استقبلي طفلك بهدوء.. ولا تنهالي عليه بالأسئلة.. ولا تبالغي في القبلات
يقع على الأم عبء كبير لتهيئة الطفل لدخول المدرسة، فاليوم الأول من المدرسة يعد خطوة مهمة وأساسية فى حياة الطفل وحياة الأهل على حد سواء، حيث ينتاب الطفل شعور بالخوف والرهبة من هذا العالم الجديد الذى سيدخله، وقد يدفعه هذا الخوف إلى البكاء ورفض المدرسة التى يعتقد الطفل بأنها المكان الذى سيبعده عن أمه وعائلته.
لا بد أن تقومى بتهيئة طفلك لخوض هذه التجربة عن طريق التحدث معه وتعريفه بضرورة الأمر وفائدته، وبأنه أمر لا بد منه، وذلك عن طريق اتباع نصائح دكتور «جمال فرويز»، والتى أشار فيها إلى ضرورة الاستعداد النفسى قبل بدء الدراسة، والتوقف عن ترهيب الطفل تجاه المرحلة الجديدة، فطفلك سيحظى بأناس جدد سيشاركونه نفس الاهتمامات وتكوين صداقات جديدة.
أعدى الأدوات المدرسية مع طفلك، واذهبى معه عند شراء حقيبته المدرسية الأولي، أدواته، مقلمته، حذاء المدرسة، لا تتردى فى ذلك حتى إذا لم يكن لهذه الأشياء استخدام، فهى ذات دلالة رمزية، وفكرى فى شراء الأحذية والملابس التى يمكنه ارتداؤها وخلعها وحده الأحذية ذات اللاصق، على سبيل المثال.
استمعى بتعاطف لمخاوف طفلك وما يقلقه، واسمحى له أن يعبر عن عدم رغبته فى الابتعاد عنكما، والذهاب إلى مكان لا يعرفه، هذا الأمر مهم كى يشعر أنك تستمعين إليه ويشعر بالطمأنينة، وقد تكون هذه فرصة مواتية لك لتحكى له عن يومك الأول فى المدرسة ولتوضحى له ما إذا كان هذا الأمر صعبا بالنسبة لك وكيف وصلت إلى هناك؟
يجب على الآباء أن يمنحوا الثقة لأطفالهم، وهذا يعنى أنهم يعتقدون أنه بإمكان طفلهم إدارة موقف ما حتى وإن كان به صعوبات، فسيكون دورهم إذن فى مواقف الحياة اليومية لدعم جهود طفلهم وتشجيعه وإظهاره حتى لو لم ينجح دائما، بهذه الطريقة ستنمو لدى الطفل الثقة بالنفس والقدرة على التغلب على المواقف الصعبة وسوف يكون قادرا على العيش فى المدرسة بكل ثقة.
استقبلى طفلك بهدوء، فى نهاية اليوم، وبعد أن يأخذ قسطًا من الراحة، اسمحى له بالتنفيس والحديث، ولكن لا تنهالى عليه بالأسئلة، لا تبالغى فى القبلات حتى وإن كانت تواتيك الرغبة الشديدة فى ذلك.
