الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حسن طلب يعود من جديد لـ"إنجيل الثورة وقرآنها"

الشاعر الدكتور حسن
الشاعر الدكتور حسن طلب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد تعليق طويل، يعود الشاعر الدكتور حسن طلب لكتابة الجزء الأخير من رباعيته "إنجيل الثورة وقرآنها" مستلهما ما شهدته البلاد من تضحيات قدمها الوطنيون المخلصون من الثوار ورجال الأمن، منذ ثورة يناير المجيدة وحتى اليوم. 
منذ "آية الميدان" الصادرة 2011 بدأ استكناه الشاعر لروح الثورة المقدسة، كما يشي عنوان الديوان، والذي اختارته أوبرا نمساوية تعبيرا عن ثورة مصر. وتبعها الشاعر بديوانيه المخطوطين "إصحاح الثورة" و"سورة الشهداء".
عاد حسن طلب كما يصرح لـ"البوابة نيوز" بعد أن امتلأت مسودات الديوان الرابع، لكن حالته لم تكن مهيأة تماما للكتابة، وكانت مشاغله قد أخذته ففقد الصلة بعالم مشروعه لتوثيق الثورة شعرا، حتى جاءته اللحظة التي يستعيد فيها الشاعر صلته بحروفه تماما كما بدأها. 
وعن الرموز المستقاة من العقيدة المسيحية، يتحدث الشاعر عن استلهام فكرة الأديان السماوية التي اجتمعت قيمها بالميدان مطالبة بالخير والعدل والحرية ضد الاستبداد. ولذلك خرجت العديد من القصائد لتعبر عن وحدة المصريين الحقيقية التي عكسها الميدان بطهره وبراءته، وقد أخفق الإخوان المسلمون في الحفاظ على تلك الروح فكتب عنهم حسن طلب "كفوا عن التضليل" ورفض استغلال الدين لأغراض سياسية، ضمن ديوانه الثالث بالمشروع والذي منحه اسم الشهداء.
والشاعر لا يعود لمشروعه من حيث انتهى،ولكنه يجري أيضا عملية تنقيح وإعادة قراءة بروح جديدة، فقد تغيرت أشياء كثيرة منذ ثورة يناير، وأصبحت دماء رجال الأمن تنهمر خلال زودهم عن الأرض، بالحدود والشوارع المصرية. لكن ديوانه لن يتوقف عند حدود القضايا الوطنية وسيذهب للمساحة الأثيرة العاطفية عن الحب حين يسمو على كل الصراعات، وقد تخيل محبوبته ثائرة بالميدان تصحبه وتختلف معه ويتفقان ويبقى الحب. 
وباعتباره أستاذا للفلسفة، سألناه إلى أيهما يميل الشعر أم الفلسفة، فانحاز حسن طلب للقصيدة. وهو يعتبر أن الروح الفلسفية جعلت شعره يميل للنظرة الثاقبة بجوهر الأشياء لا سطحها. وقد بحث عما يسميه بـ"فقه الثورة" الإنساني. وقد تعرض طلب من قبل لمصادرة ديوانه "آية جيم" وهو يشير بحديثه إلى أنه استعمل فيه أسلوب الصوت الشعري وليست به أية إساءة ولكنها آفة القراءة المتشددة للأدب.
وديوان "سفر الشهداء"، الذي يستعد الشاعر لنشره قريبا يقترب من مصائر الطغاة ومن روح ميادين الحرية، وفي قصيدة "تحققت المعجزة" يقول: أخيرًا تَحققتِ المُعجزه!ْ فأنعِمْ بميدانِنا: "شهدُ" قد أصبحتْ مركزَه!/أُخذْنا بزلزالِ هذا الجمالِ../فأيقظَنا الضوءُ بالهزْهَزهْ!.. صحَوْنا على غِرةٍ/فإذا قلبُ ميدانِنا جنةٌ.. ومَداخلُهُ مُنتزَه/إذا بدُخانِ القنابلِ فى جوِّ ميدانِنا /كالنسيمِ العَليلِ..فشكرًا لِشهدَ التى عطرتْ حيِّزَه/أخيرًا تجلَّتْ/فألقتْ- بغيرِ المقالِ- خِطابَ الجمالِ.. فما أوْجزَه!وأصغَى إليها الجميعُ..فما مِن هواتفَ محمولةٍ شغلتْهُمْ.. ولا أجهِزَه!
ويخبرنا الشاعر أنه يستعد لكتابة ثلاثية شعرية جديدة بداية من محاكمة الإخوان وما جرى بعد 30 يونيو.
ومن أحوال نشر دواوينه، لحال وزارة الثقافة، نرى الشاعر وهو يأسف لما وصلنا إليه، وهو يرى أن الحكومات المتعاقبة كانت تتعامل مع الثقافة بمنطق "سد الخانة" فتأتي بشخص لتجربه بالوزارة، وهو ما ينطبق أيضا على ما قيل بشأن نقل الثقافة الجماهيرية لوزارة التنمية الإدارية، وكأن الثقافة توصيلات مياه ونور وصرف، وهو خلط بين البنية التحتية، وبنية العقل والروح، وهذا ما يعيدنا سنوات للوراء. 
ويتساءل الشاعر: أين نحن من ثروت عكاشة الذي انتمى لنظام عبدالناصر، لكنه أيضا وبرغم كل العراقيل استطاع بناء اوبرا وكونسرفتوار وأكاديمية فنون وقصور ثقافة وهيئات آثار وامتدت أفكاره لتاخذ منحى دوليا حين استعان باليونيسكو لإنقاذ معابد أبوسمبل. وهل كُتب علينا أن نعيش بعصر حظيرة المثقفين التي ابتدعها فاروق حسني للابد، ففيها تقريب ومنح وسفر وبدلات للمقربين من السلطة واستبعاد لمن سواهم!
ويعود الشاعر وأستاذ الفلسفة ليؤكد أن الحرية المسئولة حين تكون في خطر فالبلد كلها في خطر، ويحذر من استمرار التربص بكل انتقاد حر شريف يستهدف صالح الوطن.