في مهمة من نوع خاص جدًا غادر الفريق أول صدقي صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى إلى كوريا الجنوبية يوم السبت الماضي في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام بدعوة من وزير الدفاع الوطني لجمهورية كوريا.
تأتى الزيارة في ضوء حرص مصر على تعزيز العلاقات العسكرية وفتح آفاق جديدة من التعاون المشترك مع الدول الصديقة.
استهل القائد العام للقوات المسلحة زيارته بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء كوريا بالمقابر الوطنية وسط العاصمة سول.
ناقش وزير الدفاع من نظيره الكوري العديد من الملفات على صعيد التعاون العسكري والأمني بين القوات المسلحة لكلا البلدين الصديقين ، علاوة على تعزيز علاقات التعاون العسكري.
كما أجرى الفريق أول صدقي صبحى سلسلة من اللقاءات مع كبار المسئولين بالدولة والقوات المسلحة الكورية الجنوبية، تناولت دفع علاقات التعاون العسكر بين البلدين في العديد من المجالات.
وأجريت مراسم استقبال رسمية بمقر وزارة الدفاع الكورية وعزفت الموسيقات العسكرية السلام الوطني لكلا البلدين ، كما التقى "صبحي" بـ "سونج يونج مو" وزير الدفاع الوطني لجمهورية كوريا، وتناول اللقاء تبادل الرؤى تجاه المستجدات والمتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما التقى وزير الدافع والإنتاج الحربي بـ "جيون جى جوك" وزير إدارة برنامج مشتريات الدفاع الكورى، و" كانج كيونج وا"، وزيرة الخارجية الكورية، وتناول عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين في مقدمتها الحرب الدولية على الإرهاب والتطورات الراهنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط .
وفي مارس الماضي زار نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي " هوانج إن مو" مصر ، والتقى مع الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي.
بحث الطرفان عددًا من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء علاقات التعاون العسكري ونقل وتبادل الخبرات ودعم القدرات القتالية والفنية للقوات المسلحة لكلا البلدين.
وقام الجانبان المصري والكوري الجنوبي بتوقيع مذكرة تفاهم "MoU" للتعاون العسكري المشترك لتكون بمثابة قاعدة أساسية لتأسيس شراكة شاملة في مجال التعاون العسكري والصناعات الدفاعية، كما اتفق الجانبان على عقد اجتماعات دورية بين اللجان العسكرية المصرية والكورية الجنوبية لمناقشة التعاون العسكري.
وتعد العلاقات بين مصر وكوريا الجنوبية نموذجا يحتذى به لعلاقات قوية ووثيقة منذ القدم حيث ترتبط الدولتان بأواصر تاريخية ثقافية وعلاقات متميزة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ساعدت على انتقال الأفراد والمبادلات الاقتصادية والحضارية بين البلدين، وترجع العلاقات المصرية الكورية إلى العام 1948 حين اعترفت مصر رسميًا باستقلال جمهورية كوريا الجنوبية.
وقامت كوريا بتعيين ملحق عسكري لها في القاهرة في عام 1996 بينما قامت مصر من جانبها في العام 2005 بتعيين ملحق تابع لوزارة الدفاع في جمهورية كوريا، ثم تشكلت لجان من البلدين لصياغة إطار مؤسسي للتعاون الثنائي مثل لجنة المشاورات السياسية ، والتي أنشئت في العام 1996‘ وعقدت آخر دوراتها في "سول" نوفمبر 2009 ، واللجنة المشتركة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا، والتي أنشئت بموجب مذكرة تفاهم وقعت بين الجانبين في العام 2004، وتغطي مجالات متنوعة من الحكومة الإلكترونية، تطوير خدمات البريد المصري ، ومجلس الأعمال المشترك ، وأنشأ هذا المجلس الذي في أبريل 1999، ويضم المجلس أعضاء بارزين من الجانبين " جمعية رجال الأعمال المصريين، رابطة الصناعات الكورية "، ويلعب المجلس دورًا في تقوية التعاون الاقتصادي والتجاري بين مجتمعي رجال الأعمال على كلا الجانبين، وكذا جذب الاستثمار الكوري إلى مصر.
