الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عمر المختار.. شيخ المجاهدين

عمر المختار
عمر المختار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شارك ببطولاته في كتابة قصة كفاح الشعب الليبي البطل، أمام عدوان إيطاليا منذ مجيئهم إلى برقة وطرابلس حتى وقت خروجهم منها مقهورين؛ ففي الأيام الأولى لانتشار خبر اعتداء الطليان على برقة وطرابلس التحم مع العدو ليشارك في كتابة سطور ملحمة البطولة، إنه شيخ المجاهدين عمر المختار المولود لأبوين مؤمنين 1858م في بلدة البطنان ببرقة، وقد توفي والده وهو في طريقه إلى مكة لأداء فريضة الحج.
تولى عمر المختار قيادة "الجبل الأخضر" ثم أسندت إليه القيادة العامة للمجاهدين، ولم يتردد البطل في قبولها، فشكل جيشا وطنيا جعل من خطته التزام قهر العدو وإفشال مخططاته للانتشار في البلاد، حتى إذا خرج الطليان من مراكزهم انقض المجاهدون عليهم فأوقعوا بهم وحصلوا منهم على أسلحة كثيرة كانت عونًا لهم في مواصلة التصدي للمعتدين على بلادهم.
ومع الهجمات المتلاحقة للمختار حاول الطليان استمالته وعرضوا عليه عروضًا سخية من الأموال الطائلة، وأغروه بالجاه والمال، ولكنهم لم يفلحوا، واستطاع الطليان بعد احتلال الجغبوب عام 1927م أن يقطعوا السبل بين المجاهدين في الجبل الأخضر وبرقة وبين مصر من الناحية الشرقية، وبين مراكز السنوسية الباقية في الجنوب فوضعوا المختار والمجاهدين في عزلة تامة في الشمال.
إلا أن هذه العزلة لم تمنع المختار من مواصلة جهاده لتحرير أرض بلاده والتصدي لتعديات المحتل الإيطالي، فظل يشن الغارة بعد الغارة على درنة وما حولها، حتى أرغم الطليان على الخروج بجيوشهم لمقابلته فاشتبك معهم في معركة شديدة حقق فيها نصرًا مبينا.
وبعد مشوار طويل من الكفاح، والدفاع عن الأرض بغية الحرية لبلاده، ذهب المختار كعادته مع عدد قليل يقدر بأربعين فارسًا، يستكشف مواقع العدو، ويتفقد مراكز إخوانه المجاهدين، ومر بواد صعب المسالك كثير الغابات، عرفت به القوات الإيطالية بواسطة جواسيسها، فأمرت بتطويق الوادي، فما شعر المختار ومن معه إلا وهم بي يدي العدو، ودارت معركة، وعلى الرغم من كثرة عدد العدو واحتياطاته فقد تمكن "المختار" ورجاله من خرق صفوفه ووصلوا إلى غربي سلطنة، ففاجأتهم قوة طليانية أخرى، وكانت ذخيرتهم على وشك النفاد، فاشتبكوا في معركة جديدة قتل فيها جميع من بقي مع المختار، وقتل حصانه أيضا ووقع عليه، فتمكن من التخلص من تحته، وظل يقاوم وحده إلى أن جرح في يده، وتمكنت قوات الاحتلال من القبض عليه وإيداعه السجن في بنغازي.
وفي قاعة المحكمة الصورية التي أعدت المشنقة قبل بدئها بيوم، كُبل "المختار" بالقيود وحوله الحرس من كل جانب، استغرقت المحاكمة من بدئها إلى نهايتها ساعة واحدة وبضع دقائق، وصدر الحكم بإعدام المختار، فرد على الحكم بقوله تعالى: "إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".
وفي صباح مثل هذا اليوم 16 سبتمبر من عام 1931م نفذت قوة الاحتلال الإيطالي حكم الإعدام شنقا في شيخ المجاهدين عمر المختار بعد أن مثل كابوسًا مرعبًا لجنود إيطاليا وقادتها.