاهين بأنه سيكون علامة فارقة، ولحن له بليغ حمدي أغنيات لكبار المطربين ومنهم سميرة سعيد وعفاف راضي وعلي الحجار، كما كتب حجاب لمحمد منير "آه يا بلاد يا غريبة" وأشعار العديد من فوازير شريهان، وألبومات للأطفال منها "سوسة".
حجاب منحاز للحرية وهو صاحب "قبل الطوفان الجي" وقد تنقل من صفوف الإخوان للشيوعيين في الستينات، وتعرض للاعتقال برغم أنه لم يكن مناهضا لنظام عبدالناصر وإنما لسياساته القمعية، وعرفته ميادين الثورة ضد نظام مبارك كما رفض وصاية دولة الإخوان.
يقول سيد حجاب بقصيدته التي تداولها محبوه كثيرا بعد رحيله 
ولما أموت
لو مت ع السرير
ابقوا احرقوا الجسد
ونطوروا رمادي ع البيوت
وشوية لبيوت البلد
وشوية ترموهم على تانيس
وشوية حطوهم في إيد ولد
ولد أكون بُسُته.. ولا أعرفوش