الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"السادات".. رجل الحرب والسلام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الذكرى الـ39 على توقيع اتفاقية السلام "كامب دايفيد" بين الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، بعد 12 يوما من المفاوضات بين الجانبين برعاية الرئيس الأمريكي -آنذاك- جيمي كارتر.
كانت المحاور الرئيسية للمعاهدة هي إنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بين الجانبين، وانسحاب إسرائيل من سيناء وضمان عبور السفن الإسرائيلية قناة السويس، واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية، فضلا عن شروط سيادة مصر على سيناء بعد عودتها إليها، غير أن المعاهدة لم تؤد لتطبيع كامل في العلاقات بين مصر وإسرائيل كما أثارت ردود فعل معارضة بمصر ومعظم الدول العربية وعقدت هذه الدول العربية مؤتمر قمة واتخذت الجامعة قرارًا بنقل مقرها من القاهرة إلى تونس.
محمد أنور السادات، هو الرئيس الثالث بعد ثورة يوليو وقيام الجمهورية، ولد عام 1918 في محافظة المنوفية وتحديدا قرية ميت ابو الكوم، والدته سودانية من أم مصرية تدعى ست البرين من مدينة دنقلا تزوجها والده حينما كان يعمل مع الفريق الطبي البريطاني بالسودان، وعاد الأب بعد فقدان وظيفته في السودان عقب اغتيال لي ستاك، ما ترتب عليه سحب القوات المصرية من السودان، وانتقل مع والدته وأشقائه إلى منزل صغير في كوبري القبة.
رغم صعوبة الحياة، استطاع إكمال تعليمه حتى حصل علي الثانوية عام 1936، وفى نفس السنة كان النحاس باشا قد أبرم مع بريطانيا معاهدة 1936، وبمقتضى هذه المعاهدة سمح للجيش المصري بزيادة عدده، وهكذا أصبح في الإمكان أن يلتحق بالكلية الحربية حيث كان الالتحاق بها قاصرا على أبناء الطبقة العليا، وبالفعل تم التحاقه بالأكاديمية العسكرية في سنة1937 وتخرج من الأكاديمية العسكرية عام 1938، حيث كانت فترة دراسته القصيرة استثنائية لدي الجيش.
بداية حياته السياسية
عقب تخرجه في الكلية العسكرية، حاول الثورة علي وضع البلاد في تلك الفترة بما لها من احتلال بريطاني وحكم العائلة المالكة، فبدا بعمل اجتماعات لبعض الضباط في غرفته بوحدته العسكرية بمنقباد، وانتقد وجود البعثة العسكرية البريطانية ومالها من سلطات مطلقة وأيضا على كبار ضباط الجيش من المصريين وانسياقهم الأعمى إلى ما يأمر به الإنجليز.
كما شهدت هذه الحجرة أول لقاء بين السادات وجمال عبد الناصر، وخالد محيي الدين، ورغم إعجاب السادات بالزعيم الهندي المهاتما غاندي، إلا أنه لم يكن مثله الأعلى، بل كان المحارب السياسي التركي مصطفى كمال أتاتورك، حيث شعر السادات بأن القوة وحدها هي التي يمكن من خلالها إخراج البريطانيين من مصر، وتغيير النظام الفاسد والتعامل مع الساسة الفاسدة، كما فعل أتاتورك في اقتلاع الحكام السابقين لتركيا.
تجربة السجن
أثرت تجربة السجن كثيرا في حياة السادات، حيث طرد من الجيش واعتقل وأودع سجن الأجانب عدة مرات، للاستيلائه على جهاز لاسلكي من بعض الجواسيس الألمان "ضد الإنجليز"، لاستغلاله لخدمة قضية الكفاح من أجل حرية مصر، وأمضى عامين (1942 - 1944) في السجن، ثم هرب منه حتى سبتمبر 1945، حين ألغيت الأحكام العرفية، وبالتالي انتهى اعتقاله وفقا للقانون.
وفى فترة هروبه، قام بتغيير ملامحه وأطلق على نفسه اسم الحاج محمد، وعمل تبّاعًا على عربة تابعة لصديقه الحميم حسن عزت، ومع نهاية الحرب وانتهاء العمل بقانون الأحوال العسكرية عاد السادات إلى طريقة حياته الطبيعية، حيث منزله وأسرته بعد ثلاث سنوات بلا مأوى.
سُجن السادات مرة أخرى لمدة ثلاث سنوات، عقب محاولته مع آخرين اغتيال أمين عثمان باشا، وزير المالية في مجلس وزراء النحاس باشا لأنه كان صديقا لبريطانيا، وكان من اشد المطالبين ببقاء القوات الإنجليزية في مصر، وكان له قول مشهور يشرح فيه العلاقة بين مصر وبريطانيا واصفًا إياها بأنها "زواج كاثوليكي بين مصر وبريطانيا لا طلاق فيه"، وتمت العملية بنجاح في السادس من يناير عام 1946 على يد حسين توفيق، وتم الزج بأنور السادات إلى سجن الأجانب دون اتهام رسمي له وخرج في نهاية عام 1948.
عودته للجيش
في عام 1950، عاد إلى عمله بالجيش بمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص بالملك فاروق، وفي عام 1951 تكونت الهيئة التأسيسية للتنظيم السري في الجيش والذي عرف فيما بعد بتنظيم "الضباط الأحرار" فانضم إليها. وتطورت الأحداث في مصر بسرعة فائقة بين عامي 1951 - 1952، فألغت حكومة الوفد معاهدة 1936 وبعدها اندلع حريق القاهرة الشهير في يناير 1952 وأقال الملك وزارة النحاس الأخيرة.
وفي ربيع عام 1952 أعدت قيادة تنظيم الضباط الأحرار للثورة، وفي 21 يوليو أرسل جمال عبد الناصر إليه في مقر وحدته بالعريش يطلب منه الحضور إلى القاهرة للمساهمة في ثورة الجيش على الملك والإنجليز. وقامت الثورة، وأذاع بصوته بيان الثورة وقد أسند إليه مهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك فاروق.
بعد الثورة
عام 1953 أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهورية وأسند إليه رئاسة تحرير هذه الجريدة. وفي عام 1954 ومع أول تشكيل وزاري لحكومة الثورة تولى منصب وزير دولة وكان ذلك في سبتمبر 1954. وكان عضوا في المجلس الأعلى لهيئة التحرير.
انتخب عضوًا بمجلس الأمة عن دائرة تلا ولمدة ثلاث دورات ابتداءً من عام 1957 وكان قد انتخب في عام 1960 أنتخب رئيسًا لمجلس الأمة وكان ذلك بالفترة من 21 يوليو 1960 حتي 27 سبتمبر 1961، كما أنتخب رئيسًا لمجلس الأمة للفترة الثانية من 29 مارس 1964 إلى 12 نوفمبر 1968.
وعين رئيسًا لمجلس التضامن الأفرو - آسيوي 1961. 
في عام 1969 اختاره جمال عبدالناصر نائبًا له، وظل بالمنصب حتى يوم 28 سبتمبر 1970.
رئاسة الدولة
عقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، تم تصعيده الي منصب رئيس الجمهورية، وقام بطرد الخبراء الروس من الجيش المصري، وفي عام 1973 اتخذ قرارا مصيريا بالحرب لاستعادة الارض المحتلة من اليهود، واستطاع الجيش وكسر خط بارليف وعبور قناة السويس وقاد مصر إلى أول انتصار عسكري على إسرائيل.
معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل
في 19 نوفمبر 1977 اتخذ الرئيس السادات قراره الذي سبب ضجة بالعالم العربي بزيارته للقدس، ليدفع بيده عجلة السلام بين مصرو إسرائيل. وقام عام 1978 برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض، وتحقيق السلام كمطلب شرعي لكل دولة، وخلال هذه الرحلة وقع اتفاقية السلام في كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
والاتفاقية هي عبارة عن إطار للتفاوض يتكون من اتفاقيتين الأولى إطار لاتفاقية سلام منفردة بين مصر وإسرائيل والثانية خاصة بمبادئ للسلام العربي الشامل في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان، وقد انتهت الاتفاقية الأولى بتوقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية عام 1979 والتي عملت إسرائيل على إثرها على إرجاع الأراضي المصرية المحتلة إلى مصر، وحصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن وذلك على جهودهما الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
اغتيل السادات يوم 6 أكتوبر عام 1980 أثناء مشاهدته للعرض العسكري في ذكرى النصر، ونفذ الاغتيال خالد الإسلامبولي الذي حكم عليه بالإعدام.