الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

محمد شاكر عضو تيار الغد السوري لـ"البوابة نيوز": "القاهرة" أنقذت "دمشق" من السقوط.. وقطر ظاهرة سياسية ستختفي

محمود شاكر عضو تيار
محمود شاكر عضو تيار الغد السوري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد 6 سنوات من الحرب، وضعت سوريا أخيرا قدميها على أول خطوة نحو إنهاء الدمار، هكذا وصف الدكتور محمد شاكر، أستاذ القانون الدولي ومدير مكتب الدراسات والبحوث بتيار الغد السوري، الوضع الحالي في سوريا، مشيدًا بالدور المصري في حل الأزمة السورية، ومؤكدًا أن مصر أنقذت العاصمة دمشق من السقوط وكذلك سوريا بالكامل.
كما كشف "شاكر" خلال حواره لـ"البوابة نيوز"، تفاصيل اتفاقيات تخفيض التصعيد التي رعتها روسيا ومصر بوساطة تيار الغد، فضلًا عن الدور المشبوه لتركيا وإيران وقطر التي عملت على إسقاط الدولة السورية من أجل تنفيذ أجندتها، إضافة إلى الدور الروسي والأمريكي والوضع ميدانيًا وسياسيًا وعسكريًا وإلى نص الحوار:


• ما الوضع الحالي في سوريا ميدانيًا وقانونيًا وسياسيًا؟
- ميدانيًا هناك تحول كبير، نستطيع أن نقول إن النظام والمعارضة يحاربان الإرهاب، فهناك تقدم كبير لقوات النظام جنوب سوريا والمعارضة.
وهنا كان لتيار الغد السوري دور مهم، حيث قام بضمانة سورية، بجانب رعاية مصرية، وهذا انتصار للدبلوماسية المصرية وعودة الملف إلى حضنه العربي كما طلبنا كثيرا.
• تحدثت عن دور روسيا فأين الدور الأمريكي في الأزمة؟
- الأزمة السورية عاصرت رئيسين لأمريكا، لكن الاثنين يسيران طبقًا للاستراتيجية الأمريكية المعروفة وهي عدم التدخل في المنطقة، لذا دفعت سوريا ثمن هذه الاستراتيجية التي أطالت أمد الصراع حتى الآن، ولم يفز بها سوى التنظيمات الإسلامية التي أخذت مساحة كبيرة على حساب التيار المدني المعتدل، وإعطاء أدوار إقليمية كبيرة لدولتين مثل إيران وتركيا.
• ما هذا الدور الذي اكتسبته تركيا وإيران؟
- إيران وتركيا توغلتا بعمق في الأزمة السورية، فهما دولتان تبحثان عن مصالحهما فقط، حيث دعمت تركيا حركات الإسلامي السياسي، ودعمت إيران الميليشيات الشيعية لأجل تنفيذ مصالحها في سوريا، فتركيا دخلت في البداية بهدف إسقاط النظام، وعندما فشلت تعمل الآن من أجل القضاء على الأكراد، كما أن دولا إقليمية أخرى ساهمت في تحويل الحراك السلمي إلى حرب.

• لماذا سوريا دون باقي الدول العربية؟
- سوريا عقدة الصراع في الشرق الأوسط، وقلب الصراع العربي الإسرائيلي، وكان لجميع الأطراف التي تدخلت في سوريا هدف رئيسي وهو استمرار الأزمة، لأجل تسوية حساباتها على أرض سوريا، لكن مصر عادت واستلمت الملف السوري خوفًا على الدولة السورية، لأن ليس لها مصالح سوى بقاء سوريا موحدة.
• كيف ترى الدور المصري في الأزمة السورية؟
- مصر أنجزت خلال أسبوع هدنتين عجزت عن تنفيذهما جنيف 1 و2 و3 و4 و5، الغوطة الشرقية، حمص الشمالي، وليس لها مصلحة سوى مصلحة الشعب السوري فقط، ولم تكن يومًا مع النظام، والدليل أنها وافقت على مشروعين وهما: مشروع القرار الفرنسي الذي تحدث عن مرحلة انتقالية دون الأسد، وآخر روسي يتحدث عن بقاء الأسد.
• كيف وافقت مصر على مشروعين مختلفين في آن واحد؟
- مصر وافقت على المشروعين، لأن الاثنين يتضمنان وقف إطلاق النار، وهذا يوضح مدى الرؤية الاستراتيجية للدبلوماسية المصرية التي وضعت على رأس أولوياتها وقف نزيف الدم السوري. 
• هل ترى أن مصر تستطيع تغيير بوصلة الصراع في سوريا؟
- نعم، مصر استطاعت فعل ذلك، لأنها تخشى على الدولة السورية، فمصر أنقذت العاصمة دمشق من الانهيار عندما أقرت هدنة الغوطة الشرقية بريف دمشق والتي تحتضن العاصمة، مصر حمت العاصمة من السقوط والاستنزاف الذى سيدفع ثمنه الشعب السورى وحده.
هذا فضلًا عن هدنة ريف حمص، والتي كانت معبرا لتدوير الصراع في سوريا لموقعها الحدودي، واستطاعت أن تضع المعارضة والنظام على طاولة مفاوضات واحدة، بعد الهدنتين المهمتين اللتين حافظتا على سوريا.

• لكن ماذا عن الدور القطري في سوريا؟
- قطر وإيران واحد، لأن الأولى تحتمي بالأخيرة، ودائما اعتبر قطر ظاهرة سياسية ستنتهي، لأن أي ظاهرة خارج بنية النظام الدولي أو الأمن القومي العربي والبيت الخليجي هي بالتأكيد لا محالة منتهية، في نفس الوقت كانت هناك تقارير تفيد بدعم قطر جبهة النصرة، وهنا فإن قطر رعت اتفاقيات مع جبهة النصرة، ومنها عدد من الهدن، حيث أعلنت أنها كانت وسيطًا مع جبهة النصرة.
• ماذا عن الميليشيات التي شكلها السوريون؟
- لم أتوقع يومًا أن يتم الترحيب بما يسمى "تحرير الشام" أو التطبيل لها، من قبل معارضين ليبراليين، لإرضاء من يدعمونهم، فالسوريون يبحثون عن الدولة المدنية، لكن ظاهرة الإرهاب ستنتهي وما يجري حالة عابرة، لا تصمد في وجه التاريخ الحضاري لسورية المدنية.
• هل هناك تنسيق بين "داعش" و"النصرة"؟
- حركات الإسلام السياسي تقوم على ميزة التشظي والانشطار بالرغم من أن جذرها وفكرها واحد وهو إقامة الخلافة، داعش اقتتل مع النصرة، والنصرة اقتتلت مع تحرير الشام، وفيلق الرحمن اقتتل مع النصرة وهكذا، والسبب تعدد مموليهم بتعدد مصالحهم، لذلك ظلت جميع حركات الإسلام السياسي أشبه بحصان طروادة الذي يعمل على إدامة الصراع والفوضى في المنطقة، وهذه الفصائل التكفيرية ظلت العائق الأكبر أمام الحل في سوريا، لأنها مدعومة من قوى إقليمية تحاول تصفية حساباتها على الأرض السورية.

• ما هو عدد التنظيمات الإرهابية بسوريا؟
- الأسماء كثيرة وتتعدى الـ60 فيصلا إسلاميا، والعدد ذاته للميليشيات الشيعية.
• بعد 6 أعوام على الحرب في سوريا من انتصر؟
- الأزمة السورية ستنتهي على صيغة لا غالب ولا مغلوب، الدولة السورية خسرت أكتر من 80 مليار دولار، وتهجير أكثر من 7 ملايين سوري، وقتل أكتر من 0.5 مليون سوري، وهذه خسارة للجميع نظاما ومعارضة، والآن ما علينا إلا نتجاوز ثنائية النظام والمعارضة لصالح مستقبل الدولة السورية الواحدة.
• هل تعلم السوريون الدرس؟
- نعم، الهدن التي تجري الآن والتي عقدها تيار الغد السوري هي اعتراف حقيقي من الطرفين النظام والمعارضة بأنه لا حل ولا سبيل لإنقاذ سوريا سوى الحل السوري السوري، النظام والمعارضة الآن أيقنا أن كل دماء تسيل من مقدرات الدولة السورية، ودعنا نكن واقعيين، الأزمة تقارب السبع سنوات، والمعارضة استطاعت أن تقصي النظام ولم يستطع النظام إقصاء المعارضة، أعتقد أن حل الأزمة السورية بدأ.
• هل أخذتم وعدًا بأن المرحلة الانتقالية دون الأسد؟
- هل من المعقول أن تطلبي من رجل لم تسقطه منذ ست سنوات بالسلاح، أن يسلمك السلطة على طاولة التفاوض، وكذلك النظام هل من المعقول أن يسمي كل المعارضة إرهابيين، الآن الأسد موجود في المرحلة الانتقالية، وروسيا ترى في ذلك دفاعا عن مصالحها وليس دفاعًا عن شخص الأسد، لتخوفها من انهيار الدولة السورية، التي تعتبر آخر موطئ قدم لروسيا في البحر المتوسط، الأسد موجود حتى الآن في المرحلة الانتقالية، لكن روسيا لو تدخلت هل تمنع الأسد من المرحلة الانتقالية.