السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"حلم الخلافة".. الدولة "مدنية" في الإسلام

الدكتور سعد الهلالي،
الدكتور سعد الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الهلالي»: التجارة بالدين قدمت الإسلام على أنه مشروع اقتصادي
قال الدكتور سعد الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الإسلام لم يحدد أي شكل للدولة، وإنما ترك الأمر لاختيار الناس، مشيرًا إلى أن القرآن والسنة، وهما الوحي الذي يتلقى منهما المسلمون دينهم لم يذكرا مفهومًا محددًا ومعينًا للدولة.
 وأوضح أن التجارة بالدين هي التي قدمت الإسلام على أنه مشروع اقتصادي، وسياسي واجتماعي، وهو أمر مخالف لصحيح الدين الإسلامي، مؤكدًا أن الإسلام جاء لتربية النفس البشرية على الأصول المتبعة وعلى القيم الأخلاقية.
وأضاف «أستاذ الفقه المقارن»، أن الذي يزعم أن الإسلام حدد شكلا محددا للدولة، يقدمه بشرط أن يذكر لنا ما الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مضيفًا أن المشكلة في الذين يذكرون أن الدولة لها شكل محدد في الإسلام اتخذوا التاريخ الإسلامي على أنه هو الدين.

نظم مختلفة
وتابع «الهلالي» قائلًا، عند وفاة رسول الله لم يختر أو يحدد شكلا أو إطارا معينًا لخليفة المسلمين من بعده، وإنما ترك الأمر لاختيار المسلمين، وعند وفاة أبو بكر الصديق قام باستخلاف عمر بن الخطاب على المسلمين، وبذلك استحدث نظام اختيار الحاكم في الإسلام، مضيفًا: وعند موت عمر بن الخطاب عمل كمجلس رئاسي ومجلس شورى واختار ستة يقومون باختيار خليفة للمسلمين، وهو نظام جديد أيضًا لم يقم به الرسول أو أبوبكر الصديق.
نقل عاصمة
تابع أنه عند مقتل سيدنا عثمان بن عفان وتولى الحكم على بن أبي طالب، حكم نصف الخلافة فقط، فحكم العراق والمدينة، وتولى معاوية النصف الآخر وهي الشام ومصر، وقام بنقل عاصمة الخلافة من المدينة المنورة إلى الكوفة، مضيفًا: فهل نقل عاصمة الخلافة عمل إنساني بشري أم أمر من الدين؟ وأشار إلى أنه عند مقتل سيدنا على بن أبي طالب وتولى الحسن الخلافة، وتنازل عن الخلافة لمعاوية بن سفيان، وسمي هذا العام بـ«عام الجماعة»، فكل ذلك يعتبر اجتهادًا بشريًا، مشيرًا إلى أن كل هذه الأحداث تؤكد أنه لم يكن هناك نظام محدد للحكم، وإنما كل من الخلفاء الراشدين اجتهد في اختياره لشكل الدولة وطريقة اختيار الحاكم.

تطبيق عملي
فيما قال الدكتور محمد عبد الشافي، العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بأسيوط، إن شكل الدولة في النظام الإسلامي جاء من خلال التطبيق العملي للتاريخ الإسلامي، فسبق التطبيق الفعلي الناحية النظرية، بمعنى أن شكل الدولة لم يكن محددًا فى إطار قواعد ونظام محدد، وإنما كان التطبيق العملي للخلفاء الراشدين ومن بعدهم بعد موت رسول الله هو الشكل الفعلي للدولة، وهو أمر مختلف عن الطريق الوضعي الذي يوجد النظرية ثم التطبيق.
التعايش مع الآخر
وأوضح أن الدولة في الإسلام تتكون من قيادة وشعب وإقليم ومؤسسات تنبثق عن القيادة، وهجرة النبي صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة، كانت هي أول معرفة للعرب بشكل الدولة، فقام الرسول بعمل وثيقة تاريخية للتعايش مع اليهود، وهو ما يسمى الآن بالتعايش مع الآخر، وكان النبي يباشر القضاء والتشريع من خلال الوحي، وفى الوقت نفسه كان رئيس الدولة التنفيذية.
وأضاف العميد السابق لكلية الشريعة الإسلامية، أنه بعد وفاة النبي والخلفاء الراشدين انتقلت الدولة من الخلافة إلى الملك، مضيفًا أن كل ما حدث في هذه الفترة يعتبر شكلا من الأشكال للدولة، فالإسلام يضع القواعد العامة دون الدخول في تفاصيل وجزئيات، فهو دين عالمي يضع المبادئ والقواعد العامة دون الدخول في أي تفاصيل، وهو ما جعله دينا صالحا لكل زمان ومكان.