لم يشعر بالخوف والتراجع ولو للحظة، كان يعلم أن الملف شائك، وأن الجماعات الإرهابية ستكون له بالمرصاد، إلا أن ركائز حب الوطن المستقرة في أعماقه وسمات الشجاعة والإقدام التي تربي عليها قادت الشهيد إلي الايقاع بالمعزول محمد مرسي في قضية التخابر، إنه الشهيد العقيد محمد مبروك، شهيد الأمن الوطني؛ والشاهد الوحيد في القضية التخابر.
توصلت تحريات الضابط المقاتل إلى معلومات موثقة تشير إلى تورط المعزول مرسي وجماعته في قضية خيانة وتخابر ضد الوطن وهروب مساجين وادي النطرون. رفض الشهيد البطل التراجع وصمم على استكمال تحرياته ووضع المتهمين خلف القضبان، لينالوا جزاءهم جراء خيانة الوطن، ذاع صيته بين الضباط والقيادات بوزارة الداخلية وخارجها، ومن هنا استهدفته جماعات الظل وخفافيش الظلام، ووضعت خطة استراتيجية للتخلص منه.
وفي يوم الأحد 17 نوفمبر 2013، استهدفت العناصر المتطرفة الشهيد مبروك أثناء خروجه من منزله مستقلًا سيارته، وقاصدًا عمله بالقرب من تقاطع شارعي عباس العقاد وذاكر حسين بمدينة نصر، في دقائق معدودة فوجئ الشهيد العقيد محمد مبروك، بـ7 أشخاص ملثمين يستقلون سيارتين ملاكي بدون لوحات معدنية أمطروه بـ 12 رصاصة داخل جسده، منها طلقتان بالرأس، وطلقتان بالوجه، و6 طلقات بالصدر، وطلقة بالكتف اليسرى، ما أدى إلى استشهاده.
الشهيد المقدم محمد مبروك، من مواليد عام 1974 في منطقة الزيتون بمحافظة القاهرة، تخرج في كلية الشرطة عام 1995، وانتسب إلى جهاز مباحث أمن الدولة في عام 1997، ولحق بقطاع أمن الدولة بمدينة نصر حتى مايو 2011، وانتقل للعمل بجهاز الأمن الوطني بمديرية أمن الجيزة، وبعد 30 يونيو انتقل للعمل في جهاز الأمن الوطني الرئيسي. ردد العشرات من المواطنين هتافات مدوية عقب الانتهاء من مراسم تشييع جنازته.
رحل "الشهيد" عن عالمنا تاركًا وراءه 3 أطفال في عمر الزهور، وهم: زينة 14 سنة، ومايا 12 سنة، وزياد 9 سنوات
جدير بالذكر أن محكمة النقض أصدرت، اليوم السبت، حكمها في طعن الرئيس المعزول محمد مرسي، وآخرين، في قضية "التخابر مع قطر"، حيث أيدت الحكم الصادر بالسجن المؤبد ضده بتهمة التخابر.
