الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

في الذكرى الـ 86 لإعدام المجاهد الليبي عمر المختار.. إيطاليا تعود لطرابلس في ثوب استعماري جديد

المجاهد الليبي عمر
المجاهد الليبي عمر المختار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في عام 1911، وبعد أن أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية، وصلت القوات الإيطالية إلى سواحل مدينة بنغازي شرق ليبيا، في عام 1912 سلمت السلطة العثمانية ليبيا للاحتلال الإيطالي، وفق معاهدة وقعها الطرفان، عرفت بإتفاقية أوشي لوزان،.
وكانت إيطاليا ترى في ليبيا الشاطيء الرابع لروما، فالاستعمار الإيطالي لليبيا كان استعمارًا استيطانيًا قائمًا على النفي والإبادة ومصادرة الأراضي، وفي صحراء جغبوب جنوب شرق ليبيا ولد عمر المختار عام 1858، ونشأ في أسرة دينية محافظة، حيث حفظ القرآن حتى أصبح معلمًا للصبيان، ثم ترك التعليم بعد ذلك ليحشد لمعركة الجهاد ضد المستعمر الإيطالي، وكان في عقد الخمسينيات من عمره.
اعتمد المختار على الدولة المصرية كنقطة انطلاق للجهاد ضد الإيطاليين، واستطاع أن يجند العديد من المصريين ضمن صفوف المقاومة الليبية ووفرت له مصر كل أنواع الدعم اللوجيستي، وظل يقاتل الإيطاليين حتى تم القبض عليه عام 1931، بعد أن نجح المستعمر الإيطالي في تجفيف مصادر دعم المقاومة الإيطالية بضرب السلك الشائك على الحدود المشتركة بين مصر ليبيا.
أطلق عليه الليبيون لقب الأسد الشيخ، وشيخ المجاهدين، فلم يمنعه تقدم عمره من الجهاد ضد المستعمر وواصل الجهاد حتى بلغ عمره 72 عامًا عندما ألقت القوات الإيطالية القبض عليه ليعدم بمدينة سلوق أمام الشعب الليبي.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فتركيا التي دعمت الجماعات الإرهابية في ليبيا عقب سقوط القذافي، عام 1911، نجحت وبمساعدة قطر في إرباك المشهد الليبي بتعميق الفوضى والانفلات الأمني وتعزير حرب المليشيات، لتخلق مبررات لإيطاليا التي يفصلها 300 ميل بحري عن سواحل ليبيا للعودة مجددًا بأساطيلها البحرية، وقواتها البرية لتعسكر في ليبيا بذريعة مكافحة الهجرة غير الشرعية، كما وجد المستعمر الإيطالي العون من بعض الليبيين عام 1911، يجد اليوم أيضا العون والدعم من قبل بعض الفصائل وثيقة الصلة بأنقرة والدوحة، فالقوادة السياسية تبدو وكأنها جين تتوارثه الأجيال، وفي المقابل لم يظهر حتى اليوم عمر مختار جديد قادرا على جمع الليبيين حوله في مواجهة المؤامرات الخارجية التي تديرها أجهزة المخابرات الأجنبية وأذرعها الإرهابية التي تعبث بأمن واستقرار ومقدرات الشعب الليبي.