الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ديني لنفسي ودين الناس للناس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جملة بسيطة في لفظها وبنائها الكلمي، عظيمة في معناها الضمني ملتصقة فى أذهان المتذوقين للموسيقى كجزئية من قصيدة الحلاج الحُبية التى انتشرت بين الأوساط ولقت إعجابًا بينهم .
(الحسين بن منصور الحلاج) -رحمة الله عليه - أحد أعلام الصوفية الذى أُعدم على يد السلطان العباسى بعد أن ذاع عنه وعن سيرته الحيل والشعوذة كذبًا كانت أم صدقًا، ولكنه لقى حتفه شنقًا وحرقًا إثر الحرية الدينية والفكرية والمنهج والحب أيضًا .
أن الطرق الصوفية شتى وخصوصًا الطرق الصوفية الموجودة فى مصر بأوصولها الداعية لحرية العلاقة مع الله وعدم التقيد بأشياء معينة مقرونة بالزهد والتصوف تشترك مع فكرة الرهبنة في المسيحية في كثير من العقائد والإيمانيات مع الاحتفاظ بالطبع بالعقيدة الإسلامية. 
فالصوفية تجد طريقها لقلبى .. وبالتأكيد تلقى إعجابًا بين المسلمين والمسيحيين بغض النظر عن أن كانت في عيون البعض تنشذ بعض الشيء في الأذكار والحضرات والدروشة عن الطرق المعروفة والعبادات، ولكن الدخول في الأمور الدينية ليس هو المرمى والمرام لنا .
فكل واحد له علاقة خاصة يلتقى بها مع الله والدين، ودينه وعقيدته ليس من شأن أحد ! ولكن استعراض الطرق الصوفية على الصعيد السياسي المجتمعى هو الهدف بالتأكيد .
ولذا قلت في الصدارة إنها تلقى إعجابًا من المسلمين والمسيحيين،  بل في النفس البشرية عمومًا،  وخصوصًا في حرية المعتقد وقبول الآخر وعدم تكفيره و عدم بغية الآخرة خوفًا من النار فقط، بل المنهج المحب للجميع السلمي في أغلب الأحيان دون النظر لأي شواذ من القاعدة ..
وعندما نُشر مقال في (البوابة نيوز) بعددها الصادر يوم الثالث من سبتمبر الحالى على لسان الصوفية :- (الرئيس مؤيد من الله ) لم يكن ذلك تأويلا عنهم ولا مدحًا مبتذلا ولا عنوانًأ للاستجداء 
فمن يعرف المنهج الصوفي جيدًا، فهم يؤمنون مليًا أن الثورات ضد السلاطين والملوك ومعارضتهم ليست من صلب منهجهم، لأنهم يرون – من وجهة نظرهم- أن الله خلق الملك والرئيس والمرؤوس ووضع كل منهم في مكانه المناسب .. حتى وان كان ذلك يتعارض مع التيار المدني والمعارض ولكنها هى حقًا وجهه نظرهم !.
استكشاف الطرق الصوفية وأخذ منها ما يتوافق مع عقيدة كل إنسان هى – في رأيي –فكرة جديرة بالاعتبار فالمسيحى سيجد اشتراكًا عقائديًا في التصوف والزهد وإذلال النفس والتعفف،   والمواطن العادي سيجد طريقًا وفكرًا آخر غير السلفية - والتى هى أشد عداءً للصوفية - والإخوانية والتكفيرية التى تكبل المواطن العادي بأشياء معينة أن لم يفعلها فسوف يذهب إلى الجحيم،  وكلنا نعرف أن الطرق الدعوية لتلك التيارات ليست دينية، ولكنها ما هى إلا طرق لتكبيل المواطن عن كل شيء حتى تحريم العلاقة الحرة الحبية الخاصة بينه وبين الله لخلق نسخ (فوتو كوبى ) بشرية منا جميعًا حتى يسهل السيطرة على الشعب بل ويسوقوه . .. وإلى أن تشرق الشمس على مصر ولا تغرب أبدًا .