الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السادات.. وشهر الاعتقال الجماعي ..! "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أهم ما يميز ملامح حكم الرئيس السادات في المسيرة الديموقراطية أنه نقل الحراك السياسي نقله موضوعية من مرحلة كامل القداسة إلى مرتبة الرئاسة، والديموقراطية لها ثوابتها فقد كان يتصور استثمارًا للممارسة، وإن الديموقراطية لها مخالب وأنياب، ويعني أنه يريد برلمان بلا صوت أو نواب حتى المعارضة التي قام بتأسيسها من رموز وطنية مطعمة من عناصر تنتمي أسرياً إلى مقعد الرئاسة بحيث تصبح لها أداء صوري وكما قال الدكتور محمود القاضي أعظم برلماني عرفته الوثائق النيابية منذ دستور 1923، وإن النظام يريد معارضة مستأنسة، ووضح هذا في إيقاع الممارسة وإذا سمعنا مثلاً مصطفى كامل مراد زعيم المعارضة بالمقاعد في برلمان 1976 يدلل على قمة المعارضة في لهجة عنترية يفاخر بأنه كتب يهاجم حكومة ممدوح سالم أنزه رئيس وزراء عرفته مصر في مقال بجريدة الأحرار أول صحيفة معارضة ورئيس تحريرها الزميل الصديق الدكتور صلاح قباضيا بعنوان "حكومة اللكلكة في إدارة شئون المملكة" وهو عنوان غير موفق من ناحية الصياغة الصحفية ولكن على كل حال فهي إضافة إلى مسيرة حرية التعبير والذي يتابع مسيرة المعارك السياسية في عهد الرئيس السادات فقد بدأت بأنتصاره على خصومه في الصراع على الحكم وأطلق عليها ثورة التصحيح، ثم دخل بعد ذلك في معارك مع المثقفين فلم تكم هناك قوى سياسية بالمعنى العلمي لكنهم كانوا جميعاً تحت مظلة الاتحاد الاشتراكي وكان الأجنحة التي أعلن عليها منذ البداية عدة محاور بدأت بمجموعة صغيرة من الأصدقاء تم تصنيفهم مجموعة من الأصدقاء الحميمة شكلوا سلاح المدفعية الثقيلة في مقدمتهم أستاذنا موسى صبري ورجاله والمفكر العظيم عبد الرحمن الشرقاوي، أما أستاذنا المبدع إحسان عبد القدوس فكان يؤيد السادات من موقع الأستاذية والعقلانية المحسوبة؛ لأنه لا يحتاج إلى أن يقال عنه رجل السادات لأن لديه قناعة أن الوصف الصحيح أن السادات هو رجل إحسان وليس العكس ولا يعرف الكثير أن هناك صلة إنسانية واجتماعية روحانية عميقة تربط الرجلين لدرجة أن السادات كان يزور إحسان في منزله خاصة في عيد ميلاده ليلة رأس السنة الميلادية لدرجة أن كان يغني له من أغاني سيد درويش! 
لكن السادات كان من الدهاء لدرجة أنه استخدم أستاذنا الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل في معركة لتصفية خصومة وإستطاع أن يقنع هيكل أنه يعتبر الذراع اليمنى والعقل المفكر له وأبتلع أستاذنا هيكل هذا الاعتقاد، وحارب معركة بكل جهد الطاقة والتي استنفذها السادات فقد نجح أن يحدث وقيعة لا رجعة فيها بينه وبين حلفائه في دائرة الحكم الناصري نفس الدور ولكن لم يضع في شرك السادات السياسي استاذنا الكبير أحمد بهاء الدين الذي تعامل بحذر معه خاصة بعد أن نقله مع مجموعه من الصحفيين إلى مصلحة الاستعلامات وهو رئيس إتحاد الصحفيين العرب واستطاع أن يطوق الأزمة عربياً حرصاً على رمز مصر ومكانة بلاده، أما الكبار أمثال فكري باشا أباظة وتوفيق الحكيم وحافظ محمود وغيرهم فهم حرصوا على أن يكونوا رموزا وطنية لمصر ليست لهم أي صلة بإيقاع الأحداث اليومية السريعة وفي نفس الخط كان الشهيد يوسف السباعي الذي اختير وزيراً لكن استاذ الأساتذة جلال بك الحمامصي صاحب الفضل على السادات حيث إن شهادته أمام المحكمة هي التي انقذت رقبة السادات من حبل المشنقة، واعترف السدات بذلك أمام مجلس الشعب فالأستاذ الكبير جلال بك الحمامصي صاحب مدرسة الاستضافة في الساحة الصحفية أتخذ موقفاً من السادات وممارساته وثراء مجموعات المنتفعين خاصة أشرف مروان مؤمنًا بالحديث النبوي الشريف.
"صديقك من صدقك لأمن صدقك" أما أستاذنا أنيس منصور فكان في المرحلة الثانية بعد أن ثبت السادات دعائم حكمه بأعتباره فعلاً فليسوف وجليساً وآخر الظرفاء في مصر.
وقد تصور العديد أنه سجل محل استاذنا موسى صبري لكن السادات يعرف قدر وقدرات الأستاذ موسى ويستحيل الإستغناء عنه قلما فعل في الأستاذ هيكل لأنه يمثل عمقه الإستراتيجي وليس التكتيكي! ورغم أن السادات لم تكن تستهويه فلسفة الدخول في التفاصيل مثل الرئيس عبد الناصر إلا أنه كان يتدخل في انتخابات نقابة الصحفيين والمحامين .. والتي بدأت من ترسيم استاذ موسى صبري بطريقة غير مباشرة لمطلب النقيب لكن القاعدة الصحفية انتصرت لمرشح الأستاذ هيكل والأهرام الأستاذ الكبير علي حمدي الجمال، وتدخل لإسقاط شيخ الصحفييم حافظ محمود أمام الأستاذ عبد المنعم الصاوي الذي اصبح وزيراً فيما بعد ولاسقاط المفكر الأستاذ يوسف ادريس في معركة مع الاستاذ الشهيد يوسف السباعي والاستاذ جلال بك الحمامصي أمام الأستاذ النقيب صلاح جلال وماحدث بعد ذلك معروف للكافة، وتدخل مباشرة لإنجاح الأستاذ أحمد الخواجة أمام الأستاذ النقيب عبد العزيز الشوربجي وبعد فترة قام بعزله! 
وتدخل في معركة المهندس عثمان احمد عثمان ضد المهندس عبد العظيم أبو السعود وكان من أخلص رجالة تم اعتقاله في 5 سبتمبر ومات في المعتقل!
وكانت علاقته بالمجتمع السياسي في البداية قاصرة على مجموعة من الخلصاء منهم فتحي سالمان أمين المنوفية بعد أبعاد كمال الشائلي من امانة حزب المنوفية، والصديق الشخصي الدكتور عبد المنعم جامع واحياناً المحاسب فتحي المتبولي الذي أصبح وزيراً فيما بعد والدكتور هاشم ننصار استاذ التخدير بجامعة الإسكندرية ورئيس جامعة طنطا والدكتور حسن الشريف زميل الرئيس في الدراسة وأصبح أول وزير للتأمينات ومحمد عثمان اسماعيل الذي عين فيما بعد محافظ لأسيوط والذي تولى ملف الجامعات الإسلامية وتنشيط دورهم على الساحة السياسية ومحمد عبد الحميد شاهين شقيق المهندس عيسى شاهين وزير الصناعة وهم من أعيان بركة السبع .. ثم أنضم إليهم المهندس أحمد سلطان إسماعيل نائب رئيس الوزراء للكهرباء .. هذه تقريباً مجموعة السياسية الضيقة على سبيل الحصر في بداية حكمه أما على المستوى القومي فكان الدكتور محمد عبد السلام الزيات أمين عام مجلس الأمه الذي تولى أمانة الأتحاد الإشتراكي يعاونه من أعمدة الصعيد المهندس محمد عبد الأخر أمين التنظيم والذي أصبح بعد ذلك محافظاً للبحيرة وتولى الإشراف السياسي على مكتب أمين عام الاتحاد الإشتراكي الدكتور فوزي العمدة وكيل مجلس الشعب والعميد الحالي نقله الخدمه الإجتماعية في سوهاج وأنضم إليهم حافظ بدوي ومصطفى كامل مراد الذي قدم بلاغاً ضد رئيسه زكريا توفيق عبد الفتاح رئيس مؤسسة القطن ثم خطط وأصبح وزيراً للتجارة في حكومة ممدوح سالم .. وكان مستشاره الإقتصادي الأول الدكتور عبد العزيز حجازي الذي كان يطلق عليه الرئيس سيدنا يوسف (الأمين على خزائن الأرض) .... وأعاد الدكتور عبد القادر حاتم إلى قيادة الساحة الإسلامية وكان صديقاً للبابا كيرلس السادس لأنه منوفي بالدياته ..
كانت هذه هي الخريطة السياسية .. كل هذا انقلب حينما بدأت الألة الجهنمية للأعلام الأوروبي والأمريكي تغازل الرئيس الساداد والسيدة الفاضلة جيهان السادات بدأت بأختياره أشيك زعماء العالم وهذه حقيقة .... والقت الأضواء على ناحية الجمالية للسيدة جيهان السادات وطلاقتها اللغوية وثقافتها الريفية ورقة إحساسها وروح الودوده لكن هذا بدأ ينعكس سلباً على شعبية السادات الأولى التلقائية حتى قال التصريح الشهير عام الحسم وبرر عدم تنفيذ وعده بالضباب السياسي فأنطلقت أول مظاهرات الطلبة ضدة .. بل وتناولت الهتافات السيدة جيهان السادات ورددت الطلاب هتاف تقول كلماته ( حكم ديان ولا حكم جيهان ) ثم هدأت التظاهرات الطلابية وقامت مظاهرات لاحقة يوم 2 مايو 1972 طلب لقاء عام غير سابق الإخطار والتجهيز وفي هذا اللقاء تكلم الرئيس في مدرج كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية وكان يحضر اللقاء الدكتور عزيز صدقي رئيس الوزراء والفريق أول محمد صادق واللواء ممدوح سالم وزير الداخليه وفتح قله وكان بسيطاً للغاية فقال لهم أنه كان من الممكن أن أكون واحداً من الأسرة الجامعية فقد كنت أتنافس في الدراسة الثانوية على المركز الأول مع زميلي الدكتور حسن الشريف وزير التأمينات وقال لهم أن مظاهرات عام الضباب كنتم على حق أما المظاهرة الثانية فأنا مختلف معكم فيها .... وقال لهم أن المعركة مع إسرائيل معركة أجيال ... أنا ملتزم أمامكم أن تخرج إسرائيل من كامل سيناء بطريقة مشرفة .. لكن الباقي عليكم أنتم ..... وقال السادات أنا باعدكم أن اعيد في العام القادم بأن الله (يقصد عام 1973) قال ساعية تقلين العسكري في احتفالات 23 يوليو ويبدو أنه كان يقصد التسريب هذا الخبر لتغطية الموعد المبدئي المحدد للعبور حيث أنه حدد موعداً قبل قرار الحرب بما يقل من 90 يوماً وهذا غير مقبول في إعلان التعبئة العامة للحرب في عنف وشراسة حرب أكتوبر ! 
تغير السادات في الكثير من الأمور بأمر غير طبيعي عقب انتصار أكتوبر فأطاح بالجميع وقصف الأقلام وكانت الصدمة ........................ تابع الجزء (2)