السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

فؤاد المهندس.. الكوميديان الراقي

فؤاد المهندس
فؤاد المهندس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يُعد الراحل فؤاد المهندس من أعرق الشخصيات الفنية المخضرمة في تاريخ السينما المصرية، حيث أسس بخانات المدارس التمثيلية مدرسته الخاصة والتي حملت اسمه ولُقب علي أثرها بـ"مهندس الكوميديا المصرية"، ولما لا فهو الابن النجيب لمدرسة نجيب الريحاني الفنية، حيث عمل لفترة طويلة بفرقته وعقب وفاة الريحاني تكونت فرقة أخرى تحت اسم "ساعة لقلبك" ضمت عددًا كبيرًا من نجوم الكوميديا في مصر وكان المهندس أحد أبطالها والتي شكلت انطلاقته القوية فيما بعد.
هذا الأمر دفع المخرج المسرحي الشهير السيد بدير لترشيحه لبطولة مسرحية "السكرتير الفني" أمام الفنانة شويكار، وحققت وقتها نجاحًا ضخمًا حيث برع المهندس في أداء شخصية "ياقوت أفندي" التي طالما حلم المهندس أن يؤديها لتقاربها الشديد من مش الشخصيات التي كان يقدمها أستاذه الريحاني، هذا النجاح الضخم للمهندس حاولت السينما أن تستثمره لصالحها في تلك الفترة، ولكنها لم تكافئ المهندس بشكل جيد في البداية فكانت نوعية الأعمال التي تقدم خلال ذلك الوقت تحمل طابعًا دراميًا، فلم يجد المهندس نفسه وسط عمالقة الدراما سوى بأدوار البطولة الثانوية وهي الشخصيات التي طالما كانت ملازمة للبطل الرئيسي وتقوم بتطليف الأجواء لاعتمادها على حسها الفكاهي، فقدم عدد من الأعمال علي هذه المنوال أبرزها “الأرض الطيبة” لكمال الشناوي، و”بين الأطلال” لعماد حمدي، و”أميرة العرب” لرشدي أباظة، و”نهر الحب” لعمر الشريف، و”ألمظ وعبده الحامولي” لعادل مأمون ووردة، و”الشموع السوداء” لصالح سليم ونجاة.
المخرج الراحل فطين عبدالوهاب كان له رأي مخالف في فؤاد المهندس، وقام بترشحيه لبطولة فيلم "عائلة زيزي" الذي شكّل انطلاقة حقيقية وقوية للمهندس بأدوار البطولة المطلقة في السينما، بعدما توافقت كيمياؤه الخاصة بكيمياء الفنانة شويكار، واللذين شكلا ثنائيا قويا، فقدم معها عددًا كبيرًا من الأعمال أشهرها “اعترافات زوج” و”هارب من الزواج” و”اقتلني من فضلك” و”زوجة من باريس” و”غرام في أغسطس” و”الراجل ده حيجنني” و”أخطر رجل في العالم” و”مدرسة المراهقين” و”أرض النفاق” و”مطاردة غرامية” و”شنبو في المصيدة” و”العتبة جزاز” و”سفاح النساء” و”جريمة الأربع".
بجانب كونه كوميديانا راقيا إلا أنه كان إنسانًا نبيلًا مخلصًا لمجتمعه ولم يكن في عُزلة عنه، فهو دائمًا ما كان مهمومًا بقضاياه وحرص علي إدخال السرور والبهجة من خلال الابتسامة الصداقة علي وجوه جمهوره العريض علي مدار عقود وأجيال طويلة، وحصل المهندس على جائزة الدولة التقديرية، وتوفى في 16 سبتمبر 2006 بعد معاناة طويلة مع مرض الكبد عن عمر يناهز 82 عامًا.