الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شنطة حمزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا ديمقراطية بدون معارضة وكلما كانت المعارضة قوية كان النظام قويا، والنظام الذى لا يجد معارضة عليه أن يصنعها، هكذا فعل السابقون الذين أدركوا أهمية اكتمال المنظومة فصنعوا معارضة كرتونية، المعارضة التى أعنيها هنا ليست شلة الشتامين الذين يقوضون الإنجازات، أو المرتزقة الذين يهاجمون مقابل أجر، المعارضة الحقيقية هى التى تشتبك مع النظام من أجل هدف واحد.. هو بناء الدولة، معارضة إذا انتقدت.. تسوق الأدلة، وإذا هاجمت تأتى بالبدائل، والنظام والمعارضة يجتمعا على رؤية واحدة إذا كانت الظروف استثنائية تُحتم الترابط والتكاتف، ومن لم يدرك أن ما تمر به مصر استثنائيًا.. عليه أن ينضم إلى شلة الشتامين والمرتزقة، المعارضة الحقيقية التى لا تخلو من الهوى أو المصالح الشخصية غير موجودة، اللهم إلا فى أشخاص يتسع لهم صدر النظام بعد أن أيقن صدق نواياهم، بل إنه يتواصل معهم كلما كان هناك لبس يستدعى توضيح الصورة. 
ما سبق ما هو إلا مدخل للحديث عن جبهة «التضامن للتغيير» التى أسسها المهندس ممدوح حمزة ومعه شلة من المشتاقين، من حق حمزة وحازم عبدالعظيم أن يعارضا هما ومن حولهما، وسوف ننتظر آراءهم ونتوقف أمامها ونعمل على إيصالها لمن يهمه الأمر، لكن هذا يتوقف على صدق معارضتهما. هل هذه الجبهة صادقة النوايا.. تتوحد فى أهدافها مع النظام لبناء الدولة؟ هذا السؤال إذا طرحته على المواطن البسيط سوف يبادلك بالنفى القاطع، ممدوح حمزة.. رجل تفوق مصلحته الشخصية أى شىء آخر، وأتحدى أن يمتلك القدرة على السير فى الشارع والإعلان عن شخصيته. فإذا أفلت من أيدى المواطنين.. لن يخرج من الشارع سليمًا إذا أعلن عن جبهته. صورة حمزة وهو يحمل «شنطته» ويتجول فى ميدان التحرير أثناء أحداث يناير ٢٠١١ ما زالت راسخة فى عقول المصريين، وتحويل منزله وكرًا لمرتزقة ٦ إبريل.. معلومة لم تعد تخفى على أحد، ولو كان حمزة حصل على ما يطمح إليه من مصالح شخصية لرأيناه يتغنى بالسيسى وقراراته وإنجازاته، هو بدأ كذلك بالفعل ثم انقلب مثل غيره من الذين تحطمت أحلامهم فى تحقيق مصالح شخصية، ماذا لو أسندت الدولة لشركة ممدوح حمزة مشروعات فى العاصمة الإدارية؟ وماذا لو تحول وهمه إلى حقيقة وأختير وزيرًا للإسكان؟ هل كنا نسمع منه سوى التغنى بالسيسى وإنجازاته وقراراته؟
أما حازم عبدالعظيم، فوجد ضالته فى ممدوح حمزة بعد أن انقلب هو الآخر رأسًا على عقب عندما فشل فى تحقيق ما يطمح إليه. أعلم أن ممدوح حمزة طلب إسناد بعض المهام لشركته، لذلك لم تفاجئنى جبهته أو وثيقته، خاصة أننى على دراية ببعض تفاصيل لقاءاته مع شلة المشتهين، وأعرف أن أحد الحضور نصحهم بأن يتواروا لأن الشعب لن يقبلهم ولن يقتنع بهم لأنهم من وجهة نظره سعوا لتخريب الوطن أثناء أحداث يناير ٢٠١١ عندما قاموا بتمويل عصابات المرتزقة فى الشوارع والميادين، ممدوح حمزة سعى لاستقطاب العديد من الشخصيات لكنه فشل، وها هو يزج باسمى عمرو موسى ومحمد أبوالغار فى جبهته لكنهما كذبا ما جاء فى بيان الجبهة ونفيا معرفتهما بالجبهة نفسها. أهواء حمزة ومصالحه الشخصية أصبحت عارا يطارده، كما أصبح هو شخصيًا عارا على المعارضة التى تبنى الدولة لا التى تعيش على أشلائها.