الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

السيسي على منصة الأمم المتحدة الثلاثاء.. الرئيس يُلقي كلمة عن مواجهة الإرهاب وإرساء السلام.. والجالية المصرية تستقبله بالأعلام وهتاف: "الجيش والشعب إيد واحدة"

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويلقي بيان مصر في تمام الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر الثلاثاء المقبل، العاشرة والنصف مساء بتوقيت القاهرة.
ويستعرض الرئيس في البيان رؤية مصر لمجمل أوضاع المجتمع الدولي، وكيفية إرساء دعائم السلام والاستقرار في العالم، فضلًا عن المواقف المصرية إزاء القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، وجهود مكافحة الإرهاب.
واستقبلت الجالية المصرية بنيويورك، الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمام مقر إقامته بالأعلام المصرية وهتافات "تحيا مصر" و"الجيش والشعب إيد واحدة" و"بنحبك يا سيسى" و"السيسى رئيسى".
ونظمت عدة جمعيات مصرية رحلات من الميادين العامة في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي لنقل مستقبلي الرئيس، بينما وزعت مطاعم وجمعيات أخرى وجبات غذائية مجانا، ابتهاجا بقدوم الرئيس.
ويشارك الرئيس في قمة مجلس الأمن حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ويلقي بيان مصر أمام القمة، لاستعراض الجهود المصرية في هذا الصدد كونها سابع أكبر دولة مساهمة في قوات حفظ السلام، حيث شاركت مصر في 37 بعثة أممية، بإجمالي قوات تجاوز 30 ألف فرد في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا. 
ومن المقرر أن يتضمن البيان موقف مصر من تطوير عمليات حفظ السلام الأممية، سعيًا للتوصل إلى رؤية متكاملة لمنع النزاع واستدامة السلام.
ويشارك الرئيس كذلك في الاجتماع الخاص بالوضع في ليبيا الذي تنظمه الأمم المتحدة، سعيًا لدعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة هناك.
وتشهد زيارة الرئيس إلى نيويورك أيضًا نشاطًا مكثفًا على المستوى الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، ومن المنتظر أن يعقد السيسي لقاءً مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى عدد من اللقاءات مع الشخصيات المؤثرة وذات الثقل بالمجتمع الأمريكي.
ويلتقى السيسي قيادات كبري الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وبيوت المال في إطار غرفة التجارة الأمريكية، فضلًا عن أعضاء مجلس الأعمال للتفاهم الدولي، ويستعرض الجهود والإنجازات التي تحققها مصر على الصعيد التنموي، وتطورات تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والنمو المستدام، فضلًا عن التعريف بالفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها المشروعات التنموية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر، والتي يمكن لمجتمع الأعمال الأمريكي المشاركة فيها.
ويتضمن جدول أعمال زيارة الرئيس إلى نيويورك لقاءات مكثفة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودولهم، فضلًا عن تبادل الرؤى ووجهات النظر إزاء تطورات الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ويشهد الشق رفيع المستوى من أعمال الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة الرئيس السيسي التي ستبدأ فعالياتها في 19 سبتمبر الجاري بمقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك الأمريكية، عقد قمة خاصة بمجلس الأمن الدولي، لمناقشة إصلاح عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة.
وتكتسب القمة أهمية خاصة لمصر في ضوء التقدير الدولي المتزايد للمساهمات المصرية في بعثات حفظ السلام بمكوناتها العسكرية والشرطية والمدنية، حيث تعد مصر سابع أكبر مساهم بقوات عسكرية في هذه البعثات.
ووفقًا لتقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات، فإن مصر في مقدمة الدول التي شاركت لدعم جهود الأمم المتحدة في عمليات حفظ السلام منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، ولا تزال تشارك بفاعلية كبيرة في هذه المهام.
وحظيت تلك المشاركة بالإشادة والتقدير من قبل الفريق كارلوس لوتاي، المستشار العسكري لإدارة حفظ السلام بسكرتارية الأمم المتحدة، خلال زيارته لمصر في سبتمبر 2017، وخصوصًا بالمستوى المتميز لعناصر القوات المصرية المشاركة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والدور الفاعل لها في دعم جهود الأمن والاستقرار وحفظ السلام بالعديد من الدول دورًا رئيسيًا ولعبت مصر دورًا رئيسيًا في تسوية الكثير من النزاعات منذ إنشاء الأمم المتحدة بصفتها عضوًا مؤسسًا في عدد كبير من المنظمات الدولية وعلى رأسها جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأشار تقرير هيئة الاستعلامات إلى أن أحد المجالات الأساسية المرتبطة بتسوية النزاعات، والتي احتلت مصر فيها موقعًا مميزًا هو مجال عمليات حفظ السلام، حيث دعمت مصر هذه العمليات منذ تأسيسها عام 1948، وكانت أول مساهمة مصرية في عمليات حفظ السلام في الكونغو عام 1960، ومنذ ذلك الحين ساهمت مصر في 37 مهمة لحفظ السلام بمشاركة 30 ألف من جنودها وضباطها تم نشرهم في 24 دولة في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
وتعتبر مصر حاليًا من الدول الرئيسية في عمليات حفظ السلام، حيث تساهم حاليًا بـ 2659 من أفراد الجيش والشرطة في تسع مهمات لحفظ السلام حول العالم، كما قدمت مصر أرواح 28 من أبنائها من أجل تحقيق السلام.
وتستضيف مصر مركز القاهرة الإقليمي لتسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا الذي أنشأته وزارة الخارجية المصرية عام 1994 وهو أحد مراكز التميز الأفريقية في مجال حفظ السلام.
كما قدمت مصر العديد من المبادرات التي تشهد على حيوية الدور المصري في السعي الجاد لتحقيق السلم والأمن الدوليين، ومن أبرزها مبادرة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وكذلك دورها في وضع قضية مكافحة الإرهاب على أجندة الأمم المتحدة، حيث لعبت مصر دورًا كبيرًا في تطوير دور الأمم المتحدة في هذا الملف بما في ذلك تطبيق إستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمحاربة الإرهاب.
ولم تقتصر مشاركة مصر في عمليات حفظ السلام بمناطق القارة الأفريقية فحسب، بل شاركت أيضًا في عمليات تمت في أوروبا، حيث شاركت مصر في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالبوسنة بكتيبة قوامها 700 جندي عام 1998.
كما شاركت مصر في عضوية مجلس تنفيذ السلام بالبوسنة والذي أنشئ بموجب مؤتمر لندن لإحلال السلام بالبوسنة في ديسمبر 1995، وشاركت أيضًا في عمليات حفظ السلام في سلوفينيا وجورجيا، إلا أن القسم الأكبر من المشاركات المصرية كان في القارة الأفريقية، ومنها المشاركة في قوات حفظ السلام في الكونغو أثناء الحرب الأهلية خلال الفترة من 1960-1961 بعدد (2) سرية مظلات بحجم 258 فردًا، كما شاركت في قوات حفظ السلام بالصومال بكتيبة مشاة ميكانيكية بحجم 240 فردًا في الفترة من ديسمبر 1992 إلى مايو 1993، وفى الفترة من مايو 1993 وحتى فبراير 1995 بلغ عدد القوات المصرية المشاركة بالصومال 1680 فردًا مكونة من قيادة لواء و3 كتائب مشاة ميكانيكي أوكل إليها حماية مطار مقديشيو وتدريب عناصر الشرطة الصومالية.
وفى الفترة من يونيو 1998 وحتى مارس 2000، قامت مصر بإرسال سرية مشاة ميكانيكية قوامها 125 فردًا ووحدة إدارية ووحدة طبية بحجم 294 فردًا وذلك ضمن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بأفريقيا الوسطى، كما شاركت في قوات حفظ السلام بأنجولا بـ 28 مراقبا عسكريا على فترات متباعدة خلال الأعوام 1991-1999، ومنذ اندلاع الصراع في إقليم دارفور بالسودان كانت القوات المصرية أولى القوات المشاركة في حفظ السلام في الإقليم، حيث أرسلت في أغسطس 2004 عدد 34 مراقبا عسكريا وثلاثة ضباط قادة وذلك ضمن قوات الحماية التابعة للاتحاد الأفريقي بدارفور، هذا بخلاف المشاركة ببعثة الأمم المتحدة بالسودان وتقدر بـ 1507 فرد يضاف إليهم 2375 فردًا من بعثة حفظ السلام في دارفور، بالإضافة إلى وحدة شرطة قوامها 140 فردًا، وغير ذلك من المشاركات الفعالة والهامة من أجل دعم الجهود الرامية لحفظ السلام.
كما أشار تقرير هيئة الاستعلامات إلى أن مصر تساهم حاليًا بـ 2569 من عناصر الشرطة والجيش الذين يعملون تحت لواء الأمم المتحدة في بعثات حفظ السلام الأممية المنتشرة في عدة مناطق ودول بالقارة السمراء وذلك في إطار استمرار الدور المصري في دعم الأمن والاستقرار داخل القارة الأفريقية، ومن هذه البعثات بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، والبعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور، وبعثة الأمم المتحدة في ليبيريا، وبعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان، بالإضافة إلى بعثة الأمم المتحدة في كوت ديفوار.
وتحرص القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية على الإعداد المتميز للعناصر المشاركة في هذه البعثات وتجهيزها إداريًا وفنيًا وتدريبيًا وفقا لأعلى المستويات، لأداء دورها الإنساني في دعم الأشقاء بدول القارة الأفريقية.
وأضاف تقرير هيئة الاستعلامات أن مصر قامت بإنشاء أحد أهم المراكز الإقليمية للتدريب الإقليمي على عمليات حفظ السلام وهو مركز القاهرة للتدريب على حل الصراعات وحفظ السلام في أفريقيا، وذلك في عام 1995 لتدريب نحو 200 طالب سنويًا من الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية والإنجليزية والبرتغالية بهدف تعزيز التعاون والتفاعل بين المجموعات اللغوية والثقافية في أفريقيا.
ويتعاون المركز تعاونًا وثيقًا مع آلية الاتحاد الأفريقي لمنع المنازعات وأيضًا مع عدد من مؤسسات حفظ السلام ومن بينها مركز بيرسون لحفظ السلام، كما قامت مصر باستضافة عدد من ورش العمل والندوات والتدريبات بشأن عمليات حفظ السلام بأفريقيا، هذا إضافة إلى مشاركات وزارة الداخلية المتعددة في مكون الشرطة المدنية ببعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
وكان لهذه المشاركات السابقة والمشاركات الأخيرة والحالية آثارها العميقة في تعزيز فوز مصر بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي عام 2015، كما أنها جنبت مصر أي مشاركات عسكرية بشكل منفرد في دول القارة الأفريقية، بالإضافة إلى تعظيم وتنمية القدرات العسكرية للقوات المصرية وحصولها على مزيد من الخبرات العسكرية في التعامل مع البيئات الأخرى المغايرة.