السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

صفقة القرن.. مصر تعيد ترتيب البيت الفلسطيني.. حماس تعلن حل اللجنة الإدارية.. والفصائل تجتمع بالقاهرة بحضور الرئيس أبو مازن

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي و الرئيس الفلسطيني محمود عباس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مشيدة بجهود القاهرة، أعلنت حركة حماس حل اللجنة الإدارية، والسماح لحكومة الوفاق الفلسطينية بالعمل داخل قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعقد قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غدًا الثلاثاء، لبحث أزمات المنطقة ومن بينها مكافحة الإرهاب، وحل القضية الفلسطينية، وفق مقترح حل الدولتين، وهي الصفقة التي أبرمها الرئيس السيسي مع نظيره الأمريكي في أبريل الماضي.
وبذلت كلًا من مصر والإمارات جهودًا كبيرة من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، وتوحيد الكلمة الفلسطينية تمهيدًا للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي، لاسيما في ظل إيجابية المناخ الدولي المناصر للحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور أيمن الرقيب، القيادي الفلسطيني بحركة فتح، أهمية قرار حماس بحل اللجنة الإدارية، والسماح لحكومة الوفاق الفلسطينية بالعمل داخل قطاع غزة، كونه يعيد توحيد الصف الفلسطيني ويعزز فرص قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967.
وقال الرقيب في تصريح خاص لـ«البوابة»، إن حل اللجنة الإدارية كان مطلب السلطة الفلسطينية والرئيس أبو مازن لوقف العقوبات التي أقرتها السلطة الفلسطينية على حماس، وقيام حماس بتفكيك اللجنة الإدارية يتبعه قيام الرئيس الفلسطيني بوقف العقوبات على القطاع والسماح بعودة الرواتب والغذاء والكهرباء والسماح لإسرائيل بضخ النفط للقطاع.
وأشار إلي دعوة أبو مازن إلى لقاء مرتقب بالقاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، يجمع كل الفصائل الفلسطينية بحضور الرئيس من أجل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني برعاية مصرية.

وأوضح السفير عاصم مجاهد، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أنه يجب النظر بحذر لقرار حماس حل اللجنة الإدارية، فحماس وعبر تاريخها السياسي، كانت دائمًا متقلبة وغير ثابتة في مواقفها أو حتى في علاقاتها مع الخارج.
ولفت مجاهد في تصريحات لـ"البوابوة"، إلى أن حماس كانت حليفًا قويًا للنظام السوري وانقلبت عليه، وكانت حليفا لإيران ولم تعد العلاقة بينهم على ما يرام، وعلاقاتها بقطر اليوم لم تعد آمنة في ظل توتر العلاقة بين الدول الفاعلة في المنطقة العربية، مصر والسعودية والامارات، وإمارة قطر بسبب دعمها للجماعات الارهابية.
وأشار إلى أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها قطاع غزة خاصة الاقتصادية، تقف وراء رغبة حماس في المصالحة، وأن التأكد من حسن النوايا يملي على حماس عدة خطوات تتبع تفكيك اللجنة الادارية، مثل السماح لحكومة رام الله بالعمل في القطاع والتمكين للحكومة من السيطرة على كامل غزة، وقبولها بإجراء انتخابات مشتركة، والتخلي عن السلاح لصالح السلطة الفلسطينية وهذه خطوة متقدمة.
وأكد مجاهد أن وحدة الصف الفلسطيني وتحقيق المصالحة بين حماس وفتح تحت مظلة السلطة الفلسطينية يخدم حل القضية الفلسطينية، لاسيما وأن المناخ الدولي يسير في اتجاه حل الدولتين واقامة دولة مستقلة للفلسطينيين.
وتوقع قطع حماس لعلاقاتها مع قطر وايران، فالأولى متهمة بدعم الإرهاب، والثانية على علاقة سيئة بواشنطن، ما من شأنه إعاقة حركة حماس المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الأوضاع الجديدة في المنطقة العربية، والتحالفات التي تمت مؤخرًا، مثل تحالف إسرائيل وأمريكا ضد قطر وإيران وتركيا، في ظل تعاون هذا الثلاثي، فضلًا عن التغييرات الجغرافية ما جعل غزة محاصرة، وليس لها قبلة غير مصر.
وأضاف صادق لـ"البوابة"، أن حماس اضطرت إلى ذلك بعد التدخل المصري، حيث كان لابد من المصالحة من أجل تهدئة الأوضاع، في ظل ما يدور بالمنطقة العربية، لافتا إلى أن الدور المصري كان عاملًا أساسيًا في تغيير الخريطة السياسية داخل فلسطين.
وتابع: "بعد الأزمة العربية مع قطر وتركيا، أصبحت مصر الحليف الأقوى، بينما أصبح أطراف المعادلة الآخرين في موقف صعف، فضلًا عن الأوضاع السياسية التي تعيشها تركيا وأدت إلي ضعف موقفها في فلسطين، وكل هذه الأسباب دفعت حماس إلي اللجوء للتفاوض مع مصر، لجعلها شريكًا أساسيًا في حل الأزمة الفلسطينية".