الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد أركون.. "من فيصل التفرقة إلى فصل المقال"

المفكر الجزائري محمد
المفكر الجزائري محمد أركون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في بلدة توريرة ميمون بمنطقة القبائل الكبرى بالجزائر، ولد محمد أركون الذي قضى فترة الدراسة الابتدائية في توريرة ميمون والثانوية في وهران، والتحق بعدها بكلية الفلسفة في الجزائر ثم سافر للدراسة في السوربون بباريس، ليحصل على الدكتوراة في الفلسفة سنة 1968.
عمل أركون أستاذًا جامعيًا في جامعة السوربون، كما عمل أستاذًا زائرًا وعضو في مجلس إدارة معاهد الدراسات الإسلامية في لندن منذ 1993، ومديرًا علميًا لمجلة Arabica منذ سنة 1980، كما شغل عضو مجلس إدارة في عدة هيئات عالمية، إضافة إلى عمله كأستاذا زائرا في جامعات عديدة حول العالم، ومنذ عام 2000 عمل مستشارًا علميًا للدراسات الإسلامية في مكتبة الكونجرس في واشنطن العاصمة، ثم عاد مرة أخرى للعمل كأستاذ متقاعد في السوربون.
كتب الدكتور أركون طوال أربعين سنة تندرج تحت عنوان "نقد العقل الإسلامي"، ويصف أركون مشروعه بأنه "لا ينحاز لمذهب ضد المذاهب الأخرى ولا يقف مع عقيدة ضد العقائد التي ظهرت أو قد تظهر في التاريخ؟ إنه مشروع تاريخي وأنثروبولوجي في آن معا، إنه يثير أسئلة أنثروبولوجية في كل مرحلة من مراحل التاريخ، ولا يكتفي بمعلومات التاريخ الراوي المشير إلى أسماء وحوادث وأفكار وآثار دون أن يتساءل عن تاريخ المفهومات الأساسية المؤسسة كالدين والدولة والمجتمع والحقوق والحرام والحلال والمقدس والطبيعة والعقل والمخيال والضمير واللاشعور واللامعقول، والمعرفة القصصية "أي الأسطورية" والمعرفة التاريخية والمعرفة العلمية والمعرفة الفلسفية.. لا شك في أن مؤرخي الفكر والادب قد أرخوا لتلك المفهومات ولكننا لا نزال نفرق بل نرفع جدارات إدارية ومعرفية بين شعب التاريخ والأدب والفلسفة والأديان والعلوم السياسية والسيولوجية والأنثروبولوجية.. والجدارات قائمة مرتفعة غليظة في الجامعات العربية التي لا يرجع تاريخ معظمها إلى ما قبل الخمسينات والستينات، والأنثروبولوجيا بصفة خاصة لم تزل غائبة في البرامج وعن الأذهان، ناهيك عن تطبيق إشكالياتها في الدراسات الإسلامية". 
اعتمد الدكتور أركون في تحقيق مشروعه على المناهج العلمية الحديثة والمعاصرة الخاصة بعلوم الإنسان، عموما، ودراسة الأديان والنصوص الدينية، خصوصا، ويشمل ذلك علوم التاريخ والأنثروبولوجيا، والفيلولوجيا، واللسانيات، وعلم إجتماع المعرفة، وعلم النفس الاجتماعي، وأركيولوجيا المعرفة، والتفكيكية اللغوية، والسيميائيات، والهرمنيوطيقا، ويشير الدكتور أركون إلى اعتماده على هذه المناهج وفق الاستراتيجية المعرفية في دراسة مجتمعات الكتب والتي تكشف عن كل آليات التقديس ودراستها وتفكيكها.
ومن أهم مؤلفاته باللغة العربية "الفكر العربي" ترجمة د. عادل العوّا. دار عويدات بيروت، "تاريخية الفكر العربي الإسلامي "، ترجمة هاشم صالح، مركز الإنماء القومي بيروت، "من فيصل التفرقة إلى فصل المقال.. أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟" ترجمة هاشم صالح، دار الساقي بيروت، "الإسلام.. أوروبا.. الغرب"، ترجمة هاشم صالح، دار الساقي بيروت، "نزعة الأنْسَنَة في الفكر العربي"، ترجمة هاشم صالح، دار الساقي، بيروت".
وفي مثل هذا اليوم 14 سبتمبر من عام 2010 رحل عن عالمنا الكاتب والمفكر الكبير، بعد أن آثرى المكتبة العربية والعالمية بكتاباته المتميزة عن نقد العقل الإسلامي، وتأسيس علم "الإسلاميات التطبيقية".