الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكاية شاب معاق عاش مشردًا بين الرصيف والقطار

أحمد فكرى
أحمد فكرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«نازل وأنا ماشى على الشوك برجليا.. وأنت السبب يا باه اللى خليت بيا.. لا فرشتلى بستان ولا حتى بر أمان.. أعيش عليه إنسان والدنيا فى إيديا» كلمات بسيطة تعبر عن حال «أحمد فكري»، الشاب العشرينى الذى هجر أسرته بعد قسوتهم عليه، ترك بلدته الأم فى «كفر الشيخ» وافترش رصيف شارع التحرير، وملامح الحزن تخيم على وجهه، لا يميز بين نهار وليل فالكل واحد لديه، عاش مشردًا داخل قطار الصعيد خمس سنوات، لا يدرى إلى أين يذهب، معتبرا اياه مأواه المؤقت، يجلس ويفكر عن حاله ليستقر به الوضع فى القاهرة، يأمل فى عطف المارة عليه بجزء من الطعام، مبتور أصابع القدم ونبرات حزن وبكاء مكبوتة داخله، لا يدرى إلى متى ستنتهى تلك الأزمة، فارق أسرته بعد تفككها واستقر مع ذئاب الشوارع بعد وصفه بأنهم الأرحم له من عائلته، وبالرغم من شبابه لم يقدر على العمل بسبب إعاقته، هذه هى قصة الواقع الأليم التى مر به أحمد فكري، أو «السعودى أبو تيرة» كما يلقبه زملاؤه فى الشارع.
يبدأ أحمد فكري، قصته التى بدأت بعد اكتشاف والدته خيانة والده وانفصالهما، ونتج عنها تحولات فى حياته، فبعد انتظامه فى التعليم رفض استكمال تعليمه، حينها كان فى الصف الأول الابتدائي، ومنها انتقل للعمل فى ورشة حدادة، وبعد سنوات جاءت الحادثة التى بترت أصابع قدميه بقوله: «روحت اتشعبطت فى القطر عشان أروح أجيب أبويا من كفر الدوار يصالح أمي، فوقعت ورجلى اتبترت من تحت واتركبلى شرايح ومسامير.. وكان عندى وقتها ٨ سنين».
ويستكمل «السعودي» ذكرياته القاسية بنبرات حزن، فبعد أن دهسه القطار، أصرت والدته على الوقوف معه بحجة تعويضه عن إصابته، ولكنها كانت الضربة التى فوجئ بها وهى حصولها على ٦٠ ألف جنيه ولم تعطه منها شيئا، حيث قال: «خدت حقى وكمان بتاخد معاشي.. فسيبتها وسافرت من ساعة ما اتجوزت واحد تانى عشان كل ما أطلب حقى جوزها يضربني، وروحت لأبويا كان متجوز هو كمان وطردني، الاتنين مش مستحملني، كويس إن الشارع مستحملنى». 
وعن بداية حياته بالشارع، يقول إنه قضى ٥ سنوات داخل عربات قطار الصعيد، ومر من خلالها على مختلف محافظات مصر، ويشير إلى أن أول محافظة استقبلته كانت الإسكندرية التى تعرف من خلالها على مجموعة شباب أطلقوا عليه لقب «السعودى أبو تيرة»، ولكن لم يستمر بها لكثرة المشكلات التى تعرض لها، متجهًا إلى القاهرة ليشيد مأوى له أمام دار الأوبرا المصرية بوسط القاهرة.
«أنا قاعد فى المكان ده بقالى ست شهور، وكل إللى أنا طالبه لقمة أسد بيها جوعي» يستطرد بتلك الكلمات عن بداياته منذ مجيئه إلى القاهرة، ويلفت إلى أن هناك عدة صعوبات تمر عليه أبرزها معاملة رجال الشرطة له، وعن أحلامه يقول: «نفسى فى توك توك أو كشك ومكان نضيف أقعد فيه، أنا معنديش غير اللبس إللى أنا لابسه ده، وبغسله فى الجامع».