الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الشيخ خالد الجندي ومنتقدوه ومشاهدوه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أتابع بشغف حلقات البرنامج اليومى «لعلهم يفقهون» على شاشة قناة DMC، والذى أراه البرنامج الوحيد الأنفع للمشاهدين بين جملة البرامج التى تقدمها هذه القناة، فالمناقشات التى تدور بين رجال الدين الذين يشاركون فى تقديم الحلقات، مع الشيخين خالد الجندى ورمضان عبدالمعز، اللذين يتبادلان ويتشاركان فى تقديم البرنامج، إنهم يطرحون قضايا فقهية مهمة بأسلوب مبسط يخاطب قلوب وعقول المشاهدين المتعطشين لمعرفة أمور دينهم ودنياهم، معرفة سليمة وسطية ترسخ سماحة وعظمة وبساطة ديننا الحنيف.
وأظن أن الحلقات التى تطرح فيها الآراء الفقهية المختلفة، تشكل إضافة مهمة ومطلوبة للناس، خاصة بعدما امتلأت الساحة بآراء كثيرين من المدعين والمحسوبين خطأ على رجال الدين والمشايخ.
المهم.. علمت أن الشيخين عبدالمعز والجندي، توجها لأداء فريضة الحج، وانتظرت بشغف أن يعودا لإثراء وجداننا بمعايشاتهما لحجاج بيت الله الحرام، ووقوفهما بين ضيوف الرحمن على الصعيد الطاهر.
وعاد الشيخ عبدالمعز، الأسبوع الماضي، فى أولى حلقاته بعد أداء الفريضة، بوجه مشرق وبنفس أكثر سماحة، وروى ذكريات وأجاب عن استفسارات وأسئلة الكثير من المشاهدات والمشاهدين، وأظن أنه نجح فى نقل جرعة إيمانية رائعه لمشاهديه عن الركن الأعظم من أركان الإسلام.
وفى اليوم التالى عاد الشيخ خالد الجندى من الأراضى الحجازية، وكان على العكس تماما، بدا الشيخ الجندى محملا بغصة عميقة، متأثرا بتحقيق صحفى نشرته إحدى الصحف العربية عن خيام الحجاج المصريين الأغنياء فى البقاع المقدسة، المكدسة بصنوف الرفاهية المختلفة فى التجهيزات والتكييفات وفى الأطعمة والفواكه والحلويات المختلفة الأشكال والأنواع والألوان، وزادت الجريدة وقالت إن مظاهر الغنى والبذخ فى خيام أولئك الحجاج المصريين الأغنياء، شملت أيضا الاستعانة بدعاة من أمثال الشيخ خالد الجندي، وبالطبع تناولت مواقع التواصل الاجتماعى محتوى التحقيق الصحفى بتوسع شديد ما زاد من غضب الشيخ.
انفعال الشيخ الجندى حيال ذلك التحقيق الصحفى استغرقه تماما وأخرجه عن سماحته المعهودة، ونسى تماما أن ينقل لنا، نحن مشاهديه، خواطر وملاحظات ونصائح الرحلة المقدسة، وظل خلال المساحة الأكبر من الحلقة، يهاجم الصحيفة التى نشرت التحقيق الموسع عن خيام الحجاج الأغنياء المصريين، معددا ميزات الغنى والممارسات التى رصدتها الصحيفة، واعتبرتها بذخا وتجاوزا فى الإنفاق، معلنا أنه أخذ كورسا مكثفا من الفقر، منذ أيام الجلابيب الكستور، بحد قوله، ولمدة تجاوزت أربعين عاما، وقال إنه آن الأوان أن ينعم بالغنى والرفاهية.
وأقول للشيخ خالد الجندى، لقد تجاوزت يا مولانا، وأضعت أمل مشاهديك فى الاستزادة من النفحات الإيمانية التى كانوا ينتظرونها منك بعد عودتك من الأراضى المقدسة.
يا مولانا، إنى أحبك فى الله، وأحسب أن مشاهدين كثر مثلى كذلك، وكان الأجدر بك أن تجلس إلى نفسك، وأنت طليق اللسان والقلم، وتكتب ردا مصححا ومراجعا وربما مكذبا لما ورد بالتحقيق الصحفى الذى أغضبك، وترسله إلى الجريدة التى نشرته.
يا مولانا.. ما ذنبنا نحن مشاهديك ومريديك كى تدخلنا فى قضية خاصة بك، ما ذنب الراغبين فى الاستزادة من خفايا الأمور الفقهية الحياتية كى يسمعوك وأنت تتباهى بالبذخ والغني.
يا مولانا.. يا مولانا.. نحن لا ننقدك بقدر ما نعتب عليك عتاب المحبين التواقين لأطروحاتك وزملائك فى قضايا الدين والحياة.