السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

شريف صالح: "البوكر" لا تضيف جديدًا لمشهد الرواية العربية

شريف صالح
شريف صالح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اكتب رواية في حجم أربعمائة صفحة عن واقعة تاريخية أو الحرب الأهلية في بلدك ثم يفضل أن تطبعها في دار نشر لبنانية.. ولجنة التحكيم ستتكفل بالباقي لأنها تذرع الغرفة ذاتها.. وإن أوهمتنا أنها ترى زرقة المياه من المحيط إلى الخليج".
هكذا كتب الأديب المصري شريف صالح ذات يوم عن وصاياه العشر للفوز بالبوكر، وبمناسبة إعلان القائمة القصيرة لجائزة "مان بوكر" العالمية، والتي استدعيت من فكرتها "بوكر" العربية، حدد لنا الكاتب أهم النقاط التي تجعل كثير من المبدعين لا يرون مصداقية حقيقية في الجائزة العربية. 
يقول "صالح" أن جائزة البوكر العربية لا تضيف جديدا لمشهد الرواية، وإنما مجرد حركة هادئة، بعيدا عن القيمة الفنية لكثير من الأعمال المرشحة والفائزة بالفعل، ولكن الجائزة التي وسعت مجال قراءة الروايات العربية أصبحت تكرس السمات نفسه، والجائزة العربية تذهب في منحى بعيد عن الروايات التجريبية، وهي تنحاز لتيمة الحروب الأهلية والتاريخ، أكثر من العوالم الذاتية والغرائبية، أو تلك التي تتعاطى مع التابوهات.. 
ومن جهة أخرى، تشوب الجائزة مسألة المحاصصة الجغرافية؛ ونحن تقريبا أمام تكريم لدولة مختلفة كل عام، بعد أن فازت مصر بالدورتين الأولتين، ثم تم تكريم أدباء من السعودية والمغرب ولبنان والكويت والعراق وتونس. 
لكن الأهم بنظر الكاتب؛ أن الجائزة بدأت تنحو تجاه الروايات التي ترضي ذائقة السوق والشباب والمراهقين، أو التي نسميها بالروايات الاستهلاكية، وينطبق ذلك على رواية "مولانا" لإبراهيم عيسى و"الفيل الأزرق" لأحمد مراد. وهي برأيه أعمال تعتمد على الصنعة وليس الفن. وهي تمنح صاحبها شهرة بلا حدود، تماما كروايات أجاثا كريستي الكلاسيكية عن الجريمة، أو سلسلة "رجل المستحيل". 
ثم يأتي الكاتب لمعضلة أخرى، وهي نفوذ الناشر الذي يستطيع من خلاله الدفع برواياته لقوائم المسابقة، وذكر من هؤلاء دار "الشروق" وصاحبها هو من أطلق فكرة الجائزة، وبالتالي نتوقع أن تكون ترشيحاته محل اهتمام من الجائزة. وهناك حظوة كبرى للناشرين اللبنانين غير مبررة تجعل نسبة كبيرة من الروايات المرشحة من إصدارات هذا البلد.
وتحدث عادة مفارقات غير مفهومة كأن تخرج من الجائزة أسماء مهمة بينها إبراهيم عبدالمجيد وواسيني الأعرج وإبراهيم نصر الله، ليتم تصعيد رواية حازت من قبل جائزة نجيب محفوظ، وهي للسوري خليفة باسم "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة"، أو الاستعانة بصحفيين ثقافيين بعينهم في لجان التحكيم، وهم من ذوي الخبرة ولهم تجارب إبداعية، لكن اختيارهم يجعل المعايير على المحك.
وأخيرا، هناك خلل تكريس حضور أحد المستعربين الأجانب متسائلا: لا أدري كيف سيقرأ ويقيم 189 رواية حتى لو كانت دراسته بعيدة كليًا عن الرواية العربية الحديثة.