الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

اتساع النفوذ الشيعي في "غزة" بدعم حزب الله وإيران.. 3 آلاف عضو تحت لواء حركة "الصابرين".. وأبرز أهدفها التسويق لمذهبها وسحب البساط من القوى السنية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

زاد نفوذ حركة "الصابرين" والتي تتبنى الفكر الشيعي في ربوع قطاع غزة منذ منتصف عام 2014، كما انضم عدد كبير من أبناء القطاع إلي الحركة، لها شعار مماثل لشعار حزب الله، وخطابها مماثل لإيران، فما هي قصة هذه الحركة الذي زاد صيتها في الفترة الأخيرة، وما مدى علاقتها بإيران؟


نشأة الحركة

ظهرت حركة الصابرين في منتصف يونيو 2014 كأول جماعة شيعية في قطاع غزة، واسمها بالكامل هو "حركة الصابرين نصرًا لفسلطين" واختصار اسمها هو " حصن"، وتتبني الحركة شعارا هو نسخة شبه مطابقة لشعار حزب الله اللبناني، والذي أعلن عن نفسه عام 2008 في الضفة الغربية، وقد وصل عدد العناصر المنضمة للحركة حاليًا حوالي 3 آلاف عضو


مؤسس الحركة

هشام سالم هو مؤسس الحركة، قيادي منشق عن حركة الجهاد الإسلامي، أعلن عن ولادة حركته عقب استشهاد أول مقاتل فيها هو نزار عيسي أثناء ما سمي مهمة جهادية، يري "سالم: إن فلسطين هي كربلاء جديدة ويقول إن تحرير فلسطين اليوم تحتاج إلي حسين جديد وإن تحرير فلسطين إنما يمر من خلال كربلاء ومن خلال أبي عبد الله الحسين وإن من يريد تحرير فلسطين يجب أن ينطلق من كربلاء الحسين، وقال في ذكري ثورة الخميني التي اقامت حركة الصابرين احتفالية لها،:" إن الثورة المصرية هي نتاج وامتداد للثورة الإيرانية، وإن المقاومة الفلسطينية تستلهم العبر وتستمد القوة من الثورة الإيرانية الإسلامية المبارك. ويعتبر أن حركة الصابرين وحزب الله لهما هدف واحد ومنطق واحد وهناك تنسيق وتعاون معه لتحرير فلسطين.

ولد "سالم" في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، عمل مدرسًا لمساق "التربية الإسلامية" في مدرسة الحرثاني للثانوية، وترأس الجمعية الخيرية "الباقيات الصالحات" والتي تتلقى دعمًا ماليًّا مباشرًا من إيران شمال القطاع، لكن أجهزة أمن حماس أغلقتها، دون إبداء أي أسباب واضحة حينها.

واعتقل "سالم" في سجون إسرائيل بتاريخ 2/4/1990، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، لكن أفرج عنه بعد عام واحد، بينما في 2002 حاولت قوات الاحتلال اعتقاله شمال القطاع، فلم تتمكن من ذلك، وهدمت منزله المكون من خمسة طوابق ما أدى لاستشهاد والده.


الولاء والعقيدة

أعلنت الحركة أن ولاءها المطلق لله ولرسوله والمؤمنين، ولاء المحبة والمودة والنصرة بمضامينة العميقة الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان، ولاء تبرء فيه من كل ولاء دونه، متشهدة بآية القرآنية: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)

تستمد الحركة عقيدتها من عقيدة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، والـ بيته الطاهرين عليهم السلام وأصحابه المنتجين رضوان الله تعالي عليهم.

أهداف الحركة

الهدف الأساسي لحركة الصابرين هو نشر المذهب الشيعي في فلسطين، وتعمل الحركة من خلال سلسلة نشاطات وجميعات خيرية لتعزيز التشيع في غزة بالإستفادة من الضائقة المالية للناس هناك، ومن خلال دعمها لمخيمات صيفية للأطفال الأيتام وأبناء الأسري، وتقدم الأموال ومساعدات عينية للذين دمرت مساكنهم في الحرب باسم جمعية "الباقيات الصالحات" والممولة من هيئة إمداد الإمام الخميني الإيرانية، وتتبلور أهداف الحركة في قطاع غزة في الآتي:

-        نشر التشيع في فلسطين وغزة من خلال توزيع كتب ومنشورات للتعريف بالمذهب الشيعي ونشره بين الغزيين، كما يؤكد بعض المسؤولين الإيرانيين إن الشيع يتسرب لأهل غزة كما يتسرب الماء بين أصابع الكف كذلك قامت الحركة بتوزيع طواقي مكتوب عليها "ياحسين" تأكيدًا لمذهبها الشيعي.

-        سحب البساط من تحت اقدام المقاومة السنية في غز، ولتحصين نفسها من الداخل خشية الصدام مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أو الحركات السلفية في غزة من خلال محاولة الحركة جمع الفصائل والحركات المحددة تحت لوائها مثل "كتائب عبد اقلادر الحسيني"، "كتائب المجاهدين"، "كتائب أبو الريش"، "كتائب الأقصي"، "كتائب المقاومة الوطنية" تحت إشراف مجلس عسكري موسع يضم قيادات تلك الحركات وبقيادة عليا من قبل الأمين العام لحركة الصابرين وهو "هشام سالم".

- استنساخ تحربة حزب الله اللبناني في قوة ممثلة في حركة الصابرين من خلال الدعم الكبير من إيران للحركة وفي الوقت الذي تم قطع الدعم بشكل كامل عن "حماس"، وهذا ما اكده الكاتب والمفكر "ياسر الزعاتره" المقرب من حركة حماس:" إن حماس لم تتلقي أي دعم من إيران منذ أربع سنوات وذلك لموقفها من الثورة السورية ولعدم إنجاز حماس ما هو مطلوب منها".

-        دعم حركة الصابرين لإيران وتبني موقفها من ضرب التحالف العربي للحوثيين واعتباره عدوان علي اليمنيين.

-        وضع مؤطي قدم لإيران في فلسطين.

-        إيجاد بديل مستقبلي لحركة حماس والجهاد الإسلامي


علاقة الحركة بإيران

ترتبط الحركة بعلاقات قوية مع إيران، والتي تمولها بحوالي 12 مليون دولار أمريكي سنويًا، اي بمعدل 1 مليون دولار شهريًا. ويتأكد ارتباط الحركة بإيران علي لسان محمدي كلبايكاني" مدير مكتب خامنئي حيث قال:" إن حركة الصابرين هي إمتداد للثورة الخمينية وهي بمثابة ذراع عسكري لإيران في الأراضي الفلسطينية.

وقد تبنت الحركة عدة مواقف، أعلنت من خلالها موقفها الداعم لإيران، إبرازها:

•        بادرت حركة الصابرين إلى تقديم التهنئة لإيران على إثر توقيع الاتفاق النووي مع الغرب، ووصفت توقيع الاتفاق بـ"النجاح الكبير".

•        ونعت الحركة -في بيان لها- مقتل سمير القنطار الذي لقي مصرعه في غارة جوية على جرمانا بريف دمشق يوم 20 ديسمبر 2015، اتُّهمت إسرائيل بالوقوف وراءها.

•        وانتقدت الحركة تصنيف حزب الله اللبناني تنظيما إرهابيا، وأعلنت رفضها الكامل للقرار.

وسبق لحركة الصابرين أن أعربت عن تضامنها مع قناة "الميادين" عندما أوقف بثها على القمر الصناعي "عربسات"، وقالت إن القناة "قدمت نموذجا إعلاميا مقاوما للمشروع الاستعمارى".