الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد إرضاع الكبير.. الفتاوى الشاذة تعود من جديد.. أبرزها تحريم البيض والفسيخ.. و"مضاجعة الوداع" و"تحية العلم" آخرها

الداعية أسامة القوصي
الداعية أسامة القوصي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم أن منصب الإفتاء له مكانته المرموق وشأنه العظيم في الإسلام، إلا أن الفتوى أصبحت مهنة من لا مهنة له، ففي الفترة الأخيرة شهدت الساحة انتشارا سريعا من الفتاوى الشاذة والمضطربة، والتي تبعد عن قيم ومعتقدات المجتمع والشرع أيضًا، لتهز المجتمع وتثير البلبلة، سواء من قبل غير المؤهلين الدخلاء على المهنة أو أصحاب القامات المعروفة.
فمع تطور القضايا والمستجدات العصرية وتشعبها وتداخلها، أصبحت الفتوى التي يلهث عليها بعض المحسوبين على العلماء من غير المؤهلين وغير المتخصصين، ليخدموا من خلالها مصالح جماعتهم وتنظيماتهم.
وكانت من الفتاوى الشاذة التي خرجت من أفواه العديد، تلك التي كانت أكثر ضجيجًا وصخبًا التي أطلقها الشيخ أبو إسحاق الحويني، حول قراءة الفاتحة على الميت، حيث أفتى أن عبارة اقرأ الفاتحة على المرحوم، من الأخطاء الشائعة لدى المسلمين، وأن هذا لم يثبت عن النبي "صلى الله عليه وسلم" وليس لها أصل في الشرع، إنما المشروع القراءة بين الأحياء للاستفادة.
وكانت فتوى الداعية أسامة القوصي، حول جواز رؤية الخطيب لخطيبته أثناء استحمامها كما فعل الصحابة حتى يتأكد من صلاحيتها للزواج الأمر الذي أثار غضب وسخرية المجمع في الوقت ذاته.
ولم تتوقف الفتاوى الشاذة عند هذا الحد بل تطاولت حتى وصلت إلى فتوى "إرضاع الكبير" التي أطلقها د. عزت عطية أستاذ الحديث بجامعة الأزهر عام 2007، وأباح فيها للمرأة العاملة أن تقوم بإرضاع زميلها في العمل منعًا للخلوة المحرمة، إذا كان وجودهما في غرفة مغلقة، وكذلك أن ترضع السيدة سائقها خمس رضعات مشبعات مما يبيح الخلوة ولا يحرم الزواج، وانتهت بعقد مجلس تأديب داخل جامعة الأزهر بعد أشهر من إطلاق الفتوى وعزل الدكتور عزت عطية.
واستمرارا لمسلسل الفتاوى المثيرة قد أباح الشيخ جمال البنا، القبلات بين غير المتزوجين كحل لتعنت الأهالي في إتمام الزواج بسبب الشروط المادية المكلفة، مما أثار لغطًا كبيرًا داخل المجتمع ودفع علماء الأزهر إلي مهاجمته والتأكيد أن مثل هذه الفتاوى تشيع الفاحشة في المجتمع ولابد من سحبها والاعتذار عنها.
ولم يتراجع الشيخ جمال البنا عنها ولكنه أصدر كتابًا بعنوان "قضية القبلات وبقية الاجتهادات"، وأوضح فيه فتواه وما يقصد منه، وأكد أن الإسلام لم يعتبر القبلات من كبائر الذنوب مثل الزنا، بل من الصغائر التي تعالج بالحسنات.
وكان للشيخ جمال البنا العديد من الفتاوى الأخرى التي أحدثت ضجة في المجتمع، منها عدم فرضية الحجاب وهي الفتوى التي كانت ومازالت محل نقاش وخلاف رغم رأي الأزهر ودار الإفتاء الثابت بشأنها حيث يؤكد فرضيته.
لم تتوقف الفتاوى على التعدي على ثوابت الأمة، بل وصلت حد الاحتفالات والعادات المصرية، التي لم تحدث غضبًا في المجتمع بقدر ما أثارت سخرية المجتمع، منها ما أفتى به الشيخ السلفي أبو إسحاق الحويني بحرمانيه الاحتفال بشم النسيم واعتبره مشاركة للمشركين في أعيادهم، بل ووصل الأمر إلي وصف المحتفلين به بـ"المغفلين"، الذين يحق أن يضرب عليهم الذل والعار بسبب أفعالهم، كما أفتي بتحريم بيع "البيض والرنجة والفسيخ" باعتبارهم أدوات للاحتفال بشم النسيم، وأكد أن من يبيعهم "آثم".
كما أثارت فتوى الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، حول عدم دفاع الرجل عن زوجته في حال تعرضها للاغتصاب، إذا كان ذلك سيعرض حياته للخطر، وهو ما أثار غضب وحفيظة المجتمع بسبب اصطدام الفتوى مع قيم وأخلاق المصريين.
وأوضح برهامي في فتواه التي نشرت على موقع "أنا السلفي" التابع للدعوة السلفية، أن حماية النفس مقدمة على حماية العرض وأنه إذا كان هناك إمكانية للزوج أن يدافع عن زوجته أو غيرها لا بد أن يفعل ذلك إذا لم يكن هناك خطر على الحياة، وهي الفتوى التي رفضها الأزهر وأكد أن المسلم ليس "خسيسا".
وعلي مدار الـ24 ساعة الماضية، خرجت فتويان مثيرتان للجدل، منها فتوى الدكتور صبري عبد الرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بالأزهر، فيما يعرف بـ"معاشرة الوداع"، حيث أجاز للرجل أن يجامع زوجته المتوفاة، دون أن يتهم بزنا أو يتعرض لعقوبة أو توقيع حد، كونها ما زالت في حكم الزوجة رغم الوفاة.
كما خرج الداعية السلفي، سامح عبد الحميد، بفتوى تحرم الوقوف لتحية العلم، وذلك تعقيبًا على قرار التعليم العالي بتطبيقها في أول أيام الدراسة بالجامعات، لتظل القضية بحاجة إلي تطبيق عاجل لمشروع القانون الذي يناقشه البرلمان.