لجأ عدد كبير من الصينيين إلى القرى التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية، وفي مقدمتها شبرا ملس الشهيرة بزراعة وصناعة الكتان، للتجول بها ومعرفة كيف يزرع المصريون الكتان واكتساب الخبرة منهم، فجاءوا إلى القرية يريدون تعلم فن الزراعة والصناعة للكتان فقط لسماعهم عن قرية شبرا ملس كأشهر القرى بمصر التي تزرع الكتان وتعمل على صناعته وتصديره للخارج لبعض الدول، فحرصت الدولة الصينية على إرسال بعض المتخصصين لديها لسنتين كاملتين وإقامتهم بالقرية والالتفاف حول المزارعين لاكتساب خبرتهم، وبالفعل وبعد أن قاموا بالمعايشة داخل القرية وعلى الأراضي الزراعية ومتابعة الزراعة قاموا بالاتجاه إلى الصنايعية لتعلم التعطين والفرز وفي أثناء جولتهم في القرية والأرض التي بها ماء التعطين اقترح أحد الصنيين على الفلاحين المصريين بدلا من أن يضعوا الكتان ١٢ يومًا وأسبوعين بماء ساقع، وضعه في ماء ساخن أو دافئ، وبالتالي يأخذ من ٤ إلى ٥ أيام أو أسبوع لكسب الوقت بدلا من الانتظار، فرحب أهل القرية بالفكرة وقاموا بتنفيذها، ثم عاد الصينيون إلى بلدهم ونفذوا كل ما تعلموه، بل وطوروا من أنفسهم وقاموا بشراء ماكينات جديدة أفضل من التى راؤها ولم يخبروا بها أهل القرية لأن هدفهم أن يكونوا الأفضل على المستوى المحلي والعالمي، وبالفعل بدأوا التصدير بعد أن كانوا يستوردونه من القرى.
أضاف محمد عبدالله مزارع بالقرية: «بالنسبة للصينيين الذين يتوافدون على القرية، وإن أصبح عددهم قليلا جدًا هذه الأيام قياسا بالسنوات الماضية، فهم بمجرد نزولهم قريتنا اختلطوا بالمزارعين والعمال حتى صاروا محترفين وأصحاب خبرة، بل إنهم امتازوا بالدقة والحكمة العالية والنظام وأتوا بخبرات متعددة من بلادهم، لأن الصين من البلدان القديمة التي كانت تزرع الكتان وأدخلوا ماكينات متطورة، حتى أنهم طلبوا في الكتان مواصفات خاصة، من حيث طوله ودرجة لونه ونقائه، حتى تتم الموافقة عليه وتصديره للخارج.