الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

الفتاوى الشاذة.. رحلة جدل لا تنتهي بقانون

ذذ

الشيخ ياسر برهامي،
الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم أن منصب الإفتاء له مكانته المرموقة وشأنه العظيم في الإسلام، إلا أن الفتوى أصبحت مهنة من لا مهنة له، ففي الفترة الأخيرة شهدت الساحة انتشار الكثير من الفتاوى الشاذة والمضطربة، والتي لا تتوافق مع قيم ومعتقدات المجتمع والشرع أيضًا، لتهز المجتمع وتثير البلبلة، سواء من غير المؤهلين الدخلاء على المهنة أو أصحاب القامات المعروفة.
ومع تطور القضايا والمستجدات العصرية وتشعبها وتداخلها، أصبحت الفتوى التي يلهث عليها بعض المحسوبين على العلماء من غير المؤهلين وغير المتخصصين، ليخدموا من خلالها مصالح جماعاتهم وتنظيماتهم.
من الفتاوى الشاذة التي كانت أكثر ضجيجًا وصخبًا أطلقها الشيخ أبو إسحاق الحويني، حول قراءة الفاتحة على الميت، حيث أفتى أن عبارة اقرأ الفاتحة على المرحوم، من الأخطاء الشائعة لدى المسلمين، وأن هذا لم يثبت عن النبي "صلى الله عليه وسلم" وليس لها أصل في الشرع، وإنما المشروع القراءة بين الأحياء للاستفادة.
كما أثارت فتوى الداعية أسامة القوصي، حول جواز رؤية الخطيب لخطيبته أثناء استحمامها كما فعل الصحابة حتى يتأكد من صلاحيتها للزواج غضب وسخرية الجميع في الوقت ذاته.
ولم تتوقف الفتاوى الشاذة عند هذا الحد، بل تطاولت حتى وصلت إلى فتوى "إرضاع الكبير" التي أطلقها د. عزت عطية أستاذ الحديث بجامعة الأزهر عام 2007، وأباح فيها للمرأة العاملة أن تقوم بإرضاع زميلها في العمل منعًا للخلوة المحرمة، إذا كان وجودهما في غرفة مغلقة، وكذلك أن ترضع السيدة سائقها خمس رضعات مشبعات مما يبيح الخلوة ولا يحرم الزواج، وانتهت بعقد مجلس تأديب داخل جامعة الأزهر بعد أشهر من إطلاق الفتوى وعزل الدكتور عزت عطية.
واستمرارا لمسلسل الفتاوى المثيرة أباح الراحل جمال البنا، القبلات بين غير المتزوجين كحل لتعنت الأهالي في إتمام الزواج بسبب الشروط المادية المكلفة، مما أثار لغطًا كبيرًا داخل المجتمع ودفع علماء الأزهر إلي مهاجمته والتأكيد أن هذه الفتاوى تشيع الفاحشة في المجتمع ولابد من سحبها والاعتذار عنها.
ولم يتراجع جمال البنا عنها ولكنه أصدر كتابًا بعنوان "قضية القبلات وبقية الاجتهادات"، أوضح فيه تفاصيل فتواه وما يقصده منها، وأكد أن الإسلام لم يعتبر القبلات من كبائر الذنوب مثل الزنا، بل من الصغائر التي تعالج بالحسنات.
وكان لجمال البنا فتاوى أخرى أحدثت ضجة في المجتمع، منها عدم فرضية الحجاب وهي الفتوى التي كانت ومازالت محل نقاش وخلاف رغم رأي الأزهر ودار الإفتاء الثابت بشأنها حيث يؤكد فرضيته.
لم تتوقف الفتاوى على التعدي على ثوابت الأمة، بل وصلت الى الاحتفالات والعادات المصرية، التي لم تحدث غضبًا في المجتمع بقدر ما أثارت سخرية المجتمع، منها ما أفتى به الشيخ السلفي أبو إسحاق الحويني بحرمانيه الاحتفال بشم النسيم واعتبره مشاركة للمشركين في أعيادهم، بل ووصل الأمر إلي وصف المحتفلين به بـ"المغفلين"، الذين يحق أن يضرب عليهم الذل والعار بسبب أفعالهم، كما أفتى بتحريم بيع "البيض والرنجة والفسيخ" باعتبارها أدوات للاحتفال بشم النسيم، وأكد أن من يبيعها "آثم".
كما أثارت فتوى الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، حول عدم دفاع الرجل عن زوجته في حال تعرضها للاغتصاب، إذا كان ذلك سيعرض حياته للخطر، غضب وحفيظة المجتمع بسبب اصطدام الفتوى مع قيم وأخلاق المصريين.
وأوضح برهامي في فتواه التي نشرت على موقع "أنا السلفي" التابع للدعوة السلفية، أن حماية النفس مقدمة على حماية العرض وأنه إذا كان هناك إمكانية للزوج أن يدافع عن زوجته أو غيرها لا بد أن يفعل ذلك إذا لم يكن هناك خطر على الحياة، وهي الفتوى التي رفضها الأزهر وأكد أن المسلم ليس "خسيسا".
وعلى مدار الـ24 ساعة الماضية، خرجت فتويان أثارتا الجدل، منها فتوى الدكتور صبري عبد الرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، فيما يعرف بـ"معاشرة الوداع"، حيث أجاز للرجل أن يجامع زوجته المتوفاة، دون أن يتهم بزنا أو يتعرض لعقوبة أو توقيع حد، كونها ما زالت في حكم الزوجة رغم الوفاة.
كما خرج الداعية السلفي، سامح عبد الحميد، بفتوى تحرم الوقوف لتحية العلم، وذلك تعقيبًا علي قرار وزارة التعليم العالي بتطبيقها في أول أيام الدراسة بالجامعات، لتظل القضية بحاجة إلي تطبيق عاجل لمشروع القانون الذي يناقشه البرلمان.