منذ اللحظات الأولى لتولى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كان يدرك مدى تأثير الفن كقوة ناعمة تؤثر في الشعوب فأولى الفن والفنانين اهتمامه الكبير، واتجه بمصر إلى إنتاج أعمال فنية ذات قيمة، كما سمح بعرض بعض الأعمال السينمائية، التي انتقدت نظامه وطريقة حكمه، للجمهور.
من القصص التي اشتهرت عن استثمار الزعيم عبدالناصر للفن والفنانين في الوصول إلى جماهير الأمة العربية، قصة استعانته بالفنان إسماعيل ياسين في تقديم مجموعة أعمال سينمائية تتناول حياة الجندي بالجيش المصري في مختلف أفرعه وأسلحته، وتعود قصة هذا الاستثمار.
كما انتشرت في الأوساط الفنية، إلى زيارة الزعيم عبد الناصر لدولة الجزائر وأثناء الزيارة فوجيء برجل من الجزائر يسعى للوصول إليه من بين حراسته، فسمح له الزعيم بالحديث معه، فوجد هذا الرجل يستغله كمرسال إلى الفنان إسماعيل ياسين، حيث طلب منه أن يسلم عليه قائلًا "سلملى على إسماعيل ياسين يا ريس".
وعند عودة عبد الناصر إلى مصر، كانت فكرة استثمار نجاح إسماعيل ياسين الفني وحب الجماهير له قد اختمرت في رأس الزعيم عبد الناصر، فبدأ في تقديم مجموعة الأعمال السينمائية التي حملت اسم إسماعيل ياسين يذيله قطاع من قطاعات الجيش المصري مثال: "إسماعيل ياسين في البوليس الحربي، إسماعيل ياسين في الطيران، إسماعيل ياسين في البحرية، إسماعيل ياسين في الجيش" وغيرها من الأعمال التي تناولت حياة العسكري المصري بطريقة كوميدية محببة تقربه إلى قلب الجمهور المصري والعربي، وهي الأعمال التي شاركه فيها الفنان رياض القصبجي بشخصية "الشاويش عطية" أشهر الشخصيات التي جسدها، ليكون الاثنان أشهر ثنائي في تاريخ السينما المصرية "العسكري سمعة، الشاويش عطية".
وبالنظر إلى تاريخ إسماعيل ياسين الفني نجد أن الثلاث سنوات من "1952-1954" كانت من أغزر السنوات إنتاجًا لإسماعيل ياسين، حيث بلغ عدد الأفلام التي قدمها في كل عام من هذه الأعوام "16 " عملا سينمائيا في العام الواحد، وكانت معظمها من تأليف الكاتب الراحل أبوالسعود الإبياري، وإخراج المخرج الراحل فطين عبد الوهاب.
ومن الأخبار التي تؤكد علاقة إسماعيل ياسين بالرئيس الراحل عبد الناصر، ما تم نشره على لسان سامية شاهين، زوجة المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين، نقلًا عن زوجها، أن الفنان إسماعيل ياسين كان دائم التردد على منزل عبد الناصر حيث جمعته علاقة طيبة بالزعيم وأسرته وهو ما أوجد علاقة صداقة بين ياسين إسماعيل ياسين، نجل إسماعيل ياسين، وابناء عبد الناصر خالد وعبدالحكيم.
وفيما يبدو أن علاقة إسماعيل ياسين بالأوساط السياسية لم تتوقف على استثمار عبد الناصر لنجاحه الفني، فعلى النقيض مما فعله عبد الناصر من تقديم أعمال إسماعيل ياسين، كان موقف دولة الأردن التي منعت عرض أفلام إسماعيل ياسين داخلها بعد أن قام بتقليد الملك حسين، ملك الأردن الراحل، في حوار مصور مع مجلة "ىخر ساعة".
يذكر أن الفنان إسماعيل ياسين يعد ثالث فنان في مصر والوطن العربي يقدم أعمالا سينمائية تحمل اسمه بعد الممثل اليهودي شالوم الذي قدم مجموعة أعمال سينمائية تحمل اسم "شالوم"، وبعد الفنانة ليلي مراد التي قدمت العديد من الأفلام تحمل اسمها.
