الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

العائدون من "داعش".. خطر يهدد دول الجميع.. 50 ألف متطرف في أوروبا وحدها منهم 70% في بريطانيا و3 آلاف يمثلون خطرًا على الاستخبارات.. استراتيجية التنظيم الانتشار في دول العالم

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حذر تقرير أوروبي من وجود 50 ألف متطرف على الأراضي الأوروبية 70% منهم في بريطانيا وحدها، وكشف التقرير، الذي أعده المنسق الأعلى لشئون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، جيل دي كريشوف، أن 3 آلاف من هؤلاء يمثلون مصدر قلق لجهاز الاستخبارات الداخلي البريطاني "أم آي 5"، بينما يتم اقتفاء أثر 500 آخرين بشكل مستمر.
وقد ألقى التقرير مزيدا من الضوء على قضية العائدين من داعش، التي باتت تسبب صداعا للمراقبين بسبب خطورة القضية وغموض
وفي هذا الملف نستعرض عددا من جوانب القضية من أجل تجلية أبعاد الموضوع واستعراض آليات التعامل مع هذه الظاهرة في دول العالم المختلفة.
في ظل ما يشهده تنظيم داعش الإرهابي من تراجع ميداني، اعتمد عناصر التنظيم تكتيكات هجومية مختلفة تلائم الوضع الجديد بعد التضييق عليه أمنيا في كافة دول العالم فبدأ عناصره في التركيز على الهجمات التي قد لا يستطيع اعتى جهاز أمني أن يمنعها دون ان يكون لديه معلومات مسبقة أو قرائن خاصة بتلك الأنشطة الإرهابية، حيث تعتمد الهجمات على ادوات غير قتالية بالأساس كالدهس بالسيارات والشاحنات والطعن بسكاكين المطبخ وغيرها من الهجمات التي يصعب كشفها قبل وقوعها مالم تكن الأجهزة الأمنية على قدر عالي جدا من اليقظة والاستعداد.
وكان التنظيم الإرهابي، قال فى رسالة وجهها لمن أسماهم بالصليبيين، إن الحرب معهم لم تبدأ بعد، وأنهم قادمون لقطع رقابهم - على حد تعبير الرسالة، وأن هناك الآلاف من الجنود مستعدون فى الدول الغربية لتنفيذ هذه الهجمات.
وكان تقرير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حذر من أن عودة الإرهابيين فى تنظيم "داعش" وغيره إلى بلادهم من مناطق الصراع الدائر فى سوريا والعراق تهدد السلام والأمن العالميين.
ورجح التقرير أن عدد المقاتلين فى صفوف تنظيم داعش يتراوح بين 12 إلى 20 ألف مقاتل، فى إشارة إلى التراجع الملحوظ فى أعداد المقاتلين خلال الأشهر الماضية، فضلا عن انخفاض أعداد المقاتلين الأجانب والتحاقهم بالتنظيم فى مناطق الصراع.
وأشار التقرير إلى أن التهديد الرئيسى للأمن العالمى الآن هو عودة هؤلاء المتشددين إلى بلادهم، أو خروجهم من مناطق الصراع إلى مناطق أخرى.
ويغير التنظيم من هيكلية الإدارة داخله لكي يستطيع استيعاب المتغيرات الأخيرة بشكل تام، فبدلا من اعتماد اسلوب الإدارة الهيكلية في سوريا والعراق ونظام الدواوين والتسلسل الهرمي، يعتمد أسلوب الخلايا الغير مرتبطة ببعضها البعض، وكذلك أسلوب الذئاب المنفردة التي تشمل عناصر لم يلتقوا بأي عنصر من التنظيم من قبل وإنما يأتمرون باوامر التنظيم عبر بياناته التي ينشرها على الانترنت ويقومون بتنفيذ الهجمات لاقتناعهم بأفكار التنظيم الإرهابي.
ويعتمد داعش على هذا الأسلوب التنظيمي أو غيره من الأساليب التي تضمن له في نهاية الأمر الحفاظ على قدر كبير من السرية عند التخطيط والتنفيذ، كي لا ينتهي التنظيم بنهاية قائده أو زعيمه وانما يكون لديه من الخطط البديلة ما يمكنه من الاستمرار وإفراز قيادات بديلة تتيح له تنفيذ خطط جديدة، وبأساليب قد تكون مبتكرة تتلافى أخطاء الماضي.
والعملاء النائمون الذين ينتظرون الأوامر لينفذوا أعمالًا سبق الإعداد لها، وأهدافًا حددت من قبل، يعرفون أن الاعين أصبحت تراقبهم وترصد تحركاتهم، فبالتالي يكونون في أقصى درجات الحيطة والحذر حتى لحظة تنفيذ الهجمات الفجائية وفق المواعيد المحددة.
وأصدر التنظيم مؤخرا بيانا تضمن تهديدا لعدة بلدان، أوصى فيه بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة، مثل الأسواق والشوارع والساحات العامة، تجنبا للتفجيرات التى يخطط لها.
استراتيجية الانتشار في دول العالم
حالة من الخوف والترقب تنتاب دول العالم من التهديد المرتقب الذى قد تمثله قوافل العائدين من ساحات الصراع فى داخل سوريا والعراق بعد تداعي سيطرة تنظيم داعش الإرهابي وتآكل مناطق سيطرته بحيث أصبح سقوط الرقعة المتبقية تحت يديه مسألة وقت فقط، لذا بدأ التنظيم الإرهابي استعداداته لتغيير استراتيجيات الهجوم بحيث يتوزع أفراده السابقين في دول العالم ليتبعوا نهج العمليات الإرهابية الخاطفة التي يقوم بها غالبا عناصر غير معروفة للأجهزة الأمنية بالدول التي يعيشون بها.
وبناءا على تلك الخطة فإن عناصر التنظيم بدأوا في مغادرة سوريا والعراق والتوجه إلى بلدانهم الأصلية او إلى بلدان اخرى، طبقا لخطة الانتشار التي اعتمدها التنظيم، وعلى الرغم من قيام الدول الأوروبية برفع حالة التأهب إلى المستوى الاقصى لمواجهة العودة المرتقبة لمواطنيها الذين يقاتلون في صفوف داعش، إلا أن تلك الاستعدادات قد لا تقوى على مواجهة الخطر الذي اعتبرته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وقت توليها منصب وزيرة الداخلية، الخطر الاكبر في تاريخ البلاد.
و لم تعد هذه المخاوف خافية على أحد، فالتحذيرات التي كانت تطلقها وسائل الاعلام، جرى ترجمتها على أرض الواقع في عدد من العواصم والمدن الأوروبية، على أيدي عناصر دخلت البلاد بطريقة لا تثير الريبة وبعدما تدربت في معسكرات إرهابية ونفذت عمليات داخل أكثر الأماكن حيوية واهمية داخل أوروبا.
ولا يستطيع أحد الجزم بدول معينة ستقتصر عودة الدواعش إليها لاسيما بعد توسع تهديدات داعش لتشمل كثير من دول العالم، فحتى الصين لم تسلم من تلك التهديدات فقد وجه لها التنظيم في مارس الماضي تهديدا بـ"سفك الدماء كالأنهار"، وتأخذ الأجهزة الأمنية كافة التهديدات على محمل الجد.
وأشار نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، إلى أن عددا كبيرا من العناصر الإرهابية التي كانت تقاتل مع تنظيم داعش في سوريا والعراق استطاع الدخول إلى اوروبا خلال الفترة الماضية بعد الاندساس وسط اللاجئين ضمن سفن اللاجئين المتجهة إلى أوروبا وجزء استطاع الدخول إلى تركيا وبعضهم عبر إلى قطاع غزة عن طريق الأراضي الاسرائيلية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن أعدادا كبيرة منهم وصلت إلى ليبيا بينما لم يذهب إلى الدول العربية الأخرى إلا عدد قليل من الأفراد بينما تعتبر أوروبا هي الوجهة المفضلة لدى الأكثرية منهم.
بينما لفت الدكتور مختار غباشي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إلى أن دخول الإرهابيين إلى بلدانهم عن طريق الهجرة غير الشرعية احتمال وارد جدا على الرغم من تيقظ الأجهزة الأمنية في دولهم والإجراءات الأمنية الصارمة، مبينا أن الأرض الخصبة لداعش هي التي تحتوي على شكل من أشكال التوترات السياسية ولا يوجد فيها سيطرة من أجهزة الدولة مثل ليبيا على سبيل المثال.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن دولا عربية وإفريقية ودول اوروبا الشرقية مرشحة بقوة لتكون الوجهات التالية التي سيتوجه إليها مقاتلو التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى أن دول أوروبا الغربية تشهد إجراءات أمنية مشددة وتضييقات تجعل من السفر إليها أكثر صعوبة بالنسبة للعناصر الإرهابية مما يجعل هذه العناصر تفكر في اللجوء إلى الدول الأوروبية الشرقية التي لا تعاني من توترات أمنية كالتي تعاني منها نظيراتها الغربية التي شهدت اعمال تفجيرات واعمال إرهابية كبيرة.
وأكد الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه من الوارد أن تشهد مصر خلال الفترة المقبلة عودة العناصر الإرهابية التي كانت تقاتل مع تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن هناك منافذ وطرق يتسلل خلالها الإرهابيون لدخول البلاد وهناك البعض من ضعاف النفوس من يتعاون معهم ويسهل لهم مهمتهم بعضهم من داخل أجهزة الدولة نفسها كما تبين في عدة حوادث سابقة.
كيف تعاملت الدول العربية والغربية مع العائدين من "داعش"؟
تتحسب غالبية الدول من عودة الآلاف من الجهاديين والتكفيريين المُزودين بالخبرات القتالية والميدانية بعد الخسائر التي لحقت بتنظيم الدولة في سوريا والعراق وليبيا، ولهذا تنشط حركة تبادل المعلومات والتنسيق بين الأجهزة الأمنية بين مصر والعراق وسوريا وليبيا وتونس والجزائر، لملاحقة تلك العناصر وتتبع خطوط سيرها. ووفق رؤية الدول العربية المعنية بهذا الملف، فإن الحرب على الإرهاب هي حرب واحدة ولكنها موزعة على جبهات عدة ومفروضة على الجميع في وقت واحد ومسار واحد في مواجهة خطر مشترك عابر للحدود.
وحتى الآن لم تظهر بعد رؤية عربية محددة حول كيفية التعامل مع العائدين، مما يجعل الخيار التقليدي، وهو السجون، هو المرجح في الوقت الحالي، لاسيما مع وجود مطالب في بعض الدول بضرورة بناء سجون جديدة، تخصص فقط للمتطرفين. كما تتردد دعاوي بتطبيق العزل الفكري داخل السجون بين المساجين المتطرفين والجنائيين، وكذلك ما يعرف بالتصنيف الفكري بين المساجين المتطرفين أنفسهم، بناء على انتماء كل منهم لتيار محدد، وذلك لمنع تناقل وتبادل الأفكار الإرهابية، حتى لا تظهر ألوان جديدة من الأفكار المتطرفة، تؤدي إلي تعقيد الظاهرة الفكرية المتطرفة.
وتعمل مصر من خلال أجهزتها الأمنية والاستخباراتية التي تتمتع بخبرات واسعة في هذا المجال، على تأمين حدودها وتتابع أكثر من المصريين في صفوف داعش بالعراق المتوقع فرارهم من هزائم التنظيم في معاقله الرئيسية؛ ولذلك توجه القوات المسلحة ضربات متتالية لمعاقل التنظيم بسيناء، مما كبدهم خسائر فادحة؛ ولذلك يضع التنظيم ضمن أولوياته في المرحلة المقبلة، خططا لامتصاص الضربات الموجهة له، من بينها إعادة الانتشار والتمركز على طول خرائط نفوذه وحضوره وخلق مراكز جذب بديلة تكفل استمرار نموذجه الذي ميزه عن باقي الفصائل الجهادية، ومن المرشح أن تتوفر في تلك المراكز عوامل الأمان لإقامة أهم قياداته وعلى رأسها أبوبكر البغدادي.
أما في تونس، فقد تطرق الرئيس التونسي، قايد السبسي، في ديسمبر الماضي لمسألة عودة المقاتلين التونسيين في التنظيمات الإرهابية إلى البلاد. وعكست تصريحاته مخاوف كبيرة لدي حكومات المنطقة تجاه ظاهرة "العائدون"، وكيفية التعامل معها، في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي يعانيها معظم دول المنطقة، ووجه بضرورة استخدام آلية "الترشيد الفكري"، عن طريق مراجعات فكرية، أو برامج تأهيل للأفراد المتطرفين.
كما أشار إلى آلية "الإدماج المجتمعي" لاحتواء العائدين، وذلك عبر استقبالهم كمواطنين، ومنحهم الحرية، في ظل رقابة أمنية، لا تنتقص من تلك الحرية، وتوفير المساعدات اللازمة بواسطة الدولة لتمكين العائدين من التعايش، محذرا من احتمالية استغلال تلك المساعدات لإكمال طريق "الجهاد" المزعوم، نظرا لأنه فكر قائم على التقية في مواجهة الحكومات "الكافرة".
وتخوف "السبسي" من لجوء الدول العربية للخيار السهل وهو السجن؛ نظرًا لاحتمالية تشكيل "خلايا إرهابية" جديدة يمكن الاعتماد عليها بعد الخروج، خاصة أنها ستكون خلايا قوية وغير تقليدية، ستجتمع فيها خبرات العائدين الكبيرة، والمتنوعة تنظيميا وعسكريا. كما أن هذه الخلايا لن تكون مقصورة على المتطرفين فقط، بل يمكن أن تضم بين صفوفها الجنائيين، بعد إقناعهم بالأفكار المتطرفة.
بينما تعاملت القوى الكبرى مع ملف العائدين من بؤر الصراعات في الشرق الأوسط، بمبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع، فلم تنتظر عودتهم، بل تتبعت بأجهزتها وعناصرها الاستخباراتية هؤلاء المقاتلين في قلب ميادين القتال وأجهزت على أعداد كبيرة منهم.ووضعت روسيا، على رأس قائمة أولوياتها في الحرب السورية، إعاقة عودة المئات من المقاتلين الروس المنضمين للتنظيمات المقاتلة في سوريا، ومثلها فعلت الصين مع المقاتلين من الإيجور، وعلل البعض من المراقبين، القسوة المفرطة في المعالجة الروسية والصينية، بارتباط هذا الملف بالصراع الدولي، على خلفية ما تراه موسكو وبكين توظيفا مستقبليا لتلك المجموعات، بدعم غربي لإثارة الفوضى.
كما أعلنت بريطانيا في 22 أغسطس 2016، أنها ستعزل الإسلاميين المتشددين في وحدات خاصة في سجون مشددة الحراسة للحد من قدراتهم على نشر التطرف بين السجناء الآخرين.
هجمات "داعش" في قلب أوروبا 
لم تكن الحدود الجغرافية مانعة لتنظيم داعش الإرهابي من تنفيذ عملياته في قلب أوربا، فاستطاع التنظيم الأشد دموية الانتقال بهجماته الإرهابية إلى الأماكن الأشد أمن في العالم فبين فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا نفذ داعش منذ عام 2014 أكثر من 300 قتبل و1480 مصابا.
طريق العودة إلى أوروبا
كشف مركز الأمان البلجيكي، أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يغادرون سوريا في طريقهم إلى أوروبا لتنفيذ هجمات عبر تركيا واليونان على متن قارب من دون جوازات سفر".
وفي طريق آخر للعودة إلى أوروبا قامت داعش بسرقت 18 ألف جواز سفر من النظام السوري لتسهل دخول الإرهابيين إلى أوروبا، حيث عثرت السلطات الأوربية على 8000 ألف شخص بجوازات سفر سورية مزورة.
وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن وثيقة استخبارية إيطالية تؤكد تسلل عناصر تنتمي لداعش إلى أوروبا عبر برنامج صحي تشرف عليه حكومة الوفاق الوطني الليبية لعلاج الجنود.
وقالت الصحيفة في تقرير لها نشرته تحت عنوان "مخاوف إيطالية من تسلل عناصر داعش إلى أوروبا متنكرين ضمن جرحى ليبيين"، إنها اطلعت على وثيقة استخباراتية إيطالية، تكشف عن وجود شبكة معقدة قام فيها أفراد من داعش وآخرون إرهابيون منذ عام 2015، بالتسلل إلى أوروبا بعد تظاهرهم بأنهم جرحى من الجنود الليبيين تقدموا للمستشفيات بجوازات سفر ووثائق مزورة.
وأشارت المخابرات الإيطالية إلى أن عددا غير معروف من مقاتلي داعش قد تسللوا بهذه الطريقة وقد ساعدهم بذلك مجموعة من مسؤولين فاسدين وشبكة إجرامية، فضلا عن أن داعش سيطر عام 2016 على مكتب جوازات في سرت وسرق ما يصل إلى 2000 وثيقة.
وتعتبر الهجرة غير الشرعية إحدى طرق داعش لدخول أوروبا فبحسب معلومات من وكالة "فرونتكس" الأوروبية لحماية الحدود، فإن أوربا تعيش أكبر أزمة هجرة منذ فترة الحرب العالمية الثانية، ووصل إلى الاتحاد الأوروبي 1.8 مليون مهاجر في عام 2015، ونحو 240 ألف مهاجر في الأشهر الأولى من العام الحالي.
وبحسب منظمة الهجرة الدولية، لقي نحو 3 آلاف من المهاجرين مصرعهم في البحر الأبيض المتوسط، أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا في العام الماضي.
تهديدات بارتفاع وتيرة العمليات 
وتشير التقاریر الصادر مؤخرا عن الشرطة الأوروبیة "یوروبول" أفاد بارتفاع عدد الأشخاص الذین قتلوا في ھجمات متطرفة في أنحاء أوروبا عام 2015، مقارنة بالعام الذي سبقھا، ويعتبر عام 2016 الأكثر دمویة، وفرنسا الهدف الأول للتنظيم في أوربا حيث نفذت داعش العديد من العمليات الإرهابية التي راح ضحيتها أكثر 200 قتيل والمئات من المصابين وعام 2016 العام الأكثر دموية في أوروبا.
وشهدت بلجيكا یوم 24 مایو عام 2014، فتح مسلح النار على المتحف الیھودي بالعاصمة البلجیكیة بروكسل، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وكانت على موعد مع تفجيرات اخرى دموية في 22 مارس 2016 حيث شھدت العاصمة البلجيكا بروكسل ھجوما انتحاریا دمویا أوقع 32 قتیلا و340 مصابا، بعد الهجوم على مطار بروكسل الدولي ومحطة مترو مالبیك في العاصمة أیضا بعدد من التفجیرات.
وفي بريطانيا في 22 مایو 2017 نفذت داعش تفجير انتحاري في مدینة مانشیستر البریطانیة وخلّف 22 قتیلا و59 مصابا.
وتعتبر فرنسا الأكثر تعرضا للهجمات من داعش ففي 8و9 يناير 2015 أوقع ھجوم بأسلحة ناریة 5 قتلى في باریس، وھي العملیة المرتبطة بمطبوعة "شارل إیبدو".،وفي یوم 13 نوفمبر 2015 فقد كان بحق یوما دمویا حین أوقع ھجوم بأسلحة ناریة ومتفجرات 130 قتیلا و350 مصابا في العاصمة باریس، وانتقل التنظيم من العاصمة إلى باقي مدن فرنسا حيث نفذت داعش عملية إرهابية في سانت إتیان في 26 یولیو 2016، وفي 13 یونیو 2016 فأسفر ھجوم بسكین عن قتیلین في مدینة مانیانفیل الفرنسية، وخلال أقل من شهر قام التنظيم الإرهابي بتنفيذ عملية دموية في مجينة نیس الفرنسية، من خلال مداهمة شخص بشاحنة للمارة في الطريق وسقط 86 قتیلا و400 مصابا في یوم 14 یولیو 2016.
ونألت ألمانيا جزء من هجوم داعش في أوربا حيث نفذت هجوم إرهابي في العاصمة برلين في 19 دیسمبر 2016، وأسفر الھجوم بشاحنة عن وقوع 12 قتيلا و48 مصابا، وفي 18 يوليو 2016 في مدينة فورتسبورغ اعتداء إرهابي خلّف 5 مصابین، وفي 24 یولیو 2016 شھدت "أنسباخ" الألمانیة تفجیرا انتحاریا أوقع 15 مصابا.